قبل أيام احتفل فنانو مصر ببدء تصوير فيلم عمارة يعقوبيان المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب علاء الأسواني. قد أكون من أكثر المترقبين لمشاهدة هذا الفيلم، ليس لأنه احتوى على طاقم كبير يتزعمه عادل إمام ونور الشريف وليلى علوي، بل لسبب بسيط هو أن طريقة صنعه تمت بالشكل الصحيح الذي يحقق «المعادلة» المطلوبة لإنجاز عمل فني لائق، والمعادلة هذه إذا ما تحققت بهذا الشكل فالعمل الفني بالضرورة سيكون جيداً .. لكن ما هي هذه المعادلة وما ملامحها؟ المعادلة هي ببساطة مسار ثابت لابد أن تسير عليه مراحل صناعة العمل الفني الجيد، ويبدأ هذا المسار بالفكرة التي هي الخطوة الأولى، ثم تتبعها عملية كتابة السيناريو، ثم اختيار المنتج والمخرج، ثم تأتي أخيراً عملية اختيار الممثلين المناسبين، هذا هو المسار الحتمي لصناعة الفن الجميل، ولا يمكن أن تتوقع شيئاً جيداً في حال قلب أو عكس تتابع الخطوات هذا. ومن خلال تتبع طريقة صناعة الفن في مصر وبقية البلاد العربية تجد أن أول خطوة هي عملية تحديد أبطال العمل حتى قبل أن تعرف فكرة العمل ذاته، حيث يأتي النجم ويقول ابحثوا لي عن «فكرة» مناسبة. وهكذا تنقلب المعادلة الفنية، والنتيجة بالضرورة عمل سيئ. لكن ما حدث في عمارة يعقوبيان كان رائعاً وينبئ بعمل استثنائي، حيث كتبت الرواية في عام 2003م دون أدنى تفكير في أن تحول إلى فيلم سينمائي، ثم بعد أن راقت لوحيد حامد حولها إلى سيناريو، ومن ثم اختير مروان حامد ليتولى الإخراج، وأخيراً تم اختيار عادل إمام ونور الشريف وبقية الممثلين، كل حسب الدور الذي يلائمه .. ومن أجل هذا .. أنا انتظر مشاهدة الفيلم على أحر من الجمر .. لكونه على الأقل حقق «المعادلة».