سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"أحمد" يعيش مكبلاً كالحيوانات المفترسة.. ومستشفيات الصحة النفسية ترفض استقباله مستشفى النفسية بجدة يتجاوب مع "الرياض" ويبدي استعداده لقبول الحالة فوراً
رفضت المصحات النفسية في جدة والطائف إدخال "أحمد" 44عاما لمستشفيات الصحة النفسية وأصبح يعيش حياة شبيهة بالحيوانات المفترسة التي تشكل خطرا على الإنسان، وقيد بسلسلة طولها يتجاوز العشرة أمتار خشية أذيته للناس الأسوياء. "الرياض" زارت "أحمد" في مربطه بإحدى القرى 120كيلومتراً شمال جدة والتقت بوالدته التي روت قصة معاناتها مع أبنها "أحمد" وقالت: أحمد منذ طفولته قبل 44عاما، تبين لنا أنه ليس كمثل أقرانه الأطفال الآخرين، ولمسنا ذلك في بعض تصرفاته غيرال سويه في السنوات الأولى، ومع مرور الأيام والسنوات اتضح ذلك في تصرفاته مع الآخرين. وأكدت "أم أحمد" إنه في البداية كان هناك تقصير في علاجه جهلا منا وظناً بأنه أمر عارض وسيزول هذا الأمر مع الأيام، ولكن مع بلوغه 25عاما ساءت حالته الصحية وتبين أذيته للآخرين، عندها توجهنا به إلى مستشفى الصحة النفسية بجدة، وأعطي العلاج فقط ولم يدخل المستشفى للتنويم وعدنا به للقرية واستمررنا على علاجه لفترة طويلة ولكن لم يعطي هذا العلاج أي نتائج صحية جيدة، وعدنا به مرة أخرى وتم إحالتنا لمستشفى الصحة النفسية بالطائف ولشدة تعلقي "بأحمد" ذهبت معه لمستشفى الصحة النفسية بالطائف وتكررت زياراتي حتى أرهقت من السفر لبعد المسافة، ولكن لم يكن لدي خيار آخر وكانت المفاجأة في الزيارة الأخيرة إن المستشفى يرفض حالة ابني "احمد" كونه لا يقوم بقضاء حوائجه، وعدت به مرة أخرى إلى القرية، وتحت ضغوط وإلحاح من الأقارب قمت بمعالجته في المصحات الخاصة بجدة واستمر الحال عدة سنوات بين تنويم وصرف أدوية حتى استنفدت قدراتي المادية وعدت به إلى قريتي الصغيرة، وظل حاله يزداد سوءاً يوماً بعد يوم حتى قمنا بتكبيله بالسلاسل خشية أذيته للآخرين. تساؤل تتساءل أم أحمد: إذا لم تقبله المصحات النفسية الحكومية وأنا أمرأة مسنة وليس باستطاعتي قضاء حوائجي الشخصية فكيف لي بخدمة من ترونه مكبلاً بالسلاسل ما يقارب 7سنوات بعد أن زادت حالته سوءاً، وخشيت أن يلحق الضرر بالناس وخاصة الأطفال منهم. تمنت "أم أحمد" أن يتحقق لابنها رعاية كريمة وعلاجاً في محافظة جدة وسكناً صحياً يحفظ للإنسانية حقها التي كرمها الله عن عيشة البهائم، لا سيما وهي عاجزة الآن عن نفسها وتطلب العون من الآخرين وليس باستطاعتها خدمة ابنها في هذا السن. استعداد بدخول الحالة "الرياض" هاتفت الدكتور نواف الحارثي مدير مستشفى الصحة النفسية بجدة والذي أكد قبول مثل هذه الحالة المرضية فوراً وقال يمكن علاج مثل هذه الحالة من خلال العيادات الخارجية وأقسام التنويم مالم يشكل خطرا على نفسه وعلى الآخرين أما إذا كان هذا المريض يشكل خطرا فالوزارة كفلت له العلاج والرعاية في مستشفيات الصحة النفسية ويتم دخولها بشكل فوري. وأشار الدكتور الحارثي إلى أن الخدمات الصحية سجلت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة في كل الخدمات الصحية وخاصة رعاية المرضى النفسيين ولا يمكن لمثل هذه الحالة أن لا تجد سريرا في مستشفيات الصحة النفسية. وأضاف إن مستشفى الصحة النفسية بجدة مسجل لديه ما يزيد عن 35ألف مريض راجع المستشفى وقد أطلقنا مؤخرا برنامج الرعاية المنزلية ويقوم هذا البرنامج على رعاية المرضى في منازلهم بعد خروجهم من المستشفى للوقوف على حالتهم الصحية والاطلاع على كيفية تعامل الأهل مع المريض بعد خروجه من المستشفى.