كانت لورين ألارد حاملا في شهرها الرابع عندما اكتشفت أنها في مرحلة متأخرة من الإصابة بالسرطان. ونصحها الأطباء بإجراء عملية إجهاض والشروع في العلاج الكيماوي. إلا أنها آثرت المجازفة بحياتها وإكمال الحمل. وقالت لزوجها في شجاعة نادرة "إذا قدر لي الموت، فإن طفلي سيعيش!". وكان من المقرر إجراء عملية قيصرية عندما يكمل الحمل 26أسبوعاً، ولكن حدثت الولادة بصورة طبيعية قبل موعد العملية بأسبوع، ليرى الطفل ليام النور في 18نوفمبر الماضي. ومن ثمَّ بدأت لورين جرعات العلاج الكيماوي، ولكن بعد فوات الأوان، فتوفيت في 18يناير الماضي، ومع أنها كانت تعاني من وطأة المرض في أيامها الأخيرة، ومع ذلك كانت تنهض من فراشها بين لحظة وأخرى لتحضن صغيرها، الذي كان في الحاضنة بجوارها. ويقول زوجها "كانت لورين إيجابية لآخر لحظة في حياتها. وكانت تزرع التفاؤل في كل أفراد الأسرة. وعندما بلغ المرض مراحله الأخيرة، كنا ندرك أن حالتها ميؤوس منها، ولكنها مع ذلك كانت في غاية الرضا لأن ليام ولد حياً". كان للورين " 33عاماً" وزوجها مسترد ألارد " 34عاماً" الذي يعمل فني بترول، من مدينة سانت أوليف، بالقرب من يارماوث بمقاطعة نورفولك، ثلاث بنات هن لياه في العاشرة، وآمي في الثامنة، وكورتني وعمرها عشرون شهراً، عندما أدركاً أن لورين حبلى بليام. ويقول مستر ألارد "قررنا في تلك اللحظة ألا نسعى للإنجاب بعد ولادة ليام". ولكن في أكتوبر الماضي بدأت لورين تشكو من آلام في المعدة، وأثبتت الفحوصات الطبية أنها مصابة بورم في الكبد. ويعتقد أن المرض بدأ بورم في المعدة كان ينمو في الخفاء منذ عدة سنوات. وقال الأطباء انهم لا يستطيعون فعل شيء لأنها كانت حامل. ويقول مستر ألارد "قالت للأطباء من البداية إنها لن تسمح لهم بإجهاض حملها". وبعد أسبوعين من التشخيص أنجبت لورين طفلها في مستشفى نورفولك ونورويتش الجامعي. ويضيف مستر أرلاد "كان ليام صغير جداً، فأخذته الممرضة وسمحت للورين بتقبيله قبل وضعه في الحاضنة. وكانت لحظة مثيرة للمشاعر. كانت لورين مصرة على بذل كل ما في وسعها لتهيئة فرص الحياة لليام، وكم كانت سعيدة بولادته ولادة طبيعية، لأن ذلك لا يقتضي الانتظار لمدة أسبوعين لكي تتعافى من جراح العملية القيصرية، قبل الشروع في جلسات العلاج الكيماوي". وبدأ العلاج بعد الولادة مباشرة، وظلت لورين بالمنزل طوال تلك الفترة، ولم تغادره سوى أربع مرات لزيارة ليام الذي كان محتجزاً في المستشفى. كانت الزيارة الأولى عندما كان عمره أسبوعين، وفي تلك الزيارة تم تصويرها في لقطة مأثرة وهي تحضن صغيرها. ويستجيب ليام للرعاية الصحية بصورة جيدة، ومن المتوقع أن يغادر المستشفى في وقت قريب. بعكس والدته التي بدأت حالتها الصحية تتدهور. وأوضحت الفحوصات التي أجريت لها في 17يناير الماضي أن الورم مستمر في النمو. وفي اليوم التالي فارقت الحياة. ويقول مستر ألارد "قال الأطباء إن السرطان خرج عن السيطرة، وبالرغم من ذلك كانوا يحاولون إبطاء انتشاره، لتتمكن من العيش لعامين آخرين. وقبل وفاتها بأسبوعين توقفت عن الأكل والشرب. كنت أرقد بجوارها وكانت تضغط على يدي بشدة. بقينا في ذلك الوضع لمدة نصف ساعة تقريباً. كنت أحس في صدري أن نبضات قلبها تتباطأ. وبعد ذلك انسحبت ولفظت أنفاسها الأخيرة في هدوء. وعندما يكبر ليام، لن أخبره بأن لورين ضحت بحياتها من أجله، ولكنني سوف أخبره بأنها هيأت فرصة جيدة لحياته. فقد قالت لي إنها لا تود أن يشعر ليام بالذنب. وقال توم بيري، والد لورين "لقد أدهشتني شجاعتها في التعامل مع محنتها. لقد وهبت حياتها لزوجها وأطفالها. كانت تتحلى بشخصية فريدة وقلب كبير"