كم منا كان سعيداً ومبتهجاً بافتقا الدوحة وكم من العوائل غيرت مخططات سفرها المقرر قبل الاتفاق وغيروا خط مسارهم الى لبنان وحلم ضيف هادي بالإذن منا تعسيرا لايرادهم ويداعب خيالهم. ولقد كنا من ضمن الركب التي غيرت مخططاتهم رغم غضب الوالد وانفعالاته على قراراتي الارتجالية وغير المدروسة كعادتي وخاصة قرار السفر الى بيروت، مدينتي المفضلة بعد الرياض الغالية على قلبي وعشقي الدائم. وحزمنا حقائبنا ومحافظنا استعداداً للسفر الى بيروت والتي لم يكن اشتياقها لنا يوازي اشتياقنا لها. اذ فور وصولنا توالت علينا المفاجآت او الصدمات الواحدة بعد الأخرى. ذهبنا الى أحد فنادق المدينة المفضلة لدي والذي دائما ألاقى بالترحيب فيه واذا به يصدمني بارتفاع سعر الغرفة فيه الى أكثر من أربعة أضعاف حيث قابلني موظف الحجز بابتسامة صفراء معللاً هذا الارتفاع بالأسعار بمقولة "هيدا الموسم يامدام واذا مو عاجبينك شوفي غيرنا!! وطبعا كان قرار العائلة ان نشوف بالطبع، وكان خيارنا فندق آخر من فئة الخمس نجوم ولا أعلم بأي حق أنصفنا ورغم ذلك أصررنا على قضاء اجازة سعيدة رغم أنف المنطق والميزانية. وفي المساء قررت أنا وأفراد العائلة تفقد أحوال (السوليدير) طمعاً في قضاء جلسة استرخاء في احدى المقاهي المنتشرة نراقب فيها عباد الله ممن ساقهم القدر الى السوليدير مثلنا ونحن نحتسي قهوتنا لهذا المساء. وقع الاختيار على أحد المقاهي والتي تتمتع بموقع استراتيجي وكانت صدمتنا التالية في هذا اليوم حيث قال لي الجرسون مبتسماً قبل ان أهم والرفاق بالجلوس أى بدنا نعذبك نعذبك يامدام، بس فيه جاط فواكه، ولمن لا يعرف هذا الترحيب المفضع الى رسوم مائة دولار للشخص مقابل التأمل في صحن الفواكه وحيث أنني مشاكسة "سألت، هل هذا ينطبق على الجميع، بعد أن لاحظت أنه لا يوجد فواكه الا على طاولتنا الخليجية بالباب" فأجاب هيدا الادارة أنتو كرما وإحنا بنستاهل. طبعاً كرمنا الحاتمي لا يعني أن أدفع فيه قيمة بستان فواكه لجلسة ساعة، فعدت ادراجي والرفاق مكرهون الى احدى المقاهي القليل والتي فرضت العشاء علي مضطرة. ولم تنته مشاكلي عند هذا الحد، إذ أصابتني حالة إحباط من محاولات الاستغلال الدائمة للمواطن الخليجي ناهيك عن نظرات الاحتقار والكبرياء من البعض في محاولات غير منتهية للفوز ببضعة دولارات من السائح المغلوب على أمره سواء في الفندق او السيارة او أي مرفق آخر او وسيلة ترفيه متوفرة.