بكلمات في هذه المقالة نبحر مع شاعر يملأ الحزن قلبه كما عبر بذلك هو وكما هو إحساسه، بل امتلأ إلى الحد الذي لا يحتمل أكثر منه. أنا اشهد والله اللي يعلم المكشوف والمستور ألن الحزن مابين الحنايا بالغ حده نبحر في موج متلاطم من أسباب حزنه ورآه، إنها رؤى جياشة، تعصف أبيات قصيدته بالمتغيرات التي طرأت، هذه المتغيرات يقف منها موقف المعادي لأنه يمقتها يرفض وجودها يتحسر من تواجدها فقد حلت محل الجميل من السلوك والمفاهيم والعادات الطيبة. إنه لا يحزن لفراق حب أو حبيبة ولا يتحسر على المال وما يمكن أن يصيبه ولا على شيء لذاته ولا أطماع يجلبها لنفسه، ولا في جاه يعلو به ولا كرسي يستحوذ عليه، لكنه يحمل هم مجتمعه ويحزن لما وقع به ولترديه في خندق من البعد عن العادات الطيبة والوفاء، يتألم بحثا عن الصديق الوفي والخوي في هذه الحياة، خوي الصداقة الحقة. فهو يقول: انا ياوين أبلقى لي خوي للوفا دكتور يشاركني عنا سدي ويطلعني على سده ويقول: وأنا ما جرني للحزن وإلا الحزن بي محفور سوى فقد الرفيق اللي بلاي أغليه واوده هل هو حزين إذا على فقد محبوبة له حسناء جميلة لم يجد لها بديلا؟ لا، ليس هذا سبب حزنه فهو يقول: حزين ولاني اللي تحزنه غيدا سواة الحور ومن يحزن لفرقا الغيد الا (....) أبو جده ربما هو حزين لأسباب كثيرة؟ فلنعبر معه على جسر الكلمات لنصل إلى أسباب الحزن. ومن خلالها نستشف ما يحزنه، لا لنتركه ونبقيه كما حزيناً بل لنحزن معه أيضا إن وصلت لنا القناعه بذلك. فمع الشاعر: ناصر الحارثي. وقصيدته التي ملأها بأحزان وتوجع في وقت نتلمس فيه التفاؤل والمسرات لكن هي النظرة إلى القلوب البور، القلوب التي خلق من المثل وفقد مقومات الحياة الحقيقية. حزين؟! إي والله إن قلبي حزين وخاطري مكسور مثل ما قال بن قضعان مره يا بحر جده أنا اشهد والله اللي يعلم المكشوف والمستور ألن الحزن مابين الحنايا بالغ حده حزين ولاني اللي تحزنه غيدا سواة الحور ومن يحزن لفرقا الغيد الا لا رحم أبو جده أنا حزني على بذر الجمايل بالقلوب البور وهي جرد وعرايا احساس لا هاته ولا وده مداهيل النفاق وحاويات للردى والزور واساس العنجهيه والعبث واللهو والرده تحركهم مصالحم كما تحريك باب الدور ليا خف الهوا وقف ولا هب الهوا لده على العادة لهم مبدا يعدونه لهم دستور إذا منته مع الواحد أكيد إنك مع ضده أنا حزني على موت الضماير في زمان الجور وعلى بيع الذمم في ساحة اللي تاجده مده وعلى قصر الوفا اللي كان باول شامخ معمور مراويده رجال يمسكون السيف من حده لكنه صار في هالوقت قصر بالي مهجور ما يرتاده سواء ناس مقاريد ومنحده أحد يدخل مع بابه وأحد قفز جدار السور واحد يرتاح في ظله ولا من جا المسا هده الى هالحد ياقصر الوفا ماعاد غورك غور الى هالحد غورك يسبره منقال له يده الى هالحد مظلمة دروبك عقب هاك النور اجل ماهي غريبه تنهدم هيبتك في مده واذا باكر لقيت العرف داخل ساحتك منحور فلا تستغرب وقل من هان تسهل عنده الشده انا ياوين ابلقى لي خوي للوفا دكتور يشاركني عنا سدي ويطلعني على سده خوي ما يتغير لو يمر دهور عقب دهور ليا من قفت الدنيا ولا من جات مرتده على النوبات والا الضايقه والا على الميسور يجي ثوبه على قدي وانا ثوبي على قده ولا من عقدت الاشوار يفتلها صليب الشور بشور تنتهي عنده لمور وينهي الصده هذا والله مكانه من وراء عالي حنايا الزور عسى عمره طويل وجعل حزني فيه ما عده وأنا ماجرني للحزن وإلا الحزن بي محفور سوى فقد الرفيق اللي بلاي أغليه واوده ولا خلاك يادمع الشقى متحدر منثور سوى دمعة يتيم شفتها تنثر على خده أبا اصبر والمعين الله يا صبر أيوب يالمذكور ياصبر ايوب صبرك صبر لا مثله ولا نده تصبر غصب يا قلبي ترى سعي الصبر مشكور وباب ينفتح لك منه حزن بالصبر سده أعتقد أننا على قناعة تامة بأن ما يحزنه هو بالفعل يحزن الإنسانية كلها لأنه يفتقد الجميل منها وخلوها الحياة منه بعد أن كان يوماً من الأيام يملأها.