فاصلة: ((ليس من مذنب مبرأ أمام محكمته الخاصة)) - حكمة لاتينية - يمكنك أن تتأمل كيف يكون الضمير حيا أو ميتا في تعاملك البسيط في حياتك مع من حولك في البيت أو العمل، لو تأملت كيف يفسر الآخرون المواقف ستجد بسهولة كيف هي ضمائرهم. انظر الى حديث البعض واستسهاله الكذب أو الرشوة أو تغليفهما بمسميات مثل الكذب الأبيض أو الهدايا. هؤلاء لم تكن بيئتهم الأسرية حريصة على تكوين الضمير في نفوسهم منذ الطفولة. انظروا الى الأم التي تطلب من ابنها وهي معه في الحديقة ان يرمي المهملات في أي مكان ولا يهتم بوضعها في سلة المهملات لأن حارس الحديقة غير موجود ولا يراهم. هذا ابسط مثال لتغييب اهمية تكوين الضمير الداخلي، في هذا المثال تعلّم الأم الطفل ان المخافة هي من الحارس فاذا غاب يمكنه ان يرتكب السلوك الخاطئ. بمعنى ان يتكون لديه الضمير من الخارج ولا يكون داخليا يراقب نفسه وتصرفاته دون ان يحتاج إلى رقيب خارجي. يكبر الصغير وفي المدرسة يفعل الخطأ لأن المعلم لا يراه ثم يكبر فيسرق لأن مديره لا يراه ويتأخر عن العمل ويسجل اسمه كاول الحاضرين لأن مديره لا يراه، وقيسوا على ذلك امثلة عديدة في حياته. بعض السلوكيات التي لا يلتفت اليها الآباء تصنع مستقبل اولادهم لذلك من المهم ان نعي كآباء مسؤولية ما تصنع ايدينا، فالأبناء امانة في اعناقنا. المسؤولية ليست في إطعامهم وكسوتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم. المسؤولية الأكبر في إعدادهم لحياة مستقبلية، واهم ما في تكوين شخصية الإنسان قيمه التي تحدد اتجاهاته في الحياة.