يستهل فالح عبدالعزيز الصغير روايته الصادرة حديثاً عن دار الإنتشار العربي بإهداء إلى أهل الظهران التي حبها وتحبه، علاقة هذا الحب يرصدها المقطع الذي اختاره على ظهر الغلاف الأخير حيث يقول: "علمني الحب صغيراً.. كبرنا .. كبر الحب .. اغتسلنا بدموع بعضنا البعض.. كالصباحات الطازجة المغتسلة بالمطر.. يكبر حبها أكبر فيه .. تكبر في داخلها .. هي أنا .. أنا هي .. أو كما كنا نردد أنا أنت وأنت أنا.. أعاني من عذاب حبها.. من شوقي لها.. من انتظاري لزمن العشق.. أنتظرها دائماً.. تنتظرني منذ زمن طويل.. كلنا في حالة انتظار حتى لو تداخلنا .. انتظر بشوق ولهفة.. لأنها الوحيدة التي ملكت مفاتيح قلبي. ويضيف الصغير قائلاً: "آه.. آه يا حبي المتجدد.. قلبي يتعذب .. صوتي يرتفع لأني أعشقك يوم رأيتك وجهاً لوجه .. أمام الناس في الظهران.. في غرفة الفرحة كان الفرح كبيراً.. ضحكت .. بكيت .. صفقت في داخلي تمنيت أن أرقص أمام الخلق.. أركض في شوارع المدن وبيوتها.. مازلت أركض.. أفرح .. أنتظر .. أحبك.. أدخل في التفاصيل.. أختفي أحاول النوم.. لا أنام مبكراً مثلما تنام الظهران" يتداخل العشق بين الحبيبة المدينة والمرأة ويسعى الصغير لرصد حالة هذه المدينة التي تنام باكراً، يتحدث عن أرامكو.. الإمريكان، يتحدث عن تاريخ الظهران الذي يمتد آلاف السنين ويتحدث عن موقعها وجغرافيتها، الجبال تحيط بالظهران شمالاً وجنوباص "النهيدين" وجبل الظهران، غرباً سكن "الأمير كان" وهي المنيرة أو "الترميذة" كما كان يسمى و"السنير" شرقاً والمطار والثقبة والخبر، يرى أنها جبال وبر وبحر وبينهم الظهران، يتحدث عن شرائح بشرية عديدة مرّت بالظهران بينهم المثقف والعامل البسيط والمعلم والبدوي وغيرهم بعضهم انقطعت أخباره وغالبيتهم "مر بالظهران وغادرها"، الرواية تقع في ثمانية وسبعين صفحة، تقدم فلاشات سريعة لأولئك الناس الذين مروا بالظهران، ربما كل واحد لديه حكاية خاصة، قد يأتي الوقت ليكتب عنها فالح الصغير رواية خاصة، لا سيما وهو يمارس الكتابة الصحفية ويشرف على صحيفة أسبوعية، إضافة إلى إصداراته القصصية المتنوعة وآخرها "أسرار علي حامد" الذي صدرت طبعته الثانية منذ أيام.