قليل من مناظر الكوارث الطبيعية يمكن مقارنته بجمال بركان ثائر في أوج فورته. ومع أن مشاهد الصخور المنصهرة منتشرة في مناطق كثيرة من العالم، إلا أن مشهد بركان شيتين في جنوب شيلي يمثل ظاهرة بركانية فريدة في مستوى الدمار الناتج عنه. فهنا يشاهد المرء سحب الرماد السام تغطي السماء، وتعمل على تأين الهواء، مولداً عواصف كهربائية متفجرة، يتراقص البرق في أنحائها، وهي تتصاعد من الفوهة. وحصيلة كل ذلك خراب ودمار وخوف وهلع، وكأن الهواء تحول إلى غاز ملتهب. والآن يلوح في الأفق سيناريو مرعب يتمثل في تفجر البركان مصحوباً بسيل من الصخور المنصهرة، في شكل هيجان مدمر تندفع من خلاله موجات من الغاز الكثيف والصخور السائلة التي تنحدر على سفح الجبل بسرعة 100ميل في الساعة أو أكثر، تقضي على كل ما تصادفه في طريقها. ولكن ولحسن الحظ يستبعد الخبراء حدوث ذلك، في هذه المرحلة.. وتعتبر الصخور المنصهرة التي تسمى أيضاً "بالسحب المشتعلة" أكثر أسلحة الطبيعة فتكاً، فهي من القوة بحيث تقضي خلال ثوان قليلة على مدن كاملة، مثلما حدث في الكارثة التي دمرت مدينة بومبي الرومانية في عام 79بعد الميلاد. وثار بركان شيتين، الذي يبلغ وارتفاعه 3.300قدم ويقع على بعد 800ميل جنوب العاصمة سنتياغو، للمرة الأولى قبل آلاف السنين، وأدى ذلك إلى تصاعد الرماد البركاني في السماء، ليصل تأثيره إلى الأرجنتين. وقامت السلطات بإجلاء حوالي 4.200شخص من مدينة شيتين، التي تقع على بعد ستة أميال من منطقة البركان، ويجري حالياً إجلاء 300مدني والجنود الذين لا يزالون في المدينة. وتعمل السلطات على ترحيل سكان مدينة فوتاليوفو.. وهرب حوالي 1.000من سكان تلك المدينة إلى الأرجنتين، التي غطت بعض نواحي سحب الرماد البركاني، واضطرت السلطات لإغلاق المدارس، وعلاج بعض الأشخاص الذين أصيبوا بمشاكل في التنفس. وبلغت كثافة الرماد 15سم في بعض المناطق، وأدى إلى تلوث مصادر المياه.