تحت حراسة مشددة من قبل رجال الجيش والشرطة المدججين بالسلاح قام موظفو الانتخابات بنقل ماكينات تستخدم في أول انتخابات مميكنة على الاطلاق في تاريخ الفلبين وتشهدها المنطقة المسلمة التي تتمتع بالحكم الذاتي الاسبوع الحالي. ويدلي نحو 6ر 1مليون مسلم فلبيني مسجلين في القوائم الانتخابية بأصواتهم في الانتخابات التي تجرى اليوم الاثنين وتشمل منطقة مندناو المسلمة التي تضم 6أقاليم تتمتع بالحكم الذاتي وتغطي أقاليم ماجوندناو ولاناو ديل سور وشريف كابنسوان وسولو وتاوي تاوي وباسيلان. ويصوت هؤلاء لاختيار حاكم ونائب للحاكم واعضاء المجلس التشريعي الاقليمي لمنطقة مندناو التي تضم بعض أشد الاقاليم فقرا في الفلبين. وقال خوسيبه ميلو رئيس لجنة الانتخابات إن انتخابات الغد بمثابة "تجربة" لإدخال النظام الآلي على الانتخابات القومية والرئاسية في البلاد عام 2010.وأردف ميلو قائلا إن انتخابات منطقة إقليم مندناو ستساعد لجنة الانتخابات في تحديد نوع ماكينات التصويت الالكتروني وعملية فرز الاصوات التي يمكن أن تستخدم في إطار عملية إدخال نظام التصويت الآلي في الانتخابات القومية المقبلة في خطوة يأمل كثيرون أن تساعد في القضاء على عمليات التلاعب التي غالبا ما تسم الانتخابات في الفلبين. وقال "إذا أخفقنا هنا سنواجه صعوبات عام 2010". وقد وصل عشرات المراقبين الاجانب لمراقبة مسار الانتخابات الآلية (المميكنة) في مندناو التي لم تشهد حتى الان حوادث عنف. بيد أن أجواء الاثارة المحيطة بأول انتخابات الكترونية في الفلبين خيمت عليها المخاوف من وقوع أعمال عنف عقب فشل اتفاق بشان الأراضي بين الحكومة وجبهة مورو الاسلامية للتحرير الانفصالية. وثمة مخاوف أيضا من أن الجبهة التي دعت إلى إلغاء انتخابات 11آب / أغسطس ستعمل على تخريبها. وقال المتحدث باسم اللجنة الانتخابية جيمس جيمينيز "الخوف الرئيسي يتمثل في مناخ الخوف". وقبل أيام من التصويت تصاعدت حدة التوتر في مندناو عندما سيطر مئات من مقاتلي جبهة مورو الاسلامية على عدة قرى تقع في تطاق 3بلدات في اقليم كوتاباتو الشمالي وقاموا باضرام النار في المنازل ومصادرة مواشي الفلاحين وإجبار أكثر من 1500أسرة على الفرار من منازلها. وعلى الرغم من أن إقليم كوتاباتو الشمالي ليس جزءاً من منطقة مندناو فان السلطات تخشى من أن العنف قد يمتد إلى الاقاليم المجاورة ومنها منطقة الحكم الذاتي. وقد أمرت الحكومة المتمردين بمغادرة القرى وقامت بنشر قوات إضافية لتأمين التجمعات المحلية. وعلى الرغم من حدوث مقاومة في البداية من جانب مقاتلي جبهة مورو فان مراقبي السلام الدوليين ساعدوا في التوصل إلى حل وسط لانهاء الازمة. جدير بالذكر ان الموقف اشتعل اثر إلغاء التوقيع على اتفاق بشأن السيادة على الاراضي الاسبوع الماضي بين الحكومة والحركة الاسلامية عندما أمرت المحكمة العليا بوقف الاتفاق الذي يزعم بعض السياسيين انه ينتهك الدستور. وبموجب الاتفاق الفاشل الخاص بإقامة وطن قومي للمسلمين فان منطقة مندناو الحالية يتم توسيعها لتشمل أكثر من 700قرية في اقاليم كوتاباتو الشمالي ولاناو ديل نورت وزامبوانجا المجاورة الامر الذي أثار ضجة من جانب مسئولي وسكان المناطق المتضررة.