أكدت مصادر عقارية مطلعة ل"الرياض" انتشار ظاهرة بيع الأراضي والعقارات بنظام التقسيط في العديد من مخططات مكةالمكرمة خلال الفترة الماضية في ظل ارتفاع أسعار الأراضي بنسبة 50% وسط إقبال الكثير من المستثمرين على هذا السوق. و تنامت هذه الظاهرة بعد أن قننت وسائل التمويل المتاحة من قبل البنوك التجارية إلى 5أعوام بدلاً من 10أعوام، ما أجبر الكثير من المواطنين الراغبين في الحصول على أراض وعقارات الى الاتجاه لسوق التقسيط والتي تأتي عبر وسائط مختلفة لكنها تؤدي نفس الغرض. وأدت الزيادات المستمرة لأسعار مواد البناء الى تحجيم قدرات الكثير من المواطنين من ملاك الأراضي الذين كانوا يطمحون الى بناء مساكن خاصة. إضافة إلى الخسائر التي تكبدوها في سوق الأسهم وفي المساهمات الوهمية كان لها دور كبير في فقدان آلاف من المواطنين لأموالهم بعد أن انجرفوا وراء الأرباح السريعة والآمال الواعدة ولم تستطع شريحة عريضة من ملاك الأراضي من تحقيق أمانيهم إلا من خلال التوجه الى شراء شقق التمليك أو فلل الدوبلكس الجاهزة عن طريق التقسيط.. وقد حد تخفيض قيمة القروض الشخصية المقدمة من البنوك للموظفين والموظفات بما لا يتجاوز 15راتباً من قدرات الكثيرين في تملك الأراضي أو العقارات. ومن جهتها، رخصت أمانة العاصمة المقدسة خلال العام المنصرم لأكثر من 200مستثمر لبناء عمائر ومنشآت سكنية متنوعة بغرض الاستثمار والبيع بنظام التمليك بينما اختلفت تكاليف البناء خلال عام واحد مما جعل الراغب في تملك أي نوع من الوحدات السكنية الجاهزة يتكبد مصاريف إضافية لتحقيق رغبته في الوقت الراهن ولا تزال الأمانات والبلديات بمنطقة مكةالمكرمة تستقبل طلبات البناء بكثافة على الرغم من الصعوبات المالية التي تعترض الإنشاءات الجديدة مع عدم استقرار سوق مواد البناء وتأرجح الأسعار بشكل ملحوظ. وسجلت أقسام التخطيط العمراني بالبلديات وهي المختصة بتصاريح البناء والتشييد نسبة زيادة قاربت 10في المائة خلال الربع الأول من العام الحالي مما يبين قدرة هذا القطاع على النمو متجاوزاً كافة الظروف والعقبات بالإضافة الى وجود عوامل محفزة للتشييد ومن أهمها وجود عرض كبير من الأراضي في مواقع متفرقة من المنطقة وبخاصة الضواحي المحيطة بها حيث تتكامل الخدمات الأساسية ويناهز عدد القطع المتاحة للبيع حالياً أكثر من 25الف قطعة بالمخططات وساهمت قطع الأراضي بمخططات المنح في توفير أراض بأسعار اقل من غيرها ولكنها تبعد عن الخدمات بعض الشيء وينتظرها مستقبل استثمار ي جيد. وأكد عقاريون أن الدراسات التخطيطية التي نفذتها أمانة العاصمة المقدسة ستسهم في التخلص من العشوائيات ودعم خطوات التنمية بشكل سليم مع توفير الخدمات لجميع المواقع مشيراً الى أهمية توازن العرض والطلب على الأراضي حتى لا يتأثر السوق. الجدير بالذكر بان هناك أكثر من 15مخططاً جديداً منتشرة في أطراف مكةالمكرمة قد هيئت بكامل الخدمات في انتظار رجال الإعمال والمستثمرين لأعمار تلك المخططات بإقامة مجمعات سكنية وتجارية وفلل وشقق تمليك.