لو سألتم أي طبيب ماذا أعطتك مهنة الطب (غير المال) لقال الاحترام والتقدير؛ فمهنة الطب تكاد تكون الأولى بين المهن التي تجد الاحترام والتقدير على جميع المستويات؛ فبمجرد أن يعرف من تتعامل معه انك طبيب يقف لك احتراما لما تحمله من علم ولمقدرتك على علاج آلامه أو تخفيفها؛ إلا ان هناك (غصة) يشعر بها كل طبيب يُشك في أمانته وانضباطه؛ واقرأوا معي ماجاء في (مدائن) الدكتور عبدالعزيز الجارالله بتاريخ 16رجب؛ عندما ناشد وزير الصحة الدكتور حمد المانع بالتدخل وإيقاف مايتعرض له الأطباء السعوديون ممن يتعاونون مع القطاع الخاص من إذلال وإهانة بسحبهم أمام المرضى والناس بصورة شبيهة بحملات المداهمات وتعقب مخالفي الأنظمة من العمالة السائبة؛ وعمل الأطباء السعوديين في القطاع الخاص (البرايفت سيكتر) سبق لي مناقشته عدة مرات في سوانح؛ وهو موضوع خصب للنقاش عبر الصحف؛ وكل كاتب يدلي بدلوه؛ إلا ان (دلو) الدكتور الجارالله فيه الكثير من النصرة والذب عن زملاء (مهنتي) الأطباء فجزاه الله خيرا؛ وأقول لوزارة الصحة (ماهكذا تورد الإبل) في التعامل مع شريحة عزيزة من المجتمع قدرها ان تتعاطى وتتعامل مع أغلى مايملكه الإنسان وهي صحته؛ فكيف يُسمح لحملات التفتيش على رأس العمل (وجرجرتهم) أمام الملأ؛ ياوزارة الصحة؛ فالحملات يجب أن تكون على الأطباء أثناء الدوام الرسمي في المستشفيات الحكومية؛ أما في الأوقات خارج ذلك الوقت والدوام فالطبيب حر في وقته كيف يقضيه؛ وأرى كما قلت سابقا في سوانح ماضية أن حل مشاكلنا الصحية يكمن في مراجعة أو تطوير نظام بدل التفرغ الذي تجاوز عمره الأربعين سنة؛ والذي يكبل أيادي الأطباء السعوديين وعدم الانطلاق والإبداع؛ وبسببه تتعذر وزارة الصحة وتقوم بجولاتها المسائية على القطاع الخاص؛ فالنظام (بدل التفرغ) أكل عليه الدهر وشرب؛ والاستمرار في تطبيقه بصورة فيها الكثير من الثغرات والنقص يساوي بين طبيب ذي همة وإنجاز أو تخصص نادر (فضل الله يؤتيه من يشاء) وآخر أقل شأناً؛ يقنع بما يستلمه في نهاية كل شهر؛ فيه الكثير من الغبن (والقهر) من حرمان حق مستحق بعد حجب آفاق رحبة للعطاء والإنجاز؛ ونقطة أُخرى مهمة لحل مشاكلنا الصحية وهي توحيد سُلم رواتب الأطباء السعوديين في جميع قطاعات الدولة؛ وللحديث صلة؛ في سوانح قادمة بإذن الله.