ارسلت روسيا الجمعة تعزيزات الى اوسيتيا الجنوبية، فيما اكدت جورجيا من جهتها انها سيطرت على تسخينفالي، عاصمة الجمهورية الانفصالية، واسقطت 5مقاتلات روسية. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن شهود ان رتلا عسكريا روسيا دخل منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية في جورجيا آتيا من روسيا. وذكرت مراسلة لوكالة فرانس برس انها شاهدت نحو خمسين دبابة ثقيلة فضلا عن شاحنات تقل جنودا ومعدات عسكرية تتوجه من فلاديكافكاز عاصمة جمهورية اوسيتيا الشمالية الروسية الى اوسيتيا الجنوبية. واكدت روسيا بعيد ذلك انها ارسلت "تعزيزات لمساعدة جنود قوة حفظ السلام في المنطقة وللمساهمة في وقت الاعتداءات"، وذلك في بيان لوزارة الدفاع الروسية نقلته الوكالات. وحذر امين سر مجلس الامن الوطني الجورجي الكسندر لومايا في تصريح لفرانس برس ان جورجيا وروسيا ستصبحان "في حالة حرب حقيقية" اذا ما تأكد دخول قوات ومعدات عسكرية روسية الى اوسيتيا الجنوبية. من جهته، اكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية تشوتا اوتياشفيلي لوكالة فرانس برس ان عاصمة اوسيتيا الجنوبية تسخينكفالي باتت "بالكامل تحت السيطرة الجورجية". وكانت سلطات اوسيتيا الجنوبية افادت ان القوات الجورجية حاصرت المدينة وقتل 15مدنيا على الاقل في اعمال القصف. وقال قائد قوات حفظ السلام الروسية الجنرال مارات كوباحمدوف ان تسخينكفالي "دمرت بالكامل تقريبا" جراء القصف الجورجي. ولاحقا، اعلن المتحدث اوتياشفيلي لفرانس برس ان القوات الجوية الجورجية اسقطت طائرتين حربيتين روسيتين. واضاف ان الطيران الروسي قصف قاعدة فازياني العسكرية الجورجية قرب تبيليسي، فيما نقلت وكالة انترفاكس عن وسائل اعلام جورجية ان بضع قنابل سقطت على ملعب للتدريب داخل القاعدة. واعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل اكثر من عشرة جنود روس من قوات حفظ السلام في تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية اثناء الهجوم الجورجي على هذه الجمهورية الانفصالية. وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف حذر في وقت سابق ان روسيا لن تدع مقتل "مواطنيها" في اوسيتيا الجنوبية يمر "دون عقاب"، مؤكدا انها ستدافع عن الرعايا الروس "حيثما وجدوا". واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه افيد عن "مشاهد تطهير اتني" في اوسيتيا الجنوبية. وقال لافروف في مداخلة تلفزيونية "سمعنا عن تطهير اتني في قرى في اوسيتيا الجنوبية". وتابع ان "عدد اللاجئين يتزايد" محذرا من "مخاطر حصول ازمة انسانية". ويحمل معظم سكان اوسيتيا الجنوبية البالغ عددهم سبعين الفا جواز سفر روسيا. وذكرت وكالات انباء روسية ان جنودا تابعين لقوة حفظ السلام الروسية سقطوا "ضحية" القصف الجورجي. وحيال تصاعد النزاع، وجهت جورجيا نداء الى المجتمع الدولي داعية اياه الى وقف "اعتداء عسكري مباشر" من روسيا على اراضيها، بحسب ما قالت وزيرة الخارجية الجورجية ايكاترين تكيشيلاشفيلي لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي). من جهتها أعلنت جورجيا أنها ستفتح ممراً للسماح للنساء والأطفال بالخروج من مدينة تسخينفالي عاصمة إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي التي تحاصرها القوات الجورجية. ونقل التلفزيون الجورجي عن جيجي أوجولافا رئيس بلدية مدينة تفليس عاصمة جورجيا قوله إن بلاده "تستعد لفتح ممر لعبور النساء والأطفال والمدنيين المسالمين الذين يرغبون في مغادرة تسخينفالي". وفي موضوع ذي صلة أعلنت وزارة النقل الروسية الجمعة وقف كل الرحلات الجوية مع جورجيا اعتبارا من منتصف ليل الجمعة، بحسب ما اوردت وكالتا ريا-نوفوستي وانترفاكس. وقال مسؤول في هذه الوزارة ان "روسيا الاتحادية ستوقف كل رحلاتها الجوية مع جورجيا ابتداء من منتصف الليل". هذا وقال مصدر رفيع بوزارة الطاقة التركية لرويترز الجمعة ان تركيا وافقت على طلب جارتها جورجيا تزويدها بالكهرباء وسط الصراع في منطقة اوسيتيا الجنوبية. وعن ردود الفعل الدولية قال البيت الأبيض السبت ان الرئيس الامريكي جورج بوش يؤيد وحدة أراضي جورجيا وانه يجري إطلاعه بانتظام على تطورات الأزمة وروسيا احد اطرافها. وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض في بيان صدر في بكين حيث يحضر بوش افتتاح دورة الالعاب الاولمبية "أود التأكيد مجدداً نيابة عنه على أن الولاياتالمتحدة تدعم وحدة أراضي جورجيا وندعو الى وقف فوري لاطلاق النار". "نحث جميع الأطراف.. الجورجيين (والانفصاليين في) اوسيتيا الجنوبية والروس.. على تهدئة التوترات وتجنب الصراع". وأعلنت وزارة الخارجية الامريكية ان الولاياتالمتحدة سترسل مبعوثا للمساعدة على التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار. من جانبه يستأنف مجلس الامن الدولي بطلب من تبيليسي الجمعة اجتماعا طارئا مخصصا للتصعيد العسكري في اوسيتيا الجنوبية، على ما اعلن دبلوماسي بلجيكي في الاممالمتحدة. هذا وكثف حلف شمال الاطلسي الجمعة اتصالاته مع جورجيا وروسيا ساعيا لتدارك حرب ناشئة بين شريكيه الاستراتيجيين الذين تشكل خلافاتهما مصدر توتر بين الحلفاء. واعلن الاتحاد الاوروبي الجمعة انه يعمل على وقف اطلاق النار في اوسيتيا الجنوبية داعيا الى وقف المواجهات فورا في هذه الجمهورية الانفصالية في جورجيا وسط مخاوف من اتساع النزاع الى جورجيا وروسيا.