تلقى منتخبنا الوطني صدمة قوية في اولى خطواته للمحافظة على لقبه الخليجي كبطل اثر خسارته من شقيقه المنتخب الكويتي 1/2 بعد ان كان منتخبنا متقدماً بهدف ياسر القحطاني بجانب اضاعة لاعبيه لاكثر من فرصة محققة ابرزها ضربة الجزاء التي لعبها محمد الشلهوب وارتطمت بالعارضة، والتي على اثرها تحول رقم المباراة بعد ارتفاع معنويات لاعبي المنتخب الكويتي وتأثير ضياع الضربة الجزائية سلباً بعض الشيء على اداء منتخبنا وازداد الوضع حرجاً بخروج محمد نور مطروداً بعد اعتراضه على قرار الحكم ليلعب منتخبنا ماتبقى من الشوط الاول والشوط الثاني بعشرة لاعبين ورغم ان الكفة العددية تساوت في بداية الشوط الثاني بعد طرد الكويتي (خالد الشمري) لكن خبرة المدرب (كالديرون) في التعامل مع هذه اللقاءات التنافسية التقليدية جعلت كفة المنتخب الكويتي تتفوق بعد تفريغ خط الوسط تماماً من صناع اللعب فإذا كان خروج (نور) خارجاً عن الارادة بالطرد فإن اخراج الشلهوب والعويران لم يكن قراراً صائباً خاصة ان (السويد) بدأ عليه الانهاك والتعب، ولم يقدم مايشفع له بالبقاء لتبقى الهجمات السعودية معتمدة على اجتهادات ياسر القحطاني الذي ازعج الدفاع الكويتي واضاع اكثر من فرصة، وساهم تباطؤ خط الدفاع في ولوج هدف الكويت الثاني الذي سجله بدر المطوع رغم بسالة الدعيع الذي فعل كل شيء وحاول انقاذ الكرة اكثر من مرة وهو وحيد وسط غياب تكر والمنتشري والدوخي واكتفائهم بالفرجة على المتابعة الجيدة من قبل بدر المطوع. المدرب كالديرون لم يوفق في رسم التكتيك الجيد خاصة في الشوط الثاني وجابنه التوفيق في التبديل الذي يستوجب دخول لاعبي خبرة اعتادوا على مثل اجواء المباراة ذات طابع التنافس التقليدي فسعد الدوسري هو البديل الانسب للشلهوب الذي ربما اخرجه المدرب لقلة عطائه وتأثير اضاعة الضربة الجزائية على ادائه. المباراة جاء الشوط الاول مثيرا باحداثه ومستواه الفني الذي كان الافضل في البطولة حتى الآن، فشهد هدفا سعوديا في وقت مبكر، ثم ركلة جزاء سعودية اهدرها لاعب الوسط محمد الشلهوب، وحالة طرد سعودية ايضا طالت احد ابرز اللاعبين منتخبنا في الفترة الحالية وهو محمد نور الذي نال بطاقتين صفراوين. فنيا، تفوق المنتخب السعودي بتحركات لاعبيه وتمريراتهم وتنويعهم في اللعب فنجحوا في افتتاح التسجيل وكان بمقدورهم اضافة هدف آخر لولا تصدي العارضة لكرة الشلهوب، واقلق المهاجمان القحطاني وابراهيم سويد الدفاع الكويتي بسرعتهما وقدراتهما العالية. في المقابل، انتفض المنتخب الكويتي بعد الهدف الذي دخل مرماه وحصل على فرصة بارزة عبر نواف المطيري لكنه لم يحسن استغلالها. واللافت ان قائد المنتخب الكويتي بشار عبدالله كان شبه غائب عن المجريات ولم يشكل اي خطورة تذكر، ولولا الخطأ الذي تعرض له من محمد نور في الوقت بدل الضائع وادى الى طرد الاخير لكان امكن القول انه كان غائبا عن الانظار طوال الشوط الاول. وفي الشوط الثاني، تحسن اداء الكويتيين وان لم يصل الى الدرجة المطلوبة لكنه كان كافيا لتسجيل هدفين وانتزاع النقاط الثلاث مستفيدين من تراجع السعوديين وتأثرهم الملحوظ بطرد محمد نور قائد منطقة الوسط. بداية المباراة كانت سريعة من الطرفين بمحاولة من هنا واخرى من هناك، وجاءت المحاولة الاولى سعودية في الدقيقة الثانية من هجمة من الجهة اليمنى مرر منها ابراهيم السويد الكرة الى ياسر القحطاني لكن الحارس شهاب كنكوني قطعها في الوقت المناسب. وردت الكويت بكرة من مساعد ندا اثر ركلة حرة لكن الحارس العائد الى تشكيلة المنتخب السعودي محمد الدعيع طار وابعدها الى ركنية من الجهة اليسرى (7). وافتتح منتخبنا التسجيل في وقت مبكر وتحديدا في الدقيقة الثالثة عشرة من كرة طويلة من منتصف الملعب مررها سعود كريري الى القحطاني الذي استغل سوء تغطية المدافع خالد الشمري له فتابعها بلمسة واحدة عندما خرج كنكوني من مرماه للتصدي له. وسنحت للاخضر فرصة ذهبية لمضاعفة النتيجة عندما حصلت على ركلة جزاء في الدقيقة 20 اثر عرقلة مساعد ندا لابراهيم سويد فنفذها محمد الشلهوب ووضع الكرة بالعارضة مباشرة فتحولت الكرة الى هجمة مرتدة للكويت كادت تدرك التعادل منها حيث وصلت الى نواف المطيري الذي سار بها باتجاه المرمى وكان في مواجهة الحارس لكنه اطاح بها خارج الخشبات. واضطر كالديرون الى اجراء تبديل مبكر في الدقيقة 26 فاشرك زيد المولد بدلا من قلب الدفاع النشيط نايف القاضي بسبب الاصابة. وهبط ايقاع منتخبنا وتراجع الى منطقته امام اندفاع الكويتيين لتعديل النتيجة بسرعة لكنه بقي الاخطر على المرمى، ومن ركلة ركنية من الجهة اليمنى ارتقى رضا تكر للكرة وارسلها قوية برأسه ابعدها كنكوني ببراعة (36)، ثم مرر محمد نور كرة الى ابراهيم سويد فسددها من الجهة اليمنى فوق المرمى (41). وخرج منتخبنا من الشوط الاول فائزا لكنه خسر في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع ابرز لاعبيه على الاطلاق وهو محمد نور الذي نال الانذار الثاني وطرد من الملعب بعد تدخله العنيف على بشار عبدالله. وبعد بداية بطيئة في الشوط الثاني، اندفع المنتخب الكويتي الى الهجوم لادراك التعادل ووقف الدعيع حائلا امام ذلك عندما التقط كرة محمد جراغ (57). واشرك المدرب المحلي محمد ابراهيم المهاجم بدر المطوع بدلا من صالح البريكي، ثم زج بفرج لهيب مكان بشار عبدالله الذي لم يفعل شيئا على الاطلاق املا في انقاذ الموقف في الدقائق ال25 الاخيرة. وازداد وضع المنتخب الكويتي صعوبة بعد حصول خالد الشمري على الانذار الثاني الذي ادى الى طرده من الملعب في الدقيقة 64. وتكثفت المحاولات الكويتية الى ان جاء الفرج في الدقيقة 76 عبر مساعد ندا الذي انبرى لتنفيذ ركلة حرة فارتطمت كرته بالمدافع احمد الدوخي وغيرت اتجاهها فخدعت الدعيع واستقرت في الجهة اليسرى للمرمى. وعاد المنتخب السعودي الى المبادرة الهجومية للتقدم مجددا وحصل على فرصة عبر البديل عبده عطيف الذي تخطى مدافعا وسدد كرة عالية عن المرمى (81). وخطفت الكويت هدف الفوز قبل ثلاث دقائق من نهاية الوقت الاصلي بطريقة دراماتيكية، حيث رفع مساعد ندا كرة ساقطة فشل المدافع رضا تكر في ابعادها فتهيأت امام بدر المطوع رفعها بدوره فوق الدعيع فحدث كر وفر بين اللاعبين الى ان وضعها المهاجم الكويتي في الشباك. وبذلك تصدرت الكويت ترتيب المجموعة برصيد ثلاث نقاط امام البحرين واليمن (نقطة لكل منهما) اللتين تعادلتا 1-1 اليوم ايضا، ويأتي منتخبنا رابعاً واخيراً من دون نقاط. فرحة سعودية لم تتم البحرين * اليمن اختلفت صورة منتخب اليمن في اقل من عام فاحرج نظيره البحريني وحقق المفاجأة الاولى في دورة كأس الخليج بتعادله معه 1-1 في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الثانية. وسجل طلال يوسف (25) هدف البحرين، وناصر غازي (47) هدف اليمن. وكرر اليمن ما فعله امام عمان في مباراته الافتتاحية في «خليجي 16» في الكويت عندما عادله 1-1 ايضا قبل ان يمنى بخمس هزائم متتالية وينهي مشواره في المركز السابع الاخير. وكانت البحرين حققت فوزاً كبيراً على اليمن في الدورة الماضية 5-1. ووضع المنتخب البحريني نفسه في موقف حرج لانه اهدر نقطتين في المباراة الاسهل في المجموعة حيث تبقى له مباراتان قويتان مع السعودية حاملة اللقب والكويت اللتين تلتقيان اليوم ايضا. واغفل الحكم العماني عبدالله الهلالي احتساب ركلتي جزاء للبحرين، في الاولى عندما لمس احد اللاعبين الكرة بيده، وفي الثانية عندما تعرض محمد سالمين الى عرقلة واضحة. وشتان ما بين منتخب اليمن في «خليجي 16» وما قدمه في مباراته الاولى من «خليجي 17» حيث بدا ندا قويا لنظيره البحريني الذي تصدر الترشيحات باحراز اللقب الخليجي للمرة الاولى في تاريخه. كان اداء المنتخب البحريني عاديا ومتسرعا في بعض الفترات رغم التحكم التام بالمجريات والفرص العديدة التي حصل عليها، لكنه اصطدم بمنتخب يمني متماسك مختلف عن الذي شارك في الدورة الماضية خصوصا باعتماده على الرقابة الفردية لحامل الكرة. وظهر التوتر على اداء البحرينيين بعد ان ادرك اليمن التعادل مطلع الشوط الثاني فحاولوا جاهدين هز الشباك مرة جديدة لكن عابهم التركيز وافتقدوا السرعة والدقة في التمرير فتحطمت محاولاتهم عند المدافعين والحارس. لم ينتظر المنتخب البحريني اي فترة جس نبض فبسط سيطرته على المجريات منذ الصافرة الاولى للحكم العماني عبدالله الهلالي فحصل على عدد من الفرص الخطرة للتسجيل في ربع الساعة الاول الذي تكتل فيه اللاعبون اليمنيون داخل منطقتهم ونجحوا في ابعاد الخطر. وجرب المنتخب البحريني الكرات الطويلة بعد فشل محاولاته عبر التمريرات القصيرة فارسل محمد السيد عدنان كرة من منتصف الملعب احسن طلال يوسف استقبالها مستفيدا من خطأ المدافع سالم سعيد و«نكزها» في المرمى لحظة خروج الحارس للتصدي له مفتتاح التسجيل (25). وفشل المنتخب البحريني في استثمار تفوقه فنيا وسيطرته على المجريات لاضافة هدف ثان على الأقل رغم الفرص التي حصل عليها.