سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وسائل الإعلام الأميركية تشيد بتبرع المملكة ب 500مليون دولار كقروض للدول الفقيرة البيت الأبيض يرحب بإعلان المملكة رفع إنتاجها النفطي إلى 9.7ملايين برميل يومياً
رحب البيت الأبيض بإعلان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود عن رفع إنتاج المملكة من النفط إلى ما يصل إلى 9.7ملايين برميل يوميا بحلول شهر يوليو القادم، واصفة ذلك الإعلان بأنه أمر "نرحب به". وفي الأثناء، أولت الصحافة الأميركية اهتماما شديدا باجتماع جدة للطاقة الذي افتتحه الملك عبدالله بحضور 35وزيرا للطاقة والنفط من الدول المنتجة والمستهلكة للنفط يوم أمس الأول الأحد، مبرزة إعلان خادم الحرمين الشريفين الخاص برفع القدرة الإنتاجية السعودية للنفط وغير ذلك من المبادرات السعودية التي تستهدف مساعدة الدول الفقيرة على التصدي لمشكلة ارتفاع أسعار الطاقة. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض دينا بيرينو إن إعلان الملك عبدالله في مؤتمر جدة الذي أعلن فيه رفع إنتاج النفط السعودي هو "أمر نرحب به... إن أي رفع للإنتاج في السوق الحالي للنفط هو أمر نرحب به". وأضافت أن من "المهم أيضا علينا أن نتخذ نحن أيضا خطوات لرفع إنتاجنا المحلي وزيادة قدرات التكرير المحلية لدينا". وكان الملك عبدالله قد أعلن في المؤتمر أن المملكة قد رفعت إنتاجها من النفط خلال الأشهر القليلة الماضية إلى ما سيصل بحلول بداية شهر يوليو المقبل إلى 9.7ملايين برميل يوميا، ارتفاعا من 9ملايين برميل يوميا، وهي أكبر زيادة في صادرات المملكة من النفط منذ العام 1981.كما نوهت وسائل الإعلام الأميركية بإعلان الملك عبدالله عن رصد مبلغ 500مليون دولار أميركي في صندوق للقروض الميسرة لتمويل مساعدة الدول النامية من أجل الحصول على الطاقة وانجاز المشروعات التنموية لديها من خلال هذه القروض الميسرة. لكن المراقبين أشاروا إلى أنه بالرغم من رفع المملكة من قدراتها الإنتاجية للنفط ومشاريعها التنموية الأخرى الهادفة إلى زيادة قدرتها التكريرية، فإن أسواق النفط ستظل عرضة للكثير من التقلب وربما الارتفاع الحاد لعدة أسباب من أبرزها الانخفاض الحاد في إنتاج النفط من نيجيريا التي تشهد اضطرابات أهلية منذ بعض الوقت. يذكر أن مستوى صادرات نيجيريا النفطية قد انخفض في الآونة الأخيرة إلى 1.5مليون برميل يوميا، انخفاضا من 2.5مليون برميل يوميا، وهو أكبر انخفاض في صادرات هذه الدولة النفطية منذ أكثر من 25عاما. وكذلك أشار المراقبون إلى أهمية الأخذ بالاعتبار الدور الذي يلعبه تلاعب المضاربين وتجار العملات في الارتفاعات الشديدة التي طرأت على أسعار النفط في السنتين الماضيتين. ووصفت شبكة سي أن أن التلفزيونية الأميركية إعلان الملك عبدالله بأنه يمثل "أكبر ارتفاع في إنتاج المملكة العربية النفطي منذ ما يقرب من 30عاما". وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن المسؤولين السعوديين "وعدوا بالقيام برفع جديد للقدرة الإنتاجية، وصولا إلى 12.5مليون برميل يوميا في العام القادم - إذا كانت هناك حاجة لذلك - وهو ما يعني إضافة 2.5مليون برميل يوميا للإنتاج السعودي عبر برامج استثمارية ضخمة في زيادة القدرة الإنتاجية للمملكة تصل كلفتها الإجمالية إلى 90مليار دولار". ونقلت الصحيفة عن وزير النفط السعودي السيد علي النعيمي قوله إن خبراء النفط السعوديين حددوا "فرصا إضافية لإضافة 2.5مليون برميل آخر، أي ما يوصل الإنتاج السعودي إلى 15مليون برميل يوميا خلال سنوات قليلة". ونقلت الصحيفة عن الوزير السعودي قوله إن "ذلك سيساعدنا على الاحتفاظ بقدرتنا الاحتياطية لمصلحة الأسواق العالمية - وهو ما سيكون في مصلحة الجميع". وأبرزت صحيفة نيويورك تايمز في تغطية موسعة لها للاجتماع ونتائجه فقرات كاملة من الخطاب الذي افتتح به الملك عبدالله اجتماع جدة بحضور عدد كبير من المسؤولين العالميين بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، خصوصا قوله إنه يتفهم "الألم الذي يعانيه جميع مواطني العالم من وصول سعر برميل النفط إلى 140دولارا للبرميل". ولكنها أبرزت أيضا إعادة الملك عبدالله أحد أسباب الارتفاع في الأسعار إلى "المصالح الأنانية للمضاربين" الذين يحققون الأرباح جراء ذلك على حساب المواطنين العاديين. كما أبرزت دعوة الملك "لصندوق اوبك للتنمية الدولية للاجتماع والنظر في إقرار برنامج مواز لبرنامج الطاقة من اجل الفقراء بصفة مستمرة، وأن يخصص لهذا البرنامج مليار دولار أميركي"... فضلا عن إعلانه تقديم "قروض بشروط ميسرة للدول الفقيرة بقيمة 500مليون دولار من أجل مساعدة هذه الدول على التعامل مع مشكلة ارتفاع أسعار النفط". واختتمت نيويورك تايمز تغطيتها بالقول إن من الواضح أن أزمة أسعار النفط الحالية "لن تنتهي بين ليلة وضحاها"، معترفة بأنها أزمة لم تكن الدول المنتجة للنفط وحدها هي المسؤولة عن الأزمة، وهو تحديدا ما أراد المسؤولون السعوديون إيصاله إلى العالم عبر هذا الاجتماع. كما توقعت الصحيفة عقد اجتماع خاص آخر لمعالجة مسألة ارتفاع أسعار النفط قبل نهاية العام في العاصمة البريطانية لندن.