السعودية تتصدر العالم بأكبر تجمع غذائي من نوعه في موسوعة غينيس    لبنان - إسرائيل.. 48 ساعة حاسمة    السجن والغرامة ل 6 مواطنين.. استخدموا وروجوا أوراقاً نقدية مقلدة    جمعية لأجلهم تعقد مؤتمراً صحفياً لتسليط الضوء على فعاليات الملتقى السنوي السادس لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة    هيئة الموسيقى تنظّم أسبوع الرياض الموسيقي لأول مرة في السعودية    التعليم : اكثر من 7 ٪؜ من الطلاب حققوا أداء عالي في جميع الاختبارات الوطنية    الجدعان ل"الرياض":40% من "التوائم الملتصقة" يشتركون في الجهاز الهضمي    مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة يحصد 4 جوائز للتميز في الارتقاء بتجربة المريض من مؤتمر تجربة المريض وورشة عمل مجلس الضمان الصحي    «الإحصاء»: الرياض الأعلى استهلاكاً للطاقة الكهربائية للقطاع السكني بنسبة 28.1 %    الطائرة الإغاثية السعودية ال 24 تصل إلى لبنان    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    السعودية الأولى عالميًا في رأس المال البشري الرقمي    سجن سعد الصغير 3 سنوات    حرفية سعودية    تحديات تواجه طالبات ذوي الإعاقة    تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    «الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    فصل التوائم.. أطفال سفراء    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    ضاحية بيروت.. دمار شامل    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    ألوان الطيف    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    القتال على عدة جبهات    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    المملكة تستضيف المعرض الدوائي العالمي    كلنا يا سيادة الرئيس!    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير محمد بن نواف: نعمل على تعزيز العلاقات المشتركة مع بريطانيا ودعم التواصل الحضاري بين الشعبين الصديقين
مشكلات المبتعثين تبرز في محدودية طاقة الملحقية الثقافية وعدم استيعاب الطلاب للثقافة الجديدة
نشر في الرياض يوم 21 - 06 - 2008

أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة وأيرلندا على أن سفارة المملكة في لندن تسعى إلى تمثيل المملكة لدى البلد المضيف ورعاية مصالحها فيه، وتعزيز العلاقات القائمة بين البلدين في جميع المجالات، وكذلك رعاية شؤون مواطني المملكة الذين يقدمون إلى هذه البلاد للدراسة أو العمل أو التجارة أو السياحة أو غير ذلك.
وقال سموه في حديث صحفي بمقر السفارة بلندن أنه تم إصدار 40ألف تأشيرة عمرة و 25ألف تأشيرة حج وجميعها كانت بدون رسوم مالية، مشيراً إلى أنه تم البدء في استقبال وإصدار تأشيرات العمرة لهذا العام، وسيستمرذلك حتى منتصف شهر رمضان المبارك، حيث سيبدأ بعد ذلك الإعلان عن استقبال طلبات تأشيرات الحج كما هو المعمول به في كل عام.
وأضاف سموه أن عدد المبتعثين السعوديين من طلاب وطالبات في بريطانيا وصل الآن إلى أكثر من 8000مبتعث، حيث يزداد هذا الرقم ضعفاً إذا أضفنا لهم مرافقي المبتعثين، داعياً إلى تنظيم دورات لتعليم مبادئ اللغة الإنجليزية للطلاب المبتعثين قبل إلحاقهم بالابتعاث، وذلك حتى يتمكنوا من تسيير أمورهم ، كاشفاً أن هناك دراسة لبرنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي بهدف تطويره وتعزيز الجوانب الإيجابية فيه.
وفيما يلي نص الحوار :
عمل السفارة
@ في البداية نرغب من سموكم الحديث عن طبيعة العمل في سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن؟ وأحدث الأعمال لديكم؟
- تتمثل المهمات الرئيسة لسفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن، كما هي الحال في جميع سفارات المملكة في أنحاء العالم، في تمثيل المملكة لدى البلد المضيف ورعاية مصالحها فيه، وتعزيز العلاقات القائمة بين البلدين في جميع المجالات، وكذلك رعاية شؤون مواطني المملكة الذين يقدمون إلى هذه البلاد للدراسة أو العمل أو التجارة أو السياحة أو غير ذلك، وكذلك تيسير وصول أبناء هذه الدولة أو المقيمين فيها إلى المملكة حسب الأنظمة والقواعد المرعية.
والواقع أنني أعد نفسي عضواً في فريق متكامل يضم زملائي موظفي السفارة والملحقيات، ونحن جميعاً نبذل قصارى جهدنا، متعاونين، للنهوض بالمهمات التي ذكرتها على أفضل وجه ممكن، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، وبمتابعة ودعم مستمرين من سمو وزير الخارجية وجهاز الوزارة.
وهنا لا بد لي من الإشارة إلى أن سفارة المملكة في لندن هي من أكبر ومن أهم سفارات بلادنا، وذلك لأسباب عديدة من بينها العلاقات الوطيدة والمتشعبة التي تجمع البلدين، التي تعود إلى عهد جلالة الملك عبدالعزيز، يرحمه الله. كما أن أعداد السعوديين الموجودين في بريطانيا لفترات طويلة أو قصيرة، وأعداد البريطانيين العاملين والمقيمين في المملكة، وأعداد المسلمين البريطانيين أو المقيمين في بريطانيا الذين يرغبون باستمرار في زيارة المملكة، تصل في مجموعها إلى مئات الآلاف، هذا فضلاً عن الارتباطات الاقتصادية المتنوعة والكبيرة، الحالية والمتوقعة، بين القطاعات الاقتصادية في البلدين؛ كل هذه العناصر وغيرها تضع على أكتافنا أعباء ومسؤوليات جسيمة كماً ونوعاً، وتجعلنا في السفارة متحفزين ومجتهدين في القيام بالمهمات المنوطة بنا بالشكل الذي يحقق الأهداف المرجوة من أعمالنا على أرفع مستوى.
وفي هذا الإطار، هناك مراجعات مستمرة لأساليب إنجاز الأعمال في السفارة، واجتماعات دورية مستمرة بين أعضاء الإدارات المختلفة فيها؛ بهدف رفع مستوى الأداء في السفارة وتعزيز قدرتها على رعاية مصالح المملكة وخدمة مواطنيها وترسيخ العلاقات القائمة بين البلدين والشعبين.
تطوير قدرات الموظف الدبلوماسي
@ سمو الأمير؛ طلب عددٌ من أعضاء مجلس الشورى، أثناء استضافتهم سمو وزير الخارجية مؤخراً، العمل على تطوير قدرات الموظف الدبلوماسي السعودي. كيف تنظرون إلى مثل هذه الاقتراحات هنا في سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن؟ وكم يبلغ عدد موظفي السفارة حالياً؟
- بداية، لا بد لي من أثني على اهتمام الإخوة في مجلس الشورى الموقر، بمثل هذه الأمور التي أحب أن أؤكد أنها محل اهتمامنا جميعاً، سواءٌ في وزارة الخارجية، أو في جميع سفارات المملكة، وفي السفارة السعودية في لندن على وجه الخصوص.
نحن مهتمون بإعداد وتأهيل موظفي السفارة، على اختلاف مستوياتهم ومهماتهم، لأننا مهتمون، كما ذكرت في إجابتي عن سؤالك السابق، بتمثيل بلادنا ومواطنيها خير تمثيل. وأنا متأكد أن سمو وزير الخارجية قد ذكر لأعضاء مجلس الشورى ما تبذله الوزارة من جهود في هذا المجال تشمل، على سبيل المثال لا الحصر، البرامج التي تعقد في معهد الدراسات الدبلوماسية والدورات والبرامج التي تنظم بالتنسيق مع جهات ومؤسسات أكاديمية وتدريبية مختلفة.
ولكن، فيما يخص السفارة السعودية في لندن تحديداً، فإننا هنا نسير في إطار توجيهات واضحة ومعززة في هذا الاتجاه، تقضي بأن يتم إدراج الموظف الجديد، حال وصوله، في دورات قد تصل مدتها إلى ستة أشهر، وقد تزيد أحياناً حسب الحاجة الفردية للموظف، وتهدف إلى تطوير مستوى لغته الإنجليزية ومهاراته الاتصالية والخدمية، بحيث يكون بعدها مهيأ لتولي مهمات عمله بشكلٍ يعينه على إنجازها بالشكل الصحيح وعلى اكتساب الخبرات العملية المتميزة، وكذلك على عكس صورة إيجابية عن بلده وعن السفارة التي يعمل بها. هذا بالإضافة إلى العديد من الدورات والبرامج التطويرية التي تشمل جميع موظفي السفارة دون استثناء.
أما بالنسبة للعاملين في السفارة، فإن عدد الموظفين الرسميين التابعين لوزارة الخارجية في السفارة والملحقيات السعودية يصل إلى 134موظفاً، يساندهم عددٌ من المتعاقدين لإنجاز أعمال مساندة مختلفة.
موسم العمرة والحج
@ سمو الأمير؛ شهر رمضان المبارك ليس بعيداً عنا، وبعده بفترة قصيرة يحل موسم الحج، فما الذي ستقدمه السفارة للراغبين في أداء العمرة أو فريضة الحج هذا العام من المسلمين البريطانيين أو المقيمين في بريطانيا؟
- لا شك أن هذه الفترة التي أشرت إليها هي، في كل عام، من فترات ازدحام الأعمال في السفارة، ولكنها فترة ننتظرها بشوق لأننا نشعر في السفارة أننا نقدم فيها خدمة من أجلّ الخدمات لإخوة لنا يتشوقون، هم أنفسهم إلى زيارة بلادنا وقضاء أوقات عامرة بالروحانية وبالأجر والثواب بإذن الله فيها.
وفي العام الماضي 1428ه، أصدرت السفارة ما يقارب 40ألف تأشيرة عمرة، وما يزيد على 25ألف تأشيرة حج، هذا مع استمرار العمل على إصدار التأشيرات الأخرى كتأشيرات الزيارة أو العمل، والنشاطات الأخرى في السفارة.
أما بالنسبة لهذا العام، فقد بدأ استقبال وإصدار تأشيرات العمرة بالفعل، وسيستمر حتى منتصف شهر رمضان المبارك، حيث سيبدأ عندها الإعلان عن استقبال طلبات تأشيرات الحج، كما هو المعمول به في كل عام.
ولعل من الجدير بالذكر هنا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- تقديراً منها لقداسة رحلتي الحج والعمرة ومكانتهما العظيمة، ومكانة المملكة والحرمين الشريفين كذلك في نفوس جميع المسلمين، تحرص على أن تمنح تأشيرات الحج والعمرة لطالبيها حسب التعليمات بلا رسوم أو تكاليف مالية.
التأشيرة السياحية
@ وماذا، يا سمو الأمير، عن إصدار التأشيرات السياحية لمن يرغب، من مواطني أو قاطني بريطانيا، في زيارة المملكة للسياحة؟
- يعلم الجميع أن تطوير القطاع السياحي في المملكة يسير الآن على قدم وساق، وتتعاون فيه جهات حكومية وخاصة متعددة. والجهود التي يبذلها سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار والعاملون والمتعاونون معه في هذا الاتجاه ملموسة ومشكورة.
ونحن في سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن - وأجزم أن الحال كذلك في كل سفارات المملكة - سعداء بهذه التطورات لأننا ندرك أن في بلادنا ثقافة ثرية وحضارة عريقة وإنجازاتٍ باهرة نرغب في أن يطلع عليها العالم، ولا شك أن الاستفادة من السياحة في هذا المجال ستخدم المملكة بشكلٍ كبير، ليس فقط من ناحية التعريف بها وإبراز صورتها الحقيقية للعالم، ولكن من باب تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره كذلك.
أما فيما يتعلق بإصدار التأشيرات السياحية، فإننا في السفارة السعودية في لندن نقف على أهبة الاستعداد للقيام بما يجب علينا في حال تم إقرار إصدارها.
رعاية الطلاب
@ سمو الأمير؛ لا يخفى عليكم أنه حصلت بعض المضايقات لطلاب سعوديين في بعض الجامعات البريطانية، ونشر بعضها في وسائل الإعلام مؤخراً. ما هو دور السفارة في رعاية وحماية الطلاب وتقديم ما يحتاجونه من خدمات؟
- تعلمون أن عدد المبتعثين السعوديين من طلاب وطالبات في بريطانيا، الذي كان محدوداً جداً قبل سنوات قليلة، وصل الآن إلى أكثر من 8000مبتعث، وإذا أضفنا إلى هؤلاء من معهم من مرافقين فإن العدد قد يتجاوز ضعف هذا الرقم.
طبعاً، حدثت هذه الزيادة التي يمكنني أن أصفها بالمفاجئة، بعد تفضل خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- بإطلاق برنامجه للابتعاث الخارجي للدراسات الجامعية، وهو برنامج نستبشر منه كل الخير لبلادنا وشعبها في المستقبل القريب والبعيد.
ولكن، في إطار الزيادة التي أشرت إليها، لا يمكن إلا أن تحدث بعض المشكلات التي تنجم في الغالب عن اختلاف الثقافات أو عدم الإلمام بالأنظمة أو عدم معرفة اللغة، وهو أمر متوقع وطبيعي ويحدث في أي مجتمع. ونحن، في السفارة، على اطلاع ومتابعة لمعظم ما يحدث لأبنائنا المبتعثين، وهي في غالبها أمور يسيرة يتم التنسيق في حلها وتجاوزها مع الجهات الرسمية ذات العلاقة.
ورغبة منا، في السفارة، في تقليص مثل هذه المشكلات، فإننا نسعى إلى تعريف الطلاب، عند وصولهم، بالثقافة الجديدة التي هم مقبلون على التعامل معها، والمجتمع الجديد الذي سيعيشون فيه، مع التأكيد على كل طلابنا أنهم هم في الواقع سفراء لبلادهم ومجتمعهم وثقافتهم. وأنهم ما قدموا إلى هذه البلاد إلا لطلب العلم وتطوير أنفسهم ليعودوا إلى بلادهم فيفيدوها وينفعوا مجتمعهم وأنفسهم.
ولكن، ما دام الحديث قد تطرق بنا إلى هذا الجانب المهم، فإنني أود أن أركز على نقطتين مهمتين:
أولاهما؛ هي أن الملحقية التعليمية في بريطانيا، بمقرها وعدد طاقمها الحالي، تواجه صعوبة في التعامل مع الأعداد الكبيرة من المبتعثين ومرافقيهم التي ذكرتها قبل قليل، وإن كانت، والحق يقال، تبذل قصارى جهدها، إلا أن تسيير أمور هذه الأعداد يحتاج إلى وقت وإلى عدد أكبر من الموظفين. ونحن على اتصال بالجهات المعنية لتجاوز هذه الأمور.
أما النقطة الثانية؛ فهي أن أعداداً كبيرة جداً من المبتعثين للدراسة الجامعية في بريطانيا هم من الشباب صغار السن الذين لا يجيدون من اللغة الإنجليزية ما يمكنهم حتى من مجرد تسيير أمور حياتهم اليومية، هذا فضلاً عن افتقار الكثير منهم لأية معلومات ثقافية عن المجتمع الذي سينتقلون إليه. وحسبما أرى، فإن كثيراً من المشكلات التي تواجه أبناءنا وبناتنا المبتعثين مرتبطة بافتقارهم إلى معرفة اللغة الإنجليزية، ولو معرفة أولية. لذا فإنني أعتقد أنه لو نظمت، في المملكة، برامج لتطوير إمكانات المبتعثين في اللغة الإنجليزية ليتمكنوا من التعامل اليومي العادي بشيء من اليسر، قبل إلحاقهم بالبعثات، مع محاضرات تعريفية بثقافة المجتمع البريطاني وبعض الأمور الأخرى التي قد يحتاجها المبتعث، فإنني أتوقع أن تتقلص المشكلات التي يواجهها المبتعثون بشكل كبير، وتتعزز قدرة الملحقية والسفارة على خدمتهم ودعمهم ليتفرغوا لهدفهم الأسمى وهو اكتساب العلم.
ومع كل هذا فإنني أؤكد أن أبواب السفارة والملحقية مفتوحة في جميع الأوقات لجميع السعوديين، ومنهم بطبيعة الحال الطلاب المبتعثون، وأن واحدة من أولى مهماتنا، كما ذكرت سابقاً هي خدمتهم وتقديم العون لهم متى ما احتاجوه.
التنسيق مع وزارة التعليم العالي
@ لقد طرحتم سموكم، في إجابتكم عن السؤال السابق، فكرة متميزة هي تدريس الطلاب اللغة وتهيئتهم قبل وصولهم إلى بريطانيا، أو غيرها من الدول. هل ستبحثون هذا مع وزارة التعليم العالي والجهات الأخرى ذات العلاقة لتطبيقه على أرض الواقع؟
- بداية، لا بد أن أشير هنا إلى أن هناك توجيهاً إلى دراسة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي للدراسات الجامعية، وذلك بهدف تطويره عن طريق تعزيز الجوانب الإيجابية فيه، وتذليل كل الصعوبات التي تواجه البرنامج أو تواجه المبتعثين، بصفتهم الاستثمار الحقيقي للبرنامج والوطن.
ولوضع التصورات اللازمة والاقتراحات البناءة في هذا المجال، قمنا، في السفارة، بالاجتماع إلى جميع المسؤولين في الجهات ذات العلاقة، كما قمنا بالاجتماع إلى رؤساء أندية الطلاب المبتعثين ليشاركونا آراءهم وأفكارهم ومقترحاتهم، وأظن أن هذا هو أهم جانب في الدراسة التي أجريناها، لأن البرنامج لم يطلق إلا لمصلحة الطلاب التي تنبني عليها مصلحة بلادهم. ومن المؤكد أن الدراسة التي أجريناها ستخرج بالعديد من الأفكار والتوصيات الإيجابية، ربما كان من أهمها العمل على تدريس اللغة الإنجليزية للمبتعثين في المملكة قبل إلحاقهم بالبعثات، وذلك للأسباب التي أشرت إليها قبل قليل. وعلى أية حال، فنحن، في السفارة، نقدم كل الدعم للملحقية التعليمية، ونعمل معاً يداً واحدة لنوفر لأبنائنا وبناتنا المبتعثين الجو التعليمي الداعم والمثمر بإذن الله.
تكاليف المعيشة
@ كيف ينظر سموكم لموضوع ارتفاع تكاليف المعيشة في بريطانيا الذي أصبح يزعج الطلاب هنا؟
- تكاليف المعيشة في بريطانيا بشكلٍ عام، وفي لندن على وجه الخصوص، مرتفعة جداً كما تفضلت، بل ربما كانت من أعلى مثيلاتها في أوروبا إن لم يكن في العالم. وقد اتخذت الدولة، أعزها الله، العديد من الإجراءات بهدف إعانة الطلاب المبتعثين وغيرهم على التعايش مع هذه الظروف، ومن ذلك زيادة المكافآت، وتثبيت سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الريال، وغيرها، ونحن ننظر دائماً في ما يمكن اتخاذه من إجراءات للرفع بها والسعي من خلالها لتخفيف أعباء الحياة عن كاهل أبنائنا وبناتنا.
وهنا لا بد لي من أنبه إلى أمرين مهمين؛ أولهما هو ضرورة توزيع الطلاب المبتعثين على مؤسسات تعليمية خارج العاصمة البريطانية لندن، لأنها كما تعلم تُصنف ضمن أغلى مدن العالم، وهناك فرقٌ ملحوظٌ بين تكاليف المعيشة فيها وفي المدن البريطانية الأخرى.
أما الأمر الثاني فهو أنني آمل من أبنائي وبناتي الطلاب التحلي بالصبر، وأن يعدوا تعايشهم مع تكاليف المعيشة المرتفعة جزءاً من ما يتحملونه في سبيل تحقيق حلمهم وهدفهم، وأمل وطنهم فيهم، ألا وهو تحقيق الدرجات العلمية التي جاءوا إلى بريطانيا من أجلها، بأرفع مستويات التميز. كما آمل منهم أن ينظروا إلى وجودهم في بريطانيا، وهو، على كل حال، أمر مؤقت ينتهي، بإذن الله، بتوفيقهم في إكمال دراستهم، على أنه فرصة لاكتساب المعرفة حول ثقافة ما كان لهم أن يعرفوها بهذا العمق لو أنهم بقوا في بلادهم.
ولا بد لي هنا من أن أكرر التأكيد لهم أننا في السفارة، وفي الملحقية التعليمية، وكذلك في وزارة التعليم العالي، نسعى جاهدين لتكون مسيرتهم التعليمة سلسة وقليلة العقبات قدر المستطاع.
الأيام الثقافية
@ سمو الأمير؛ ما هو توجه السفارة حيال الأيام الثقافية السعودية التي تقام في لندن وفي بعض مدن بريطانيا الأخرى؟
- كما ذكرت لك سابقاً، نحن في السفارة السعودية في لندن، نؤمن بأن لبلادنا ثقافة سامية وعريقة ومتنوعة تنوعاً باهراً، كما أننا نفخر بأن بلادنا حققت من الإنجازات ما يوازي، بل يفوق أحياناً، ما حققته أمم كثيرة متقدمة. ونرى أن من حق بلادنا علينا أن نعرّف بها وبشعبها وثقافتها ومسيرتها التنموية الرائعة. وفي هذا الإطار نرى أن الأيام الثقافية السعودية التي تقام في بريطانيا، مثلها كمثل الأيام الثقافية السعودية في غيرها من بلدان العالم، مهمة جداً لأنها تمكننا من الوصول إلى الشعب البريطاني مباشرة، وتعريفه بالشعب السعودي وثقافته. فتسهم بذلك في محو ما يمكن أن يشوب صورة بلادنا وشعبنا وثقافتنا من أوهام أو تشويهات. ونحن، لهذا حريصون على مثل هذه النشاطات والبرامج وسنستمر، بإذن الله في دعم تنظيمها وبرمجتها بشكل أكثر فاعلية.
كما أننا ، من جانب آخر، نرى ضرورة الاهتمام بدعوة قادة الفكر والرأي في المجتمع البريطاني لزيارة المملكة، ومشاهدة المجتمع السعودي والثقافة الإسلامية العربية السعودية، والتفاعل معها مباشرة، لما نعرفه من تأثير إيجابي لمثل هذه النشاطات في ترسيخ الصورة الحقيقية للمملكة في أذهان أكبر شريحة ممكنة من المجتمع البريطاني.
العلاقات الاقتصادية
@ كيف يرى سموكم العلاقات الاقتصادية التي تربط المملكة ببريطانيا؟
- ربما كانت العلاقات الاقتصادية التي تربط المملكة العربية السعودية ببريطانيا في عراقة ومتانة العلاقات السياسية، التي مضى عليها الآن قرابة مائة عام.
فالمملكة وبريطانيا شريكان قويان وقديمان في المجالات الاقتصادية المختلفة؛ إذ أن المملكة هي أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وواحد من أكبر خمسة وعشرين اقتصاداً في العالم، وهي أكبر شريك تجاري لبريطانيا في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر سوق للبضائع والخدمات البريطانية خارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كما أن بريطانيا هي ثاني أكبر مستثمر أجنبي في المملكة، وهناك قرابة 25ألف بريطاني يعملون أو يقيمون في المملكة.
وأشير هنا انه بعد الزيارة الناجحة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز- يحفظه الله - ونحن في السفارة في لندن نسعى لتعزيز هذه العلاقات الاقتصادية المتينة وتنميتها. وهناك، في هذا الإطار، نشاطات عديدة لعل من أهمها مؤتمر "بين مملكتين"، ولجان وفرق عملٍ عديدة منها مجلس الأعمال السعودي البريطاني وغيره.
كما أننا نأمل، ونسعى جادين، لزيادة مشاركة المؤسسات والشركات البريطانية في استثمار الفرص التي توفرها السوق السعودية المتنامية والنشطة والواعدة. ولذلك فإننا، باستمرار، ننظم ورش عمل تعريفية ودورات تدريبية وإعدادية، ودور السفارة في هذا معززٌ ومكمل لدور جهات أخرى، مثل الهيئة العامة للاستثمار، وغيرها من الجهات التي تقوم بمهماتها في بريطانيا.
ولا بد لي هنا من أشيد بالتغيرات التي طرأت على أساليب تعاملنا في المملكة مع فكرة استقطاب رأس المال الأجنبي للاستثمار في بلادنا. ففي الماضي كانت الشركات الأجنبية هي التي تسعى لدخول السوق السعودية، وكنا نحن نكتفي بالنظر في ما يعرض علينا. أما اليوم فنحن الذين نجتهد، من خلال مؤسسات الدولة المختلفة وسفاراتها في الخارج، في عرض فرص الاستثمار المختلفة، وتصدير وتسويق المنتجات السعودية المتنوعة، لخلق أكبر قدر ممكن من التنافس الإيجابي بين رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار في بلادنا، الأمر الذي سيؤدي، بإذن الله، إلى دعم قاعدة الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادره، وخلق عشرات الآلاف من الفرص الوظيفية الطيبة لأبناء البلاد، مع تحقيق عائدات ربحية مجزية لشركائنا في الاستثمار من خارج المملكة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.