إن الأبوة متعة ليس لها حدود، خاصة في سني الطفولة الاولى.. حيث تشعر بتأثيرها الايجابي والعاطفي على سلوكهم، من خلال الأثر التراكمي الذي تؤديه أنت وأمهم كتصرفات مباشرة وغير مباشرة ضمن مشوار الحياة اليومي، صباحه ومسائيه، طوله وقصره. إن الحب.. الحب الحقيقي.. هو العنصر الأساسي والرئيس في التربية الناجحة للأطفال، ويتطلب منك حبك هذا لأطفالك أن تفعل كل ما فيه مصلحة لهم.. ليس بالضرورة أن تفعل ما يريده طفلك في هذه اللحظة، بل ما يبني ويصقل شخصيته بشكل يؤثر في علاقته ودرجة انتمائه اليك في المستقبل القادم.. إن علاقتك بأطفالك بالغة في الأهمية، خاصة حينما تستوعب التأثير الذي يتمتع به الآباء مقابل التأثير الذي يتمتع به جهاز التلفاز. ولقد كشفت إحدى الدراسات أن ثلث الأطفال بين الرابعة والخامسة يفضلون التلفزيون على آبائهم لو خيروا بينهما.. أيها الأب العزيز.. لو وضعت اهتمامك بطفلك ضمن اولى اولوياتك، لما فضل طفلك مشاهدة جهاز التلفاز على قضاء الوقت معك. إننا نندفع دائماً وطويلاً كغيرنا لكسب القوت والسعي وراء الرزق، غافلين عن تلك المسألة، متناسين أن الحياة لم تعد ببساطة أن الطفل يولد ثم يذهب إلى المدرسة، ثم يتخرج أو يتركها، ثم يتزوج وينجب ويستقل بحياته. فيما يلي نقدم بعض النصائح المهمة لترتقي وتسعد بأبوة خالصة من أعلى الدرجات. الحب بلا قيد أو شرط: لا تشعر أولادك بضرورة بذل الجهد والتفكير في كيفية الوصول إلى قلبك وحبك.. فقط.. احببهم دون قيود أو شروط.. فقط.. لانهم ابناؤك.. بالتأكيد سيزرع ذلك في نفوسهم الشعور بالأمان، وسيعكس ذلك ايجاباً على مواقف مستقبلية قد تجد خلالها صعوبة إن لم تطبق ذلك. اولادك ضمن أولوياتك: لا تظن أن ساعة من الزمن في نهاية اليوم تكفي للقيام بواجباتك تجاه أبنائك.. لا بد أن يكونوا أطفالك ضمن جدول أعمالك لتشعر ويشعرون بالسعادة والمتعة، بدلا من احساسك واحساسهم بالبؤس والشقاء.. ترابط مع أسرتك لأجل اولادك: إن الأسرة المترابطة هي أفضل بيئة لتربية أطفال ناجحين، ليس المهم الشعارات والهتافات الظاهرة، ببساطة أجمل ما تفعله لاولادك.. أن تحب والدتهم! @ توضح الكاتبة (باربرا هيد) في أحد كتبها: أن الأسر المنفصلة والمفككة أكثر فقراً بستة أضعاف من الأسر المترابطة. أنت القدوة والمثل الأعلى: سواء رضيت أم أبيت، أنت المثل الأعلى واالقدوة العليا لأبنائك.. ببساطة.. سلوكياتك تحاكي عقولهم وتعكس تصرفاتهم.. يلزمك أن تكون بارعاً في أن تجمع كل الصفات النبيلة (الشجاعة، التعاطف، الاشفاق، الإيثار).. اغرس مكارم الأخلاق: إن أهم شيء تعلمه لابنائك هو مكارم الأخلاق والنزاهة والاستقامة والقيم السليمة، اغرسها بدقة واهتمام لتستمتع بحياة متوازنة. أخيراً.. واولاً.. اجعل سلطاتك كوالد نابعة من إيمانك بالله، وترجم ذلك في اعداد تصرفي يرمز لاحترامك لدينك وعقيدتك.. اعتقد ان لو اتبع كل أب هذه الطريقة سينمو جميع أطفاله وهم مستجيبين على الأرجح لسلطات والدهم بشكل ايجابي، بالتأكيد سيزرع ذلك في نفوسهم احترام الدين، القانون، كذلك النظام. @ باحث في الإدارة والتنظيم