الألبوم: مليون خاطر عدد الأغاني: 16تاريخ الإصدار: 2008؟ بدأ موسم الصيف، وبدأ الفنانون بطرح أعمالهم الجديدة، فما من أسبوع يمر إلا ويشهد سوق الكاسيت مجموعة من الألبومات الفنية التي يتم طرحها تزامناً مع هذا الموسم الذي يشهد كثيراً من الحفلات والمهرجانات الصيفية، ومنها ألبوم (مليون خاطر) للفنان عبدالمجيد عبدالله، والذي شهد دعاية إعلامية كبيرة سبقت طرحه قبل أسابيع قليلة. الألبوم الجديد يحتوي على 16أغنية، وهو أكبر عدد من الأغاني يحتويه ألبوم واحد وصل إليه الفنان عبد المجيد عبدالله حتى الآن!. على أن في هذا الأمر بعض الملاحظات، فهذا العدد الهائل من الأغاني أصبح مما يعاب على عبدالمجيد بغض النظر عن جودة بعضها، وهذه الكثرة أيضاً تعني في كثير من الأحوال انعدام الارتباط المباشر بين الأعمال شعراً ولحناً وتوزيعاً، ولن نذكر الموضوعات بالطبع لأن غالبية أعمالنا الغنائية العربية لا تتصدى إلا لموضوع واحد لا ثاني له وهو الحب!. إذ لا سبيل للاستمتاع بالموسيقى ولا الموضوع التي تحتويه الكلمة، بل مجرد أغاني عاطفية، هادئة في أحيان وراقصة في أحيان أخرى، وإذا قسناها من هذه الناحية، فنستطيع القول إن عبد المجيد وأبرز من تعاون معهم في هذا الشريط من ملحنين وشعراء، يتقدمهم الفنان سهم (لحن 9أغاني) والفنان طارق محمد (لحن 3أغاني) جاءت تجربتهم موفقة إلى حد معين، وبعض هذه الأغاني سيتردد صداها طوال الصيف ولكننا لا نستطيع الجزم هل سيطول هذا الصدى أم سيزول وينساه الناس كما نسي أغاني الشريط الذي قبله!. وهذه معضلة تحتاج إلى حل، فالفنان العربي -والمستمع العربي أيضاً- أصبح يتصور وبعضهم يؤمن بأن الأغنية العاطفية هي الشكل الوحيد للأغنية، وما عداها ليس بأغنية، وهذه المشكلة هي أم المشاكل التي ساهمت في تردي حال الأغنية العربية بشكل عام، والأغنية الشعبية بشكل خاص في السعودية والخليج والعالم العربي كله!. فلنستمع فقط إلى مقدمة بعض أغاني عبدالمجيد التي تقول: (يا ما حولت الفراق وما قويت) و(يحلمون ويحلمون اللي فيك يفكرون) و(معقولة كلمة تغير حالي معك) و( الله كتب لي في الماضي وداعك) وغيرها من أعمال نلاحظ أن جميعها بلا استثناء تصب في قالب واحد هو التغزل بالمحبوبة الهاجرة أو الغادرة أو المسكينة!. أما في الجانب الموسيقي من الشريط، فمن الأشياء التي تحسب له هو ارتكازه على ثيمة واحدة في التوزيع والأجواء بشكل عام، ومع أن التوزيع الموسيقي كان تقليدياً فقد جاءت الصولوهات متوافقة مع الإيقاع بشكل متقن نوعاً ما. أما صوت عبد المجيد والذي يحلو لعشاقه بوصفه أعذب صوت لم يعد كذلك في أكثر من أغنية في الشريط ولم يستطع استعادة أمجاد ذروته في أغانيه السابقة (كيف أسيبك) و(عندك خبر) و(عليهم صابر) وغيرها من الأغاني التي شهدت انطلاقة عبدالمجيد الأولى. وفي المحصلة شريط جديد سيزاحم منافسيه من دون أن يتفوق عليهم، إلا اللهم بلغة المال وما سيجنيه من أرباح وإيرادات!.