انتشرت قبل فترة عبر أجهزة الجوال المقطوعة الموسيقية التي كانت تذاع على التلفزيون السعودي قبيل موعد نشرة الأخبار. وهي مقطوعة أثارت إعجابي لتفردها وجماليتها الفنية ما أثار في ذهني تساؤلاً حول مؤلف تلك المقطوعة. وبعد حين من الزمن وقعت على ألبوم موسيقي للموسيقار "محمد عبدالوهاب" ووجدت فيه المقطوعة كاملة تحت اسم "حياة الخيام". لست أعرف حتى الآن هل ألف "عبدالوهاب" المقطوعة لصالح التلفزيون السعودي بمعنى أنه تنازل عن حقوق بثها لصالح التلفزيون، أم أن التلفزيون السعودي اجتهد في إسقاط الكلفة بينه وبين موسيقار الأجيال واعتبرها -أي المقطوعة- إرثاً فنياً مشاعاً. يغلب على ظني أن الاحتمال الثاني هو الأقرب للواقع، فليست مقطوعة "عبدالوهاب" المقطوعة الوحيدة التي يستخدمها التلفزيون السعودي كنوع من التغطية لدقائق أو ثواني الفراغ قبيل أو خلال نشرات الأخبار، فالمقطوعة الموسيقية التي تغطي مشاهد التقارير الإخبارية الصامتة على التلفزيون السعودي ما هي إلا إحدى مقطوعات الموسيقار النمساوي "فولفغانغ موزارت". وكثير من الشارات التي تملأ فضاء الإذاعة الأولى والبرنامج الثاني ما هي إلا ألحان ملتقطة من خوالد الغناء العربي أو حتى توافهه مؤخراً. والمقاطع الموسيقية المرافقة لمشاهد "روضة خريم" و"مدرجات عسير الزراعية" و"كورنيش المنطقة الشرقية" التي تعرض على شاشة التلفزيون السعودي ما هي في أغلبها إلا مقطوعات موسيقية عالمية. لو افترضنا جدلاً أن كل هذا السطو على الحقوق الفنية والمادية لمؤلفي تلك المقطوعات مسوغ ومقبول، فهل سينقص التلفزيون السعودي شيئاً لو أشار إلى أسماء هؤلاء المؤلفين ليخلدوا بأسمائهم كما خلدت أعمالهم التي حفظها المواطن السعودي وكونت جزءاً ليس باليسير من ثقافته السمعية. @قفلة : أسرّ لي أحد الزملاء العاملين في التلفزيون، أن "الانترنت" أصبح مصدراً ثرياً للشارات الموسيقية لأغلب برامج التلفزيون السعودي بقنواته الأربع، وهو تابع لوزارة الثقافة والإعلام المعنية بحفظ الحقوق الفكرية والأدبية لأصحابها!.