يخطىء كثير من الناس ممن يعتقدون أن المتقاعد قد يكون مرتاحاً بعد خروجه من عناء العمل الا انه يبدأ عملاً آخر يختص بانهاء اعماله الخاصة المتراكمة التي تركها سنوات على امل انجازها بعد خروجه الى التقاعد وحينما تبدأ هذه المرحلة يجد الحواجز والعوائق التي لم يكن يتوقعها واليوم يوجد اكثر من 360الف متقاعد في السعودية غالبيتهم ممن خدم في قطاعات الدولة نصف عمره وكان التكريم من الدولة له بتقاعده وصرف راتب تقاعدي له الا ان الجهات الحكومية وخصوصاً منها التي لها علاقة بالجمهور لم تعر المتقاعد اي اهتمام ولم تنظر الى انه في الاساس كان موظفاً يخدم في قطاعات الدولة حيث طالب كثير من المتقاعدين تخصيص اماكن لهم اثناء مراجعتهم لتخليص معاملاتهم الخاصة اسوة بغيرهم حيث طالبوا في شكواهم لصفحة التقاعد وضع شبابيك تخص انجاز معاملاتهم في الدوائر الحكومية التي يراجعونها نظراً لإزدحام غالبية هذه الدوائر وتضييعهم لأوقات طويلة. في البداية يقول فهد بن محمد الشهري انني متقاعد منذ 4سنوات بعد ان عملت في الدولة لمدة 34عاماً وفوجئت بالمعاناة التي يجدها المتقاعد اثناء مراجعته لإنهاء المعاملات الخاصة به نظراً لإزدحام غالبية الدوائر الحكومية وعدم تخصيص أماكن في تلك الدوائر الحكومية للمتقاعدين لسرعة انجاز معاملاتهم كنوع من التكريم لهذه الفئة التي خدمت الدولة سنوات طويلة فلا اقل من مراعاة الظروف ومساعدتهم من خلال سرعة انجاز معاملاتهم وعدم اصطفافهم مع طوابير المواطنين كما هو موجود حالياً وهذا الامر يجب ان ينبع من داخل الدوائر والجهات الحكومية ذات الخدمات لا ان يكون مقترحا فلك ان تتصور متقاعدا يبلغ من العمر 65عاماً يراجع احد الدوائر الحكومية وينتظر لفترة تزيد عن الاربع ساعات ولمدة 3ايام أليس ذلك اجحاف بحق المتقاعد؟ لا نريد تميز يشاطره الرأي المتقاعد ناصر السعيد حيث يقول انني اتحسر على ما اراه من تعامل مع المتقاعد وكأنه شخص لا حاجة له فنحن نراجع الدوائر والجهات الحكومية لانجاز اعمالنا يسبقنا في ذلك الأمل والحصول على خدمة لا نريدها ان تكون مميزة وأنما مريحة لنا نحن المتقاعدين بعد ان افنينا سنوات طوال في خدمة هذا البلد الذي لم يبخل علينا من تكريم من خلال الراتب التقاعدي الا ان الوزارات والدوائر الحكومية لم تراع ذلك في هذا المتقاعد ولعل مسؤولي هذه الدوائر لم ينتبهوا الى انه سيأتي اليوم الذي يكونون فيه في نفس الوضع الذي نعيشه ونأمل من المسؤولين عن الدوائر الحكومية تخصيص اماكن خاصة بالمتقاعدين لسرعة انجاز معاملاتهم وكما قلت سابقاً لا نريد التميز ولكن نريد اراحتنا من المشقة والتعب. اما المتقاعد العسكري علي الحارثي فيرى ان للمتقاعد حقوق على المجتمع يجب ان يحظى بها نظراً لخدمته التي قدمها للوطن فليس مطلوباً اكثر من الطاقة وأنما نطالب بقليل من الاهتمام والعناية فنحن خدمنا نصف اعمارنا ونطالب ان نرى أماكن تقدم الخدمة للمتقاعد بدلاً من استقبال معاملاتنا مع الاخرين فنحن بلغنا من السن عتياً ومطلوب مساعدتنا لا تقديم المشقة والتعب. وقد طالب غيرهم من المتقاعدين ان تقوم الجهات الخدمية بتخصيص شبابيك خاصة لتقديم الخدمة للمتقاعدين الذين قدموا جزءا كبيرا من اعمارهم في خدمة هذا الوطن.