اختتمت أمس في العاصمة النيجيرية (ابوجا) ورشة صندوق أوبك للتنمية الدولية (أفيد) والتي جاءت تحت عنوان (فقر الطاقة في أفريقيا) وقال مدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية (أفيد) سليمان بن جاسر الحربش ل "الرياض" من مقر عقد الورشة في ابوجا انها تعد استجابة لما ورد في الفصل الثاني من إعلان الرياض لقمة أوبك التي استضافها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في نوفمبر من العام الماضي في التشديد على أهمية الطاقة في القضاء على الفقر ودعم التنمية المستدامة في الدول النامية. وقال إن الورشة التي استمرت على مدى يومين (التاسع والعاشر من يونيو) ناقشت عدداً من القضايا المهمة المتعلقة بما تعانيه القارة الأفريقية من معوقات اقتصادية بسبب عدم توفر الكفاءة في الطاقة معتبراً أن أفريقيا جنوب الصحراء تعتمد اعتماداً شبه كلي على المخلفات الزراعية والحيوانية التقليدية للطهي والطبخ والتدفئة وتسخين المياه للاغراض المنزلية وغيرها وأن هذه المصادر البدائية تمثل أكثر من 80في المائة من استخدامات الطاقة في المنطقة وأن الاحتراق الناتج عن هذه المواد والأخشاب والحشائش يؤدي إلى زيادة فقدان الطاقة وتدمير البيئة بسبب الملوثات مثل أول أوكسيد الكربون وأوكسيد النيتروجين ويسبب مشاكل صحية تضاف إلى فقر السكان. وقال الحربش إنه تم التطرق في أوراق ونقاشات الورشة إلى دراسات البنك الدولي في هذا الشأن التي تعتبر أن الافتقار للطاقة الكهربائية يشكل عقبة رئيسية أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء القارة الأفريقية، كما أن الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لا يشجع المستثمرين على بناء محطات لعدم قدرة السكان على دفع مقابل الطاقة لتدني الدخل مشيراً إلى أن تقرير البنك الدولي أوضح أن 26في المائة من سكان القارة الأفريقية لا يتوفرون على الطاقة الكهربائية اللازمة لاحتياجاتهم اليومية. وأشاد الحربش بمشاركة البنك الدولي ومنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية والصندوق السعودي للتنمية ومنتدى الطاقة الدولي والذين قدموا أوراق عمل في الورشة إضافة إلى ممثلين للبنك العربي الأفريقي وبنك التنمية الأفريقي ومنظمة الأوبك والأوابك وممثل شركة شيفرون بيتر روبرتسن وشركة شلم بيرجير لخدمات الطاقة. وقال الحربش إن نتائج الندوة سوف تعرض على المجلس الوزاري لصندوق الأوبك والذي سوف ينعقد في الأسبوع المقبل في مدينة اصفهان في إيران. وأضاف أن صندوق أوبك والصندوق السعودي للتنمية يقومان بإجراء دراسة مشتركة حالياً تحت عنوان (الطاقة النظيفة للفقراء) ويبذلان جهوداً في ذلك من أجل تقديم نتائج إيجابية في أقرب وقت ضمن اهتمامها المشترك. وأشار إلى أنه أوضح في الجسة الختامية التي حضرها وزير المالية النيجيري شمس الدين عثمان في الإجابة عن سؤال حول ارتفاع أسعار البترول أن لذلك أسباباً لا علاقة لدول أوبك بها حيث انها تتيح ما يقابل الطلب العالمي من الامدادات وتقوم ببناء الطاقات الإنتاجية لمواجهة الطلب المتوقع مستشهداً بما ذكره أمين عام أوبك من استثمار دول أوبك 160مليار دولار إلى عام 2012في الطاقات الإنتاجية معتبراً أن أسباب الارتفاع تعود إلى الدول المستهلكة حيث أصبح النفط وسيلة للمضاربة ووسيلة استثمارية في حد ذاتها إضافة إلى المشكلات الأخرى المعروفة من اختناقات صناعة التكرير. أما أهم نتيجة ظهرت من مداولات الورشة كما يقول الحربش اتفاق جميع الحاضرين على أن مشكلة الطاقة في المناطق القصيرة لا يمكن حلها بدون تدخل خارجي أما أن تترك لقوى السوق فهذا لن يجدي لأن جمهور المستهلكين ليس لديهم في تلك المناطق القوة الشرائية التي تجعل من الاستثمارات في توليد الطاقة مشروعاً مربحاً. وأشاد الحربش بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوزير البترول حول بحث ارتفاعات البترول بين الدول المنتجة والمستهلكة وقال إنني أوضحت ذلك أمام الجلسة الختامية للورشة وكان لذلك وقع جيد على المشاركين وأنه التقى بعدد من الباحثين الذين ابدوا تقديرهم لذلك مضيفاً أنه أوضح لهم أن هذا الاقتراح من الملك عبدالله يؤكد أن المملكة ليست مواكبة لأوضاع النفط فحسب ولكنها تستبق الأحداث وتحاول الاستجابة لها مشيراً إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين في الدعوة إلى منتدى الطاقة وإنشاء الأمانة العامة للمنتدى، وقال الحربش إنه أوضح للمشاركين أن الاتهامات التي توجه إلى أوبك لا تنطوي على فهم لرسالتها البناءة وعلى دور المملكة الإيجابي.