بين الحين والآخر نقرأ في القديم من القصائد الخالدة والجميلة في سبكها وحياكتها إيماناً من منطلق (قديمك نديمك). كثر الغث والهزل في ساحتنا الشعرية .. حتى ابتعدنا عن سماع وقراءة الشعر... ولا ندري هل أصبحنا نكره الشيخ الجليل الشعر أما امتهنوا وظيفة وهواية الشعر من هم من أزاح عنا ذائقته الرقيقة وإحساسه الجياش. لا علينا الكل شاعر ومتذوق ما يهمني هي هذه القصيدة الجميلة لشاعر عاش ومات قديماً ولم تسلط إلى هذه الساعة أي مدونة أو كتابة عنه ويرجع السبب لكون قصيدته هذه يتيمة ... عاشت في القرن الحادي عشر هجري ما بين قرى وبلدات نجد شاعرها فارس وحكيم لم يعرف عنه إلا أنه كان يلقب (بمويجد) واسمه الصحيح ماجد القباني من آل الجلال القبابنه من قبيلة السهول وبلدته بلدة الحب الخالدة بلدة قيس ابن الملوح وليلى العامرية الغيل من قرى الأفلاج تلك المستوطنة التي تزخر بالنخيل والبساتين الخلابة نشأ وترعرع شاعرها على الفروسية والكرم والنخوة كما هو واضح وجلي في قصيدته العصماء : تكلفك فيما لا عناك عذاب والاجهاد بالحق المصيب صواب ومن ثمن القافي من الخوف شرعت عليه الأعادي ما يكون يهاب ومن شرّع أطراف القنا ما غدوله أصحابٍ من خوف القضا بطلاب ولا بالعيا خيرٍ ومن كثر العيا جذت به حبال الملزمات وخاب فللعقل شاراتٍ يزين بها الفتى فضايلٍ ما يحصى لهن حساب إلا واوجعي من علةٍ باطنيه لجت بالمحاني والدوا ما ثاب لو تجتمع كل الاطبا بحكمهم لدى علتي ما فاد فيّ اطباب عمى الراي ما ينفع به الطب والدوا مدى العمر ما دام التراب تراب فقلت على امثال قدام سمعتها والامثال تورث من سنين احقاب إلى عاد ما للرجل راي يدله فما له من اريا الرجال ثواب وإلى عاد ما شرب الفتى من يمينه شرابه من كفوف الرجال سراب فلا ينفع المضيوم إلا ابن عمه إلى عض به من معضلاته ناب وانا بعون اللي سمك عالي السما مالي بما لا يعتنيني حساب إلى الموت ما طال الأقربين زله ولا جفى مني للقريب كلاب ولاني بمن يضحك بوجه رفيقه ويعلق إلى من غاب فيه صواب فانا إلى من راح في نازع المدى ورى العام واوزاه الزمان وغاب اصير له درعٍ حصين خلافه ومن دون عرضه متقي وحجاب يلومونني بالحرص ولا هيب شيمتي فلا شك ما ناشت يدي قضاب سوى مهرة صفرا وعود من القنا وسيف له ادماء الرجال شراب وجوزية تسحب على كل حزة الى قيل ناخت بالمضيف ركاب فهذاك عذروبي ولاني بناشد إلى شد عرضي من يشد وعاب وذم الفتى ما دام ما جا مذمة كالمدح في شخص ردي هاب فوالله يا مدح علي غير خير كماطن في لوح الهجير ذباب جزى الله قوم بالجميل تقاربوا ولا عقبوا عقب الجميل عتاب نديب على الدنيا شقا لونديبه على الدين ما مس النفوس عذاب وما الناس إلا من تراب معادن وما طاب من تلك المعادن طاب اقول ذا وانا شهودي حواضر كما قلت واكثر ما يقال كذاب وصلوا على خير البرايا محمد ما سار للبيت العتيق ركاب كذا الآل والأصحاب ما هل اوهما على الخد ودقٍ من خلال سحاب سعد بن غنيم الخبيش القباني