ثمة تمايز جوهري بين التسيب والانضباط، والحرية والفوضى، والثقة وبالنفس والغرور، وقد يجمح فكر الإنسان حين يترسخ لديه أن النظام يتعارض مع الحرية، إذ الحرية غير المنظمة تنتهي بالمرء إلى السلبية والعجز عن تحقيق ما يريد؛ لأنه ليس مسيطراً على ذاته، مروضاً لنزواته، مهذباً لغرائزه، ومن هنا كانت السيطرة على الرغبات الهائجة، الشرط الأول لكل قدرة حقيقية ولكل حرية جديرة بهذا الاسم، (بل الإنسان على نفسه بصيرة). ولهذا عني الإسلام الحنيف بتدريب الإرادة وترتيبها، حتى لا يصير الإنسان الذي استخلفه الله في الأرض واستعمره فيها منفعلاً لكل عادة ضارة، ملبياً لكل شهوة مدمرة وخاصة إذا علم يقيناً أن هذه العادة فساد وضياع للصحة والمال والتمتع بالحياة وهذا يتضح جلياً في قوله صلى الله عليه وسلم: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها ثم تمنى على الله الأماني) أليس كثير من المدخنين على استعداد للتفريط فيما هو مؤتمن عليه من أجل سيجارة أو بعض أنفاس من الشيشة أو غيرها! وعلى ضوء هذا يتضح ان التدخين عادة تتحكم في ذوي الإرادات اللينة التي تضعف أمام كل متعة عارضة يعقبها اعتلال في الصحة وذهاباً للقوة وتعجيل بالشيخوخة وضياع للمال، وتدعيم لاقتصاد الدول التي تصدر إلينا هذه السموم وتنفق الملايين للترويج للتدخين بين شبابنا ورجالنا ونسائنا حتى نصبح أمة واهية ضعيفة. إذاً علينا أن نثبت لهم أننا بعون الله - وقوته نملك إرادة وعزيمة ماضية تمكننا بإذن الله من ترك كل محرم نهانا عنه نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه فهل تفعل أخي المدخن.. هيا نثبت لهم أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله عافنا الله وإياك. @ مسؤول التوعية والإعلام بالجمعية الخيرية لمكافحة التدخين