بعد أيام سوف تبتدئ الامتحانات النهائية.. مما يعني معه امتلاء الطرقات القريبة من المدارس بأبنائنا الصغار خاصة المرحلتين المتوسطة والثانوية..؟ وتلك الطرقات تحمل صغارنا وهم يرشفون السيجارة كما لو كانوا في السبعين من أعمارهم... حقيقة أشعر بألم لهؤلاء واتساءل اليوم كما تساءلت في مقال سابق من المسؤول عن هؤلاء الصغار..؟ أسرهم أم مدارسهم أم المجتمع ككل...؟ أعتقد ان خروج ابنائنا من مدارسهم بعد أداء الامتحان للطرقات ليس له مبرر... نعم لماذا لا تفتح لهم ملاعب المدرسة ويسمح لهم بممارسة لعب الكرة.. أو تقام لهم فصول مراجعة لامتحان الغد للاستفادة والوقاية في ذات الوقت، لننظر إلى تلك الاحصائيات الدولية الخطيرة التي تؤكد أنه سنوياً يموت بسبب الدخان خمسة ملايين إنسان.. 70% منهم من الدول النامية.. ونحن من ضمن تلك الدول النامية ونقول: ألا يحق لنا أن نطالب برفع أسعار تلك السموم.. بل لعل ادارة الجمارك ترفعها إلى أعلى حد.. اثناء سيري للعمل صباحات أيام الامتحانات أشاهد بألم هؤلاء الصغار وهم يرتشفون الدخان بكل قوة.. أمام بوابات مدارسهم؟؟ ايضاً أيام الامتحانات كما تؤكد التقارير الرسمية يزداد ترويج بعض أنواع المخدرات وخاصة حبوب الكبتاجون..؟ حيث يعتقد الطلبة والطالبات انها تساعد على السهر والتركيز فيما هي بوابة التدمير لعقول وأجساد الصغار... أعلم أن بيع حبوب الكبتاجون ممنوع باعتبارها مخدراً.. ولكن السجائر للأسف يتم بيعها للجميع دون تمييز بين صغير أو كبير.. فيما نجد للأسف في دول العالم الأخرى منع بيعها على الصغار بل ومعاقبة من يبيعها لمن لم يبلغ السن القانونية.. رغم أن بعض علمائنا هنا حرموها من باب توقع ضررها.. فيما نجدها تباع في البقالات الكبيرة والصغيرة على الجميع صغاراً وكباراً المهم القدرة على الدفع..؟؟ طفل في العاشرة يستلمها من البائع كما لو كانت علبة حلوى وآخر يشتريها مع علبة المشروبات الغازية كما لو كانت بسكويتاً يسد رمق جوعه .. الكارثة ان الفتيات الصغيرات بدأن ينافسن الشباب إلى درجة ان المملكة باتت من الدول المتقدمة في نسبة الاستيراد لهذه السموم..؟ أعتقد ان على وزارة الصحة بالتعاون مع المؤسسات الأخرى مثل التعليم وحقوق الإنسان وهيئة الغذاء والدواء التكاتف مع بعض لاستصدار قرار رسمي يمنع بيع الدخان على من تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة بل ومعاقبة من يتجاوز هذا القانون ولا يلتزم به من المحلات بشكل متدرج يبتدئ بالعقاب المالي وينتهي بالإغلاق إن استدعى الأمر لعل ذلك يساهم في الحد منه مع ضرورة رفع أسعاره بحيث يصبح الحصول عليه أمراً صعباً على بعض الصغار والفتيات..