الألبوم: روح روحي عدد الأغاني: 8تاريخ الاصدار: 2008في الأجواء الصعبة التي تعيشها الأغنية السعودية -والعربية عموماً- ووسط هذا الضجيج والعواصف والأعاصير التي تعصف على أسماع الجماهير شهدت الساحة الغنائية اصدار الفنان خالد عبدالرحمن لعمله الجديد (روح روحي) الذي زاد الأجواء ضجيجاً وعواصف. فهذا الشريط الذي اتسع لثماني أغان تنوعت كلماتها وألحانها وتوزيعاتها الموسيقية -إن جاز لنا القول- فإنه حمل ثيمة واحدة وهي عودة خالد عبدالرحمن إلى الفردية في كتابة كلمات الأغنية وتلحينها، وموهبته الجديدة التي تفجرت هذه المرة وهي التوزيع الموسيقي! فقد احتوى الشريط على خمسة أعمال من أصل ثمانية تفرد فيها شعراً ولحناً، بينما لحن الأغنية التي حملت اسم الألبوم (روح روحي) والتي كانت من شعر الأمير خالد بن سعود الكبير، وتعاون مع ملحنين آخرين هما حمد الفهد في أغنية (جت يداعبها) من شعر الأمير محمد بن عبدالعزيز، والملحن الآخر هو نبيل الغانم الذي لحن أغنية (صغير السن) للشاعر الأمير خالد بن سعود الكبير. المشكلة الأولى في هذا الشريط هو فقدانه للوحدة الفنية، بمعنى أننا نستمع إلى أغنية ذات توزيع صاخب وراقص، ثم أغنية شعبية تأتي بعدها أغنية عاطفية هادئة ثم أغنية مجهولة التصنيف وهكذا، لكننا نتجاوز هذه المشكلة إذا علمنا أن غالبية أعمال مطربينا من هذا النوع الذي يفتقد إلى الوحدة الفنية، فهي مشكلة عامة إذن، ومن هنا ننتقل إلى مشكلة ثانية أصبح يعاني منها خالد عبد الرحمن كثيراً في الوقت الراهن وهي مشكلته مع الصوت، فالذي يتابع حفلاته الغنائية يلاحظ هذا الضعف البادي على صوته الذي يبدو أنه تفشى لدرجة أنه أصبح من الصعب حتى على التقنيات الحديثة أن تخفف من وطأة هذه المشكلة الكبيرة التي نجدها بوضوح في أغنيته (وداعك حي) التي كتبها ولحنها، وجاء صوته فيها ضعيفاً وحاداً إلى درجة كبيرة. المشكلة الأخرى تكمن في عبارة "التوزيع الموسيقي" التي جاء استخدامها في غير محلها في هذا الشريط، وهذه المشكلة علاوة على أنها مشكلة المشاكل لدينا لغياب مفهوم الموسيقى في ثقافتنا والتي تم اختزالها في الصوت والطرب فقط، أتى الآن من يسمي هذه "الطقطقة" -واعذروني على التعبير- توزيعاً موسيقياً، استمعوا إلى الأغنية التي ذكرناها قبل قليل (وداعك حي) هناك عزف منفرد على آلة العود فقط من دون وجود أي آلة أخرى، ثم نقرأ غلاف الألبوم لنتفاجأ بأنها من توزيع خالد عبدالرحمن! وما هي إلا مجرد "خرش" على العود فأين التوزيع إذن؟! مشكلة أخرى وليست أخيرة على ما يبدو، نجدها في أكثر من أغنية في هذا الشريط لكنها تتجسد بشكل كبير في أغنية (الهوى والنور) التي كتب كلماتها ولحنها خالد عبدالرحمن، وهو عدم تناسق المقدمة الموسيقية وتوظيف الموسيقى بشكل عام مع كلمات الأغنية، التي جاءت شعبية أو أشبه بالقصيدة، وهو ناجم قطعاً عن قلة دراية أو اختلاط المفاهيم الفنية وكلا السببين يشكل بحد ذاته صدمة للمستمع. ختاماً هذا الشريط لا يشكل أي جديد لا لجمهور خالد عبدالرحمن الذي تعود على هذا النوع المكرر من الألحان وأسلوب الأغاني، وهو بالتأكيد لن يضيف لرصيده شيئا وقبل ذلك لن يضيف للمستمع المسكين سوى المزيد من السوء والضجيج.