اختتم عدد من المحافظين ورؤساء البلديات وأساتذة الجامعة رحلة استطلاعية نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار الأسبوع الماضي لمواقع التراث العمراني في منطقة توسكني في إيطاليا. وأكد الدكتور علي بن إبراهيم الغبان نائب الأمين العام للآثار والمتاحف بالهيئة نجاح الرحلة وأهمية ما حققته من نتائج في التعرف على التجربة الإيطالية المميزة في مجال الحفاظ على مواقع التراث العمراني وتنميتها واستثمارها وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي، مثمنا الدعم الذي لقيته هذه الرحلة والرحلات السابقة المماثلة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة الذي وجه باستمرار برنامج الرحلات الاستطلاعية بعد النتائج المهمة التي حققتها الرحلات السابقة في رفع الوعي لدى مسؤولي البلديات بأهمية التراث العمراني واكسابهم المعرفة والخبرة في طريقة الاستفادة منه سياحيا واستثماريا بما يسهم في دعم برامج ومشاريع الهيئة في هذا المجال. وقال الغبان "هذه الرحلة تأتي في إطار حرص الهيئة على التواصل مع شركائها المهمين، وجاءت بتوجه مختلف عن السابق حيث ركزت على المحافظين في منطقتين من المناطق التي تضم العديد من مواقع التراث العمراني المهمة في المملكة وهما منطقتي عسير والباحة، ومعهم أيضا عدد من رؤساء البلديات في نفس المنطقة، حيث تأتي هذه الرحلة في إطار برنامج الشراكة الذي تتبناه الهيئة لاستطلاع الخبرة وإتاحة الفرصة للشركاء الفاعلين للاطلاع على تجارب عالمية ناجحة وذلك بهدف الاستفادة منهم في مساندة ومشاركة جهود الهيئة في الحفاظ على موارد التراث الثقافي وتنميته والاستفادة منه في الاستثمار السياحي.، مشيرا إلى أن هذه الرحلة شملت جولات ميدانية على عدد من المواقع التراثية التي تمت حمايتها واستثمارها سياحيا وتوظيفها اقتصاديا وثقافيا في بلدة سيينا التراثية وعدد من البلدات والمواقع المجاورة لها، بالإضافة إلى لقاءات مع عمد البلدات التراثية والمسؤولين فيها والذين تحدثوا عن تجاربهم وأجابوا عن استفسارات الوفد المتعلقة بتلك التجارب، كما تضمنت الرحلة عددا من ورش العمل التي كان يعقدها المشاركون للحديث عن تجارب استثمار وحماية التراث العمراني وتبادل الآراء والنقاش حول كيفية تطبيقها في المملكة، واطلع الوفد أيضا على نماذج سياحية أخرى مثل النزل البيئية ومشاريع السياحة الزراعية واستراحات الطرق السريعة، وأضاف الغبان: الكثير من المشاركين في الرحلة كانت لدية تساؤلات وأحيانا عدم قناعة ببعض الأمور المتعلقة بجهود المحافظة على مواقع التراث العمراني ولكنهم من خلال الإطلاع على النماذج الحية خرجوا بإجابات ميدانية على أرض الواقع لتساؤلاتهم، وقد لاحظت أنهم عادوا بقناعات جديدة تصب في تحقيق الهدف الذي تتوخاه الهيئة لهذه الرحلات حيث أبدى الكثير منهم استعداده لدعم توجهات الهيئة في تنفيذ مشاريع مماثلة في مناطقهم. وأشار الغبان إلى أن الهيئة سوف تعمل على برنامج للمتابعة مع المشاركين في الرحلة من خلال تبادل الزيارات بينهم وبين المسؤولين في الهيئة والعمل على تطبيق ما رأوه واقتنعوا به على شكل مشاريع معينة حيث شدد الكثير منهم على ضرورة مساعدة الهيئة لهم في بناء أفكار ورؤى تتعلق بالموارد التراثية في مناطقهم، موضحا أن دور الهيئة لا يقتصر على أخذ هؤلاء المسئولين إلى هذه الأمثلة الناجحة فقط وإنما أيضا باستمرار الجهد معهم بحيث تكون هناك برامج متابعة ولقاءات معهم لتدارس ما قاموا به من خطوات وما يقترحونه من مهام، هذا بالإضافة إلى قيام الهيئة بإصدار كتيب وفلم توثيقي برصد خطوات الرحلة واللقاءات وورش العمل التي تمت فيها. وتعد هذه الرحلة الرابعة من نوعها ضمن برنامج استطلاع الخبرات في مجالات التنمية السياحية حيث نظمت الهيئة رحلات مماثلة إلى كل من إيطاليا ثم فرنسا ثم مصر.