بدأت عقارب الساعة تتسارع نحو انطلاق بطولة كأس أمم أوربا 2008والتي ستستضيفها النمسا وسويسرا خلال الفترة من السابع حتى التاسع والعشرين من يونيو 2008، وبدأت معها أنظار الملايين من عشاق كرة القدم تترقب إطلالة المنتخبات الستة عشرة التي ستتنافس للفوز باللقب الأوربي الأغلى. ومواكبة للحدث العالمي الكبير تنشر "الرياض" حلقات خاصة عن (يورو 2008) مسلطة الضوء على المجموعات الأربع واهم الأحداث فيها. المجموعة الثانية : تضم المجموعة الثانية منتخبات ألمانيا وكرواتيا والنمسا وبولندا، وتصب معظم الترشيحات في خطف بطاقتي التأهل للدور الثاني لمصلحة ألمانيا التي تملك نصيباً وافراً في المنافسة على اللقب ويزاحمها في ذلك المنتخب الكرواتي ثاني أقوى المرشحين في هذه المجموعة، ولا يمكن التقليل من حظوظ المنتخب البولندي في التأهل عن المجموعة وهو الذي قدم حضوراً لافتاً في التصفيات غير أن حضوره لأول مرة في هذا الحدث يقلل من قدرته وفي المقابل فإن الآمال تبدو ضعيفة للمنتخب النمساوي المستضيف في المزاحمة على إحدى بطاقتي التأهل وهو الذي يشارك لأول مرة أيضاً. ألمانيا والبحث عن اللقب الرابع يدخل المنتخب الألماني بطولة يورو 2008وهو يبحث عن اصطياد أكثر من عصفور بحجر، فهو من جهة يتطلع للفوز باللقب الرابع في تاريخه بالبطولة ومن جهة أخرى يريد مسح الصورة السيئة التي كان عليها في كأس الأمم الأوروبية الماضية، عندما خرج بصورة مهينة من الدور الأول للبطولة، بعدما حصل على المركز الثالث في المجموعة الرابعة برصيد نقطتين دون تحقيق أي فوز في مجموعته، وهو نفس الأمر الذي حدث في يورو 2000حينما ودع من ذات الدور. ومنذ كأس العالم 2006التي استضافتها ألمانيا والمنتخب يقدم مستويات لافتة بعد التجديدات التي طالت الفريق بمجيء كلينسمان مدرباً وبضم مجموعة كبيرة من اللاعبين صغار السن، من أمثال فيليب لام، ولوكاس بودولسكي، وباستيان شفانشتيغر ووصل المنتخب إلى الدور قبل النهائي في المونديال قبل ان يهزم على يد المنتخب الايطالي حامل اللقب ويكتفي بعدها بتحقيق المركز الثالث. وبعد انتهاء المونديال سلم يورغن كلنسمان زمام الفريق إلى مساعده يواكيم لوف الذي سارعلى نفس درب سابقه، وكان التغير الوحيد هو استبعاد الحارس الدولي الألماني العملاق أوليفر كان بسبب اعتزاله اللعب الدولي، وسارت عجلة الانتصارات والنتائج القوية للمنتخب الألماني دون توقف. وجاءت نتائج المنتخب الألماني في المجموعة الرابعة بالتصفيات جيدة حيث ضمن التأهل مبكرا قبل أن يتلقى هزيمة مدوية حينما خسر من التشيك بثلاثة أهداف دون رد ليحل ثانيا في المجموعة . ويضم المنتخب نجوماً كباراً مثل فيليب لام الظهير الأيمن في بايرن ميونيخ وميروسلاف كلوزه نجم وهداف المنتخب وبايرن ميونيخ وبيير مرتساكر نجم فيردر بريمن ولوكاس بودولسكي ثالث المهاجمين المهمين في الفريق. المشاركات والألقاب في عام 1972استطاع منتخب ألمانيا الفوز بأول لقب له في النهائيات الأوربية عندما أنهى المباراة بفوز كاسح على منتخب الاتحاد السوفيتي 3/صفر. وعاد منتخب ألمانيا للفوز بلقبه الأوربي الثاني في نهائيات الأمم الأوربية التي جرت في ايطاليا عام 1980، وتمكن منتخب ألمانيا من الفوز بلقبه الثالث وذلك في النهائيات التي استضافتها إنجلترا في عام 1996، وهو يتطلع للقب الرابع هذا العام بعد حضور مخيب في البطولتين الماضيتين. يواكيم لوف والحلم الرابع يدرب ألمانيا يواكيم لوف الذي استلم المهمة منذ عام (2006) وتمكن المدرب الجديد من قيادة المنتخب الألماني في العديد من المباريات الدولية التي أكدت نتائجها الايجابية على قدرة هذا المدرب التدريبية ما أدى الى زيادة ثقة الاتحاد الألماني به وقرر تمديد عقده الى نهاية عام (2010) حتى يتسنى له المشاركة في نهائيات مونديال جنوب افريقيا، وعمل هذا المدرب الذي عرف بالتخطيط مدربا لنادي شتوتغارت في عام 1997ونجح في قيادته للفوز بكأس الاتحاد الألماني بكرة القدم، وبعد عام واحد قاد شتوتغارت الى نهائي بطولة كاس الاتحاد الأوربي واختاره مدرب المنتخب كلنسمان ليكون مساعداً له في إعداد المنتخب للمشاركة في نهائيات مونديال المانيا (2006)، ومازال مدرباً لهذا المنتخب، الذي يسعى تحت قيادته للفوز باللقب الأوربي الرابع. كرواتيا المنافس الشرس حلم كبير يداعب جفون أنصار المنتخب الكرواتي بالمنافسة على اللقب الأوربي الكبير عقب المستوى الرائع الذي ظهر به الفريق في التصفيات حينما تصدر مجموعته الخامسة وأقصى منها المنتخب الإنجليزي بعد فوزه عليه مرتين. ويملك المنتخب الكرواتي منتخباً نموذجياً بقيادة المدير الفني سلافين بليتش فهو يمتلك خط دفاع قوي وهجوم ناري هو ثاني أقوى هجوم في التصفيات ( 35هدفا). ويرى النقاد أن المدرب سلافين بليتش هو مصدر القوة الأولى في الفريق فهو يتميز بصغر سنه (39عاماً) ويملك بين يديه نجوما متلألئة رغم إصابة الهداف إدواردو دا سيلفا الذي لم يتمكن من المشاركة في البطولة ومن أبرزهم نيكو كرانيكار الذي يلعب محترفاً في فريق بورتسموث الإنكليزي، ونيكو كوفاتش قائد المنتخب الكرواتي وأكبر لاعبيه ويلعب في سالزبورغ النمساوي وفيدران تشورلوكا المحترف في مانشستر سيتي الإنكليزي وروبرت كوفاتش قلب الدفاع المحترف في بروسيا دورتموند الألماني. المشاركات السابقة لا تمتلك كرواتيا تاريخاً كبيراً في كأس الأمم الأوروبية، وذلك بسبب حداثة استقلالها عن يوغسلافيا (عام 1991)، حيث اشترك المنتخب الكرواتي في نهائيات بطولتي عام 1996في إنكلترا وعام 2004في البرتغال، وكانت المشاركة الأولى هي الأفضل عندما نجح الفريق في تجاوز الدور الأول أما في بطولة عام 2004فقد خرج الكروات من الدور الأول. بليتش عمر صغير وطموحات كبيرة يعد سلافين بليتش ( 39عاماً) أصغر مدرب يقود منتخب في نهائيات يورو(2008)، لعب بيليك خلال مسيرته في صفوف نادي هايدوك سبليت وكان من اقوى المدافعين وانيطت له مسؤولية تدريب منتخب كرواتيا للشباب تحت سن 21عاماً وبعد ذلك تم اختياره لتدريب المنتخب الأول بعد أن اخفق المدرب السابق للمنتخب زلاتكو كراجيكار في قيادة منتخب كرواتيا في نهائيات مونديال ألمانيا (2006) وبعد نجاحه في إيصال منتخب كرواتيا الى نهائيات يورو(2008)، حصل على لقب (رجل العام) في الاستفتاء الذي أجرته وسائل الإعلام الكرواتية. النمسا خارج اللعبة يشارك المنتخب النمساوي في يورو 2008وهو لا يملك سوى أطلاله القديمة حينما كان منتخبا يشار له بالبنان في منتصف القرن الماضي وهو اليوم خارج حسابات الترشح ليس للمنافسة على اللقب وإنما حتى في الفوز بإحدى بطاقتي التأهل عن هذه المجموعة المنتخب النمساوي يعيش واقعا سيئا إذ وصل به الحال إلى أن توارى تماما عن نهائيات البطولات الدولية سواء على الصعيد العالمي أو القاري، لدرجة أنه لم يتأهل إلى آخر بطولتين في كأس العالم الماضية، كما لم يستطع التأهل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية طوال تاريخه ولولا استضافة النمسا للبطولة الحالية مشاركة مع سويسرا لما تمكنت من اللعب في النهائيات، لأن مستواه حالياً لا يؤهله على الإطلاق لتخطي التصفيات. مدرب تحت النار يدرب المنتخب النمساوي المدرب الوطني جوزيف هايكرسبرغر، ويتعرض الرجل لنيران النقد اللاذع سواء من الإعلام المحلي أو من المشجعين بسبب نتائج المنتخب السلبية رسميا ووديا، ويرى هايكرسبرغر أن تخطي الدور الأول، هو هدف في حد ذاته وسيعتبر ذلك نصراً كبيراً إذا ما تحقق. بولندا إصرار في الإطلالة الأولى رغم ان المنتخب البولندي يشارك للمرة الأولى في كأس أمم أوربا إلا ان المراقبين يتوقعون له حضورا جيدا رغم انه لا يملك علامات وافرة في الترشح للدور الثاني وذلك عطفا على الأداء الجيد والقوي له في التصفيات والحضور الجميل في المونديال الماضي. ونجح المنتخب البولندي في التأهل عن جدارة للبطولة بعدما تصدر فرق المجموعة الأولى التي ضمت معه كلاً من البرتغال وصربيا وفنلندا وبلجيكا وكازخستان وأرمينيا وأذربيجان، رغم أن المركز الأول في المجموعة كان محجوزاً سلفاً للمنتخب البرتغالي صاحب العروض المبهرة في مونديال ألمانيا. ويملك الفريق لاعبين مبهرين كهداف المنتخب في التصفيات لاعب وسطه سمولاريك وجاسيك باك قائد المنتخب البولندي وقلب دفاعه المخضرم وأكبر لاعبي الفريق، ومارشين فاسلافيسكي أحد أهم اللاعبين في المنتخب البولندي ويلعب في مركز الظهير الأيمن، و ياكوب بلازسكوفسكي لاعب وسط فريق بروسيا دورتموند الألماني. العجوز ليو بينهاكر يتولى تدريب المنتخب البولندي حالياً المدرب الهولندي ليو بينهاكر، وهو من أكبر المدربين سناً في البطولة حيث يبلغ من العمر 65عاماً، وتولى تدريب بولندا عام 2006عقب نهاية كأس العالم الماضية، ومن أبرز ما قام به بينهاكر هو أنه استطاع أن يحافظ على الهيكل الأساسي للفريق وأبقى على اللاعبين المتميزين وأصحاب الخبرة ولم يقم بتغيرات جذرية تفقد الفريق توازنه في تصفيات كأس الأمم الأوروبية.