أغلقت الأسواق العالمية هذا الأسبوع متباينة في أدائها، حيث كان أداء الأسواق الأمريكية واليابانية إيجابياً خلال الأسبوع مدعوماً بالأنباء الجيدة حول نتائج الشركات بينما انخفضت الأسواق الآسيوية والبريطانية على إثر المخاوف المرتبطة بأسعار النفط المرتفعة والتضخم. وقد ارتفعت أسهم شركات التقنية الأمريكية على خلفية النتائج القوية لشركة دل انكوربوريشن المصنعة لأجهزة الحاسب الآلي والتي تعد مؤشراً لنمو الأعمال وارتفاع مستويات إنفاق المستهلكين مما دفع مؤشر ناسداك ليغلق الأسبوع مرتفعاً بنسبة 3.2%. وسجل مؤشر إس آند بي 500ارتفاعاً بنسبة 1.8% بينما ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 1.3%. وعلى نقيض الأسواق الأمريكية فقد هبطت الأسهم البريطانية بنسبة 0.5%. وباستثناء السوق الياباني الذي حقق ارتفاعاً بنسبة 2.3%، فقد أغلقت مؤشرات أسهم الأسواق الآسيوية الأخرى التي شملها هذا التقرير الأسبوع على انخفاض. وسجل السوق الهندي أكبر انخفاض من بين جميع الأسواق الآسيوية بنسبة بلغت 1.4% تلاه سوقا الصين وهونغ كونغ اللذان انخفضا بنسبة 1.1% و 0.7% على التوالي. الولاياتالمتحدة رغم الأنباء غير المشجعة بشكل عام حول أكبر اقتصاد في العالم، فقد قادت أسهم شركات التقنية والطاقة السوق للارتفاع . وحققت أسهم شركات التقنية ارتفاعاً هذا الأسبوع نتيجة للأرباح التي فاقت التوقعات التي سجلتها شركة دل انكوربوريشن. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مستوى الإنفاق الشخصي في أمريكا كان قد انخفض في شهر أبريل في أعقاب بلوغ أسعار الطاقة لمستويات قياسية حيث أدى الانخفاض في أقيام المساكن وتدهور سوق التوظيف إلى التأثير سلباً على ثقة المستهلكين. لقد قفز سعر سهم شركة دل، ثاني أكبر شركة مصنعة للحاسبات الآلية الشخصية، بنسبة 5.7% ليصل إلى 23.06دولاراً نتيجة لتجاوز أرباحها ومبيعاتها للتوقعات. وبلغ ربح سهم الشركة 38سنتاً وبذلك فاق متوسط تقديرات المحللين التي أشارت إلى 33سنتاً. كذلك فقد ارتفعت أرباح هذه الشركة لتبلغ 16.1بليون دولار متخطية أيضاً تقديرات المحللين بنسبة تجاوزت 2.5%. وسجلت إيرادات الشركة ارتفاعاً في جميع مناطق العالم وكان أكثرها ارتفاعاً في المنطقة الآسيوية بنسبة بلغت 19% مما أدى لأن تتجاوز مبيعات الشركة الخارجية مبيعاتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية لأول مرة في تاريخها. وعلى صعيد مؤشرات الأسواق الأمريكية، فقد أغلق مؤشر داو جونز الأسبوع عند مستوى 12.638.32نقطة بارتفاع بمقدار 160نقطة أو بنسبة 1.3%. وسجل مؤشر ناسداك المركب ارتفاعاً بمقدار 78نقطة، أي بنسبة 3.2% ليغلق عند مستوى 2.522.66نقطة. أما مؤشر ستاندرد آند بورز فقد بلغت مكاسبه 25نقطة أو بنسبة 1.8% ليغلق عند مستوى 1.400.38نقطة، مسجلاً اكبر ارتفاع له منذ شهر يناير. وكما هو معتاد، فإنه يتعين على المستثمرين في الأسهم الأمريكية دراسة مجموعة كبيرة من البيانات الاقتصادية لتحديد مسار السوق. وخلال الأسبوع القادم، يتوقع أن يتأثر أداء أسواق المال الأمريكية بالمزيد من البيانات حول الإنفاق في مجال الإنشاءات ومبيعات السيارات والشاحنات وطلبيات الشراء من المصانع ومخزونات قطاع الجملة وقروض المستهلكين بالإضافة إلى معدل البطالة. آسيا باستثناء سوق الأسهم اليابانية، فقد هبطت جميع أسواق الأسهم الآسيوية الأخرى هذا الأسبوع متأثرة بأسعار النفط المرتفعة والمخاوف من شبح التضخم. وشهد السوق الياباني ارتفاعاً هذا الأسبوع مسجلاً أعلى مستوى له منذ حوالي خمسة أشهر تقريباً بقيادة البنوك وشركات التصدير. وقد ارتفعت أسهم البنوك على إثر التوقعات بأن أسعار الفائدة المرتفعة ستؤدي إلى تعزيز أرباح القروض. وسجلت أسهم مجموعة ميتسوبيشي يو إف المالية، أكبر بنك في البلاد من حيث عدد الأسهم المتداولة في البورصة، أكبر ارتفاع لها خلال شهر. وعلى صعيد آخر، حققت أسهم شركتي سوني وكانون ارتفاعاً نتيجة للطلب المتزايد. وقد ارتفع مؤشر نيكاي 225بمقدار 326نقطة أو بنسبة 2.3% ليغلق عند مستوى 14.338.54نقطة. أما المؤشر العام للسوق فقد حقق ارتفاعاً شهرياً بنسبة 3.5% وتمكن بذلك من تقليص خسائره للعام حتى تاريخه إلى 6.3%. وهبطت الأسهم الصينية نتيجة للمخاوف من ازدياد التضخم على إثر بلوغ أسعار النفط لمستويات قياسية ونتيجة للزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة الشمالية الغربية من إقليم سيشوان بتاريخ 12مايو المنصرم. ومن جانب آخر، هبطت أسهم شركة الاتصالات الصينية نتيجة للمخاوف من أن تؤدي الخطة التي تعتزم الحكومة تطبيقها لإعادة تنظيم صناعة الاتصالات في البلاد إلى تقليص هيمنة هذه الشركة على قطاع الاتصالات. وسجل مؤشر شنغهاي المركب انخفاضاً بنسبة 1.1% ليغلق عند مستوى 3.433.35نقطة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن السوق الصيني خسر بنسبة 35% من قيمته منذ بداية العام. وتبع سوق هونغ كونغ الاتجاه الانخفاضي الذي ساد الأسواق الآسيوية ليغلق منخفضاً بنسبة 0.7% عند مستوى 24.533.12نقطة. كما تكبد سوق الأسهم الهندي خسائر خلال الأسبوع الذي انتهى في 30مايو 2008متأثراً بالمخاوف من أن تؤدي أسعار النفط العالمية المرتفعة والتضخم المتجه إلى الارتفاع بشكل كبير إلى التأثير على معدلات النمو الاقتصادي. وخلال الأسبوع، سجلت المؤسسات الأجنبية المستثمرة في الأسهم مستويات بيع كبيرة مما عزز هبوط السوق. بيد أن أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع والتي كانت أفضل مما كان متوقعاً أسهمت في تحقيق بعض التوازن للسوق. وقد خسر مؤشر سوق بومباي 235نقطة أو بنسبة 1.4% ليغلق عند مستوى 16.415.57نقطة. أوروبا هبطت الأسواق الأوروبية هذا الأسبوع حيث أدى الانخفاض في أسعار المعادن إلى هبوط أسعار الأسهم. وقادت الانخفاض في سوق الأسهم البريطاني هذا الأسبوع شركات شل ومجموعة بي جي وشركة بي اتش بي بيليتون. وقد تراجع مؤشر فاينانشيال تايمز 100بنسبة 0.56% ليغلق عند مستوى 6.053.50نقطة. أسواق النفط انخفضت أسعار النفط الخام هذا الأسبوع وتراجعت عن المستوى القياسي الذي بلغته الأسبوع الماضي حيث أدت هذه الأسعار المرتفعة إلى هبوط الطلب على البنزين. علاوة على ذلك، فقد أدى التحسن النسبي في أسعار صرف الدولار إلى خفض الطلب على السلع (بما فيها النفط) كملاذ تحوطي للعملات. وقد هبط الطلب على البنزين في أمريكا بنسبة 5.5% خلال الأسبوع الماضي بسبب بلوغ الأسعار لمستويات قياسية. غير أن الأسعار سجلت انخفاضاً بأكثر من أربعة دولارات في يوم الخميس بعد أن تجاهل تجار النفط الأنباء التي أفادت بتراجع مخزونات الطاقة الاحتياطية في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتبر المستهلك الرئيسي للطاقة. وقد صدر عن إدارة معلومات الطاقة التابعة للحكومة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام الاحتياطية الأمريكية انخفضت بمقدار 8.8ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 23مايو بينما هبطت الاحتياطيات الأمريكية من البنزين بمقدار 3.2ملايين برميل. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الطلب على البنزين في الولاياتالمتحدةالأمريكية عادة ما يرتفع خلال فصل الصيف الذي يشهد سفر المواطنين الأمريكيين عبر الطرق السريعة حيث يجوبون الولايات المختلفة في فترة العطلات التي تبدأ من أواخر شهر مايو وتمتد حتى مستهل شهر سبتمبر. هذا، وقد انخفض سعر النفط الخام (الصفقات الفورية) في بورصة نيويورك بنسبة 3.2%، أي بمقدار 4.24دولارات للبرميل ليغلق الأسبوع عند مستوى 127.36دولاراً. أسواق العملات و ارتفع الدولار لأعلى مستوى له مقابل اليورو خلال شهر على إثر تزايد التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفدرالي سوف يتوقف عن خفض أسعار الفائدة قريباً. وقد ساعدت هذه البيانات المشجعة حول الاقتصاد الأمريكي في تعزيز الدولار. وصرحت وزارة التجارة الأمريكية يوم 29مايو بأن الاقتصاد الأمريكي شهد توسعاً سنوياً بنسبة 0.9% خلال الربع المنصرم، وهو معدل أسرع من التوقعات التي صدرت عنه بتاريخ 30مايو أبريل والتي قدرت نسبة النمو بحوالي 0.6%. وصرح المسؤولون الحكوميون أيضاً أن طلبات شراء السلع المعمرة باستثناء معدات النقل ارتفعت بنسبة 2.5% في أبريل مقارنة بتقديرات أشارت إلى هبوطها بنسبة 0.5% في المتوسط. وقد سجل الدولار ارتفاعاً بنسبة 1.3% ليصل إلى 1.5554دولار لليورو هذا الأسبوع، من 1.5763دولار بتاريخ 23مايو. كذلك فقد ارتفع الدولار مقابل الين ليسجل أعلى مستوى له مقابل الين منذ شهر فبراير بنسبة ارتفاع بلغت 2.05% ليصل إلى 105.51ين، من 103.38ين قبل أسبوع من تاريخه. وسجل اليورو انخفاضاً أمام العملات الأخرى نتيجة لإظهار الاقتصاد الأوروبي لبعض مؤشرات التباطؤ. فقد انخفض اليورو بنسبة 1.45% ليصل سعره إلى 0.7847جنيه إسترليني مقابل 0.7963في الأسبوع الماضي. هذا وقد ارتفعت العملات الآسيوية حيث أدى أكبر انخفاض في أسعار النفط خلال شهر كامل إلى تهدئة المخاوف من تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي.