نشرة مهنية كانت تصدر في لبنان عام 1975م تنطق باسم جمعية النجارين وكان اسمها "الخازوق". ولا يخفى على القارئ "اتجاهها" المهني فهي تطبع وتوزع على ممتهني حرفة النجارة..! تزودهم بالمعلومات وتنقل همومهم، ويتطارحون فيها الرأي ويتلقون منها ما يستجد من معلومات وتقنيات تخص هذه الحرفة التي لا يستغني عنها أحد. هذه الحرفة تدخل في المنزل "أعمال الديكور" وتدخل أيضاً في أعمال البناء والمكاتب وأعمال شركات الطيران "الكاونترات" والموانئ والمطارات. وهي قاسم مشترك لكل المهن.. ولا عجب أن يصدر القائمون على هذه المهنة نشرة أو دورية او مطبوعة تلم شملهم ويدخلون عن طريقها الى عصر التجديد بما يكتبه المختصون. في رأيي أن أجمل ما في تلك النشرة أنها كانت تتخطى دائما سائر أنواع المراقبة، فهي لم تكن بحاجة الى أنواع المراقبة والاستقبال والتنصت الجاري حالياً على معظم الصحف في عالمنا العربي - تباركت أسواره - فهي "أي الخازوق" نشرة نجارين..! لا دخل لهم بالمعلومات المأخوذة من كبار المسؤولين، او من الاشارات التي لا تستخدم الأحرف المعروفة في بثها او تتبع الأخبار بواسطة "الأشعة تحت الحمراء" أو الطيف الحراري". "الخازوق" صحيفة نجارين كما قلت لا ترتبط بالاستخبارات التخمينية، ولا بأجهزة الأمن القومي ولا ب "التطورات المحتملة". لم يكن طموح "الخازوق" يبلغ الحد الذي يمكن أن ينافس صحيفة "أساهي تيمبون" اليابانية التي توزع 15مليون نسخة يومياً صباحاً ومساءً. ولا لكي يصل الى رقم توزيع "الديلي ميرور" البريطانية التي تطبع أربعة ملايين ونصف المليون يومياً. ولا لكي تنافس جرائد الأحد الأمريكية التي قد يصل وزن الواحدة منها ثلاثة كيلوات ونصفاً. "الخازوق" صحيفة نجارين. ومع ذلك تتلقفها الأيدي عندما تخرج لأن كل شيء فيها جديد و"غير مقطع" أو "مطموس".