تقف الساحة الاسرائيلية امام احتمالات واستحقاقات صعبة، بعدما خرج رئيس الحكومة ايهود اولمرت ليرد على دعوات وزير حربه ايهود باراك، بانه-أي اولمرت- ليس في نيته التنحي سواء بتجميد نفسه او الاعلان عن العجز او الخروج في اجازة. سيناريوهات ثلاثة رسمت لما ستؤول عليه الامور، في ضوء شكل التحالفات الممكنة والخيارات المفضلة من قبل كافة الاطراف في الساحة السياسية في (اسرائيل). اولها: ان اولمرت لن يستقيل، وعندها سيفرط عقد الائتلاف الحكومي في غضون اسبوعين، الى ثلاثة وسيضطر باراك للالتحاق بصفوف المعارضة. او ان تمردا سيحدث في حزب "كديما" للضغط على اولمرت لمغادرة منصبه. والمحصلة ستكون تقديم موعد الانتخابات، لتجرى بين 3و 5اشهر. اما الاحتمال الثاني، فهو ان يبادر رئيس الوزراء لاعلان استقالته بسبب الضغط الجماهيري والسياسي او في أعقاب رفع لائحة اتهام ضده، والنتيجة اما ستكون انتخابات مبكرة، وفي هذه الاثناء يواصل اولمرت ولايته. او ان حزبي كديما والعمل سيقيمان حكومة بديلة للحفاظ على التواصل السلطوي ومنع صعود نتنياهو الى الحكم. اما الاحتمال الثالث: فهو ان يبادر اولمرت الى اعلان عن "عجز مؤقت" كي يكرس وقته للكفاح من اجل تطهير اسمه. والمحصلة صعود وزيرة خارجتيه تسيبي ليفني الى رئاسة الحكومة، وهذه احتمالية متدنية. وبخروجه الى العلن لمطالبة رئيس الحكومة بالتنحي، وضع زعيم العمل ايهود باراك نفسه امام تحديات كبيرة لا تقل عن ما يواجهها شريكه وخصمه، ايهود اولمرت وربما اقسى، لانه الخيار المتاح امامه الآن هو اما الخسارة او الخسارة. وتبين من الحوار الذي دار بين اولمرت وباراك قبل خروج الاخير لدعوة رئيس الحكومة الى التنحي نقاط الضعف التي يعاني منها باراك، ويدركها اولمرت بذات القدر. ومما قاله اولمرت لوزير حربه: "انا اعرف ما تريد ان تقوله"، قال لباراك. "كان بوسعك ان توفر اللقاء، انا لا اعتزم الاستقاله. ان تعرف ما هي المواضيع المصيرية التي ننشغل بها الان، وسيكون من انعدام المسؤولية الذهاب". لتقديم موعد الانتخابات.. وفي غضون ثلاثة اشهر ستعقد الانتخابات. هذه المرة، لا شيء سيجدي. حتى لو جلب اولمرت السلام الشامل مع سوريا ومع ايران معا، القصة انتهت. سنسير الى الانتخابات. بن كاسبيت الكاتب في صحيفة " معاريف قال في مقال له انه حان الوقت لتكنيس اروقة السلطة من عصبة المتمتعين التي استوطنتها، ان نغير القواعد، مضيفا "الساحة السياسية، وكذا العامة، تطرد الآن ايهود اولمرت. بالعصي، بالعار، من ميدان المدينة. مشكوك ان يكون بوسع احد أن يمنع هذا الفتك. مشكوك ان يرغب احد ما في ذلك. جيل كامل من "الزعماء" الذين فقدوا الاتجاه، سياسيين ارتبطوا بالصقور القوية ورضعوا (ويرضعون) منهم نقدا. وقال باراك خلال اجتماع لوزراء حزب العمل عقد أمس إنه لامناص على ما يبدو من توجه الحلبة السياسية الإسرائيلية إلى انتخابات عامة مبكرة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله إنه "من أجل استقرار الحكم ينبغي تشكيل حكومة بديلة برئاسة أحد قياديي حزب (كديماً) لكن ثمة احتمالاً أن تجري انتخابات للكنيست خلال العام القريب".