ثورة استثمارية صناعية لم يسبق لها مثيل في تاريخ المملكة والعالم أجمع تتدفق بالجبيل الصناعية دون توقف وعلى مدار الساعة عاما تلو الاخر وبشكل متسارع جداً بحيث ما أن يوضع حجر أساس أي مشروع إلا ويتم تدشينه في غضون أشهر وفق الجودة المطلوبة وسط مباركة حكومة المملكة وتعج المنطقة بأضخم المشاريع ماضية بقوة لا تستكين للمنافسين واحتكار التقنيات حيث تجاوزت صناعاتها مرحلة المنافسات فيما بينها لمرحلة التحالفات المتينة التي شكلت أعظم القوى أمام الصناعات العالمية المنافسة حيث بدأت الصناعات تغير من فكرها الذي كان في السابق يعتمد على مفهوم المنافسة أما الآن فأصبح الوضع مختلفاً تماماً ويقوم على مبدأ الشراكة بدلاً من المنافسة ومن خلال الشراكة التي غدت أفضل الحلول لتعديد اقتصاديات المصانع وتقوية أركانها وصمودها أمام مختلف التحديات التي تطرأ من وقت لاخر في العالم الصناعي المتقلب والمتذبذب. وما ساهم في تعزيز توجه الصناعات لمبدأ المشاركة بدلا من المنافسة وفرة وتنوع وتعدد المنتجات والمواد الخام المختلفة وبكثافة التي تعتمد كل منها على الاخر فمثلاً صناعة الأمونيا وحامض الكبريتيك وحامض الفوسفوريك تعتمد على الصودا الكاوية والصناعات الأولى سوف تنتجها معادن والأخيرة سابك مما هيأ أرض خصبة لإقامة تحالف وشراكة بين الجانبين وكذلك الحال لشركة الصحراء التي تحالفت أيضاً مع معادن لنفس السبب هذا فضلاً عن الخبرات المختلفة لدى الشركات المتحالفة سواء في مجال التقنية أو التسويق وهناك أيضاً تحالفات كبرى نشأت بين شركة التصنيع وسبكيم والصحراء وتحالفات اخرى بين شركات الطاقة التي نتج عنها صناعات ضخمة جداً وكيانات صناعية جبارة. وتستهدف كثير من الشراكات مثلاً الصناعات التي تعتمد على منتجات البولي أوليفينات والتي تمثل مجموعة من البوليمرات المشتقة من البروبيلين والإيثلين وتستخدم لتصنيع مواد بلاستيكية قوية ومرنة متعددة الاستخدامات ويشتق من البولي أوليفينات منتجات البولي إيثلين والبولي بروبيلين وتتضمن منتجات البولي إيثلين البوليمرات الأساسية مثل البولي إيثلين منخفض الكثافة الخطي والبولي إيثلين منخفض الكثافة والبولي إيثلين مرتفع الكثافة وجميع تلك المنتجات تعتمد على بعضها البعض مما يجعل من مبدأ الاتجاه للشراكة بين الصناعات أمرا مطلوبا وهذا ما حدث على أرض الواقع بالجبيل وينبع وغيرهما ولكن بشكل شبه محدود بين صناعات ليست كثيرة فيما يؤمل أن تسارع الشركات لمشاركات إستراتيجية أكبر في هذا الصدد استغلالاً للمزايا والثروات الهائلة من وفورات المواد الخام ولقائم التغذية المدعومة بالبنى التحتية والتجهيزات الأساسية القوية التي تضمن نجاح مثل تلك التحالفات والشركات المأمولة. @ صحافي من أسرة تحرير جريدة "الرياض"