في حفل مدرسي آخر شاهدت الصغيرات وهن يحملن صورة بابا عبدالله كما يقلن..، ويترنمن بأنشودة نحبك يا وطنّا.. لم تكن تلك الأنشودة قبل أعوام قليلة ضمن ابجديات النشاط المدرسي كانت تلك الصغيرات يبكين حتى النخاع وهن يمثلن دور الأم الفلسطينية المكلومة ويتابعن بأسى دمعات المرأة الأفغانية المهزومة..؟؟ لم يكن يعلمن شيئاً عن ألم والدة الشهيد السعودي الذي سقط دفاعا عن أمنهن وأمننا جميعا.. لم يكن في قاموسها أي مفردة تعزي زوجة الشهيد أو تتألم لأطفاله.. لم تكن تلك الصغيرات أساساً يعلمن شيئاً عن ألم والديء وجدان وهي تموت بمريولها المدرسي أثناء اللعب مع اخواتها..؟ والأكيد أنهن لا يعلمن أنها ماتت في منزل لا يفصله عن منارة المسجد إلا بضعة أمتار.. اليوم نكتشف في النشاطات المدرسية رغم بساطتها أن الصغيرات ينتمين إلى وطن اسمه المملكة العربية السعودية.. نعم لا بأس أن نختلف حول الأساليب ولا بأس أن نختلف أيضا على بعض الأهداف ولكن لنتفق جميعاً على مصلحة الوطن، وتلك المصلحة لن تتحقق الا بغرس الانتماء للوطن عند هؤلاء الصغار..؟؟ أعلم أن الوطنية ليست انشودة واعلم أنها ليست أعلاماً تتمايل في ايادي الفتيات أو الشبان.. واعلم أنها ليست بحمل صور لرموز الوطن.. اعلم ذلك وأقتنع به ولكن اعلم ايضا ان تلك الأساليب مع بساطتها تمهد لانطلاقة أعمق في تواصل الصغار مع وطنهم بمشاعر تبتدئ انشودة وتنتهي عطاء واقتداء.. نحبك يا وطنّا انشوده لم نكن نسمعها في مدارسنا تلك المدارس الممتلئة بالكآبة والملل.. نحبك يا وطنّا لم يكن لها مكان في الاعراب في مدارسنا التي تمارس دور العسكرية دون تعليم الانضباط.. أعتقد أن تلك الأنشودة لا تكفي بل هي أقل من اعتبارها الخطوة الأولى حيث نريد أن يتعلم ابناؤنا في مدارسنا سلوكيات الوطنية عبر ممارسات ناضجة.. نعم التغني بالوطن جيد ولكن حين نجعل من المدرسة مؤسسة وطنية تعلم أبناءنا البر عمليا بالوالدين والبر بالوطن واحترام رموز الوطن والاهتمام بنظافة الأماكن العامة واحترام القانون عن قناعة وليس خوفاً.. وحين تعلم مدارسنا أبناءنا من خلال الأنشطة والمنهج ان عبادة الله لا تتوقف عند صلاة الظهر بل تكون ايضا في مراعاة الضعفاء من زملائنا.. وتكون في المشاركة في نظافة المدرسة واحترام المعلم واحترام الكتاب وان انتهى الامتحان وظهرت النتائج بنجاح.. ايضا نريد ان يتحول النشاط الى عمل يومي يحمل ضمن ما يحمل سلوكيات التعامل التي أكد عليها ديننا الحنيف وللأسف اكتفينا باكتشافها متأخرين بعد اسبوع الشجرة لأن ثقافة الغرب أكدت لنا ان حماية البيئة سلوك حضاري مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل اكثر من الف عام اكد على المجاهدين عدم قطع شجرة..