لا يعتبر ألم الحلق عرضاً جانبياً لعملية ازالة الزائدة، ولكن قد يصبح ألم الحلق من الآن فصاعداً ملازماً لازالة الزائدة الدودية، كذلك سيحتل المريض جيف سكولتز مكاناً بارزاً في تاريخ الطب، كأول مريض تزال زائدته عن طريق الفم، وبطبيعة الحال لم يحتج الجراح لفتح بطن المريض، ولم يكن للعملية أي اعراض جانبية بخلاف آلام الحلق. وبعد يومين من اجراء هذه العملية الرائدة، عاد جيف سكولتز، الجندي السابق في الاسطول الأمريكي إلى مزاولة عمله، وبعد ثلاثة أيام تحسنت حالته الصحية وأصبح قادراً على ممارسة الرياضة، واجرى الأطباء في مستشفى سان دييغو بولاية كاليفورنيا هذه العملية التي تعتبر خطوة كبيرة في التقدم الجراحي، كي تجرى العمليات بدون الحاجة إلى شق جسد المريض، وقد استخدم الجراح أنبوباً مرناً لادخال ادوات جراحية صغيرة في بطن المريض الذي يبلغ الثانية والأربعين من العمر، عبر حلقه، وبعد ذلك أحدث فتحة صغيرة في بطنه للوصول إلى الزائدة الشبيهة بالدودة الصغيرة الملتصقة على طرف المعي الغليظ، وفي النهاية تم استئصال الزائدة الملتهبة ولفها واخراجها من البطن عن طريق الحلق. ويقول مستر سكولتز الذي يعمل في صناعة الملابس: "قام الأطباء بطمأنتي، ولكن النتيجة كانت أروع من كل تصوراتي، فبعد ثلاثة أيام من إجراء العملية أصبحت قادراً على أكل البيتزا واجراء تمارين الضغط. ولو أجريت العملية بطريقة تقليدية لكانت معاناتي كبيرة ولشعرت بآلام شديدة في البطن، اما بهذه الطريقة فلم أشعر بأي ألم، وكان والدي بدوره قد اجرى عملية لازالة الزائدة في الماضي، وكنت اتمنى الا أحمل أثر الجرح التقليدي في بطني". وقد يضطر المريض الذي يخضع لعملية زائدة تقليدية للبقاء في المستشفى لمدة اسبوع، والامتناع عن مزاولة الرياضة لمدة ستة أسابيع. ويقول البروفيسور سانتياغو هورغان، من مركز جامعة سانت دييغو الطبي ان ازالة الزائدة عن طريق الفم يقلل خطر الاصابة بفتاق وحدوث التهابات، وصرح البروفيسور هورغان الذي يقود مركز جراحة المستقبل بالمركز لقناة سكاي نيوز قائلاً: "يمكنكم تخيل اليوم الذي تجرى فيه العمليات الجراحية بدون الحاجة لاحداث فتحات في أجساد المرضى أو الاكتفاء بفتحات صغيرة لا يزيد طولها على مليمترات، ويهدف المركز في الوقت الراهن إلى ابتكار تقنيات تجعل الجراحة خالية من الجراح والآلام، من أجل اراحة المرضى. وكان أبي طبيباً جراحاً، وفي عهده كلما كانت الفتحة أكبر كانت العملية أنجح، والآن نحن نعتقد عكس ذلك، ونحاول تقليل معاناة المرضى". ويقول الدكتور هيتن باتيل، الخبير في الجراحة الحديثة في المستشفى الجامعي بلندن ان الجراحة بدون فتح لها عدة مزايا أن المريض يتعافى بسرعة، كذلك يكون الالم أقل. "خلال عشر سنوات تطورت العمليات من الفتحات الكبيرة إلى الثقوب الصغيرة، يا له من تطور هائل".