موضوع لا يمكن اختزاله بمقالة هنا، ولكن سأحاول شرح قراءة لكيفية ما يحدث من دورة اقتصادية حقيقة تحدث، ولا أقصد دورة زمنية اقتصادية كتحديد لطفرات ونمو أو ركود واستقرار، ما أقصده هو دورة الربط الاقتصادية بين ما يحدث الآن تحديدا من ضعف للدولار الأمريكي، وارتفاع النفط، والركود الأمريكي، والتضخم، أربعة عوامل ومتغيرات اقتصادية، منها ما يتعلق بالأسعار ومنها ما يتعلق بالسياسية النقدية للدول، حين نفهم أو نريد تحليل كيف يمكن أن تخدم كل هذه الظروف الاقتصاد الأمريكي وأقصد بها ضعف الدولار والتضخم للأسعار وارتفاع النفط والركود الأمريكي، ولن أضيف هنا أثر العملات الأخرى كالين والجنية الاسترليني واليورو، وسياسية الدول الصناعية الأوربية وغيرها وبقية دول العالم بكيفية تصرفها مع هذا التأزيم العالمي . أريد التركيز بكيفية أن يستفيد الاقتصاد الأمريكي من كل ذلك، خاصة أن هناك عدم وجود محفزات أمريكية لمعالجة الوضع بصورة حقيقية، لست ممن يؤمن بفكرة المؤامرة أي أن ما تفعلة الولاياتالمتحدةالأمريكية هو مؤامرة، أبدا، بل هي بناء وصنع قرارات لخدمة الولاياتالمتحدة نفسها، وهذا حقهم بحفظ بنائهم الاقتصادي وجمهوريتهم، ضد أن يقال هناك مؤامرات بل عمل لمصلحة بلادهم لا يهم الوسيلة والأخلاق كثيرا بنظرهم بقدر ما سوف يحصلون عليه. حين نربط ضعف الدولار لسبب ضعف اقتصادي أمريكي هذا حقيقي، وحين نربط ارتفاع اسعار النفط لسبب مضاربة لا عرض قليل وطلب كبير هذا حقيقي، وحين ترتفع أسعار المواد الغذائية لزيادة الطلب وارتفاع الطلب من دول كانت غائبة كالصين والهند وأيضا التوجه لإيجاد بديلا للنفط من خلال الزراعة الإحيائية هذا حقيقي وصحيح، وحين نقول أن هناك ركود أمريكي اقتصادي نقول إنه حقيقي ومصطنع لأهداف أبعد .والولاياتالمتحدة اعتمدت بالأمس 160مليار دولار لمواجهة حربها في العراق و أفغانستان، فلماذا الإصرار على الإنفاق في اقتصاد ضعيف، ومشكلة الرهن العقاري لازالت مستمرة، سوروس المجري العالمي يؤكد استمرار الركود، إذا ما هو الرد الفعل الأمريكي أمام كل ذلك ؟ لا شئ، بل هو يخدم مصلحتها بشطارة أمريكية وليست مؤامرة، بل بفكر أمريكي حقيقي فهم الدولة الصناعية الأولى، وهم من لديهم وران بافيت وبيل جيتس صناع المال الفكر والمال، ضعف الدولار والعملات الأخرى يعني زيادة الطلب على المنتج الأمريكي في ظل هذا التضخم العالمي الذي لا يتوقع توقفه ومقياسه النفط والأرز كمثال، فاليورو والين والرممبي الصيني والجنية الاسترليني يحقق ارتفاع وتماسك للعملات لتلك الدول مما يعني مع التضخم ارتفاع كبير في قيم السلع والخدمات وكل شأن اقتصادي في دولها، إلا الولاياتالمتحدة التي ستصبح ملاذاً آمناً من التضخم مقارنة بتلك الدول، السلعة الأمريكية ستكون هي الأكثر جاذبية، فالدولار ضعيف أمام اليورو والرممبي الصيني والين الياباني والجنيه الاسترليني، وهذا يعزز القدرة للاقتصاد الأمريكي من حيث زيادة الطلب على السلعة والخدمة الأمريكية وهي تعني بالضرورة زيادة الدخل للناتج القومي الأمريكي وتحقيق النمو المستقبلي ونلحظ منها زيادة عدد الوظائف الأمريكية، وهذا يعني عكس الاتجاه العالمي من التخلص من العمالة والتوظيف ... نكمل غدا للتوسع أكثر..