كشفت صحيفة (هارتس) الاسرائيلية عن صيغة تجري بلورتها حاليا بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لنقل كامل المسؤولية الامنية تقريبا في شمال الضفة الغربية إلى اجهزة السلطة، في محاولة لخلق "منطقة نموذج تسيطر عليها وتكافح الارهاب دون حضور اسرائيلي" - على حد تعبير الصحيفة. ونقلت (هارتس) عن مصادر في وزارة الحرب الاسرائيلية أن هناك اتصالات على تسوية امنية جديدة في شمال الضفة، تتم بواسطة الولاياتالمتحدة ومبعوث الرباعية الدولية طوني بلير. وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية، ايهود اولمرت كشف خلال مؤتمر في القدس عن وجود "تفاهمات واتفاقات في مواضيع مهمة جدا" مع السلطة الفلسطينية دون ان يعطي توضيحات. وقالت (هارتس) : بموجب الاتفاق المتبلور، والذي سيخرج إلى حيز التنفيذ في غضون بضعة اسابيع، ستتسلم السلطة مسؤولية امنية في المنطقة شمال وشرق طولكرم، بما في ذلك مدينة جنين - وهي منطقة تماثل في مساحتها مساحة قطاع غزة. وسيكون للفلسطينيين سيطرة امنية كاملة بين الساعة 006في الصباح حتى منتصف الليل. اما في ساعات الليل فمسؤولية السيطرة ستكون مشتركة والجيش الاسرائيلي سينسق مع الاجهزة كل عملية في المنطقة. ويقضي الاتفاق ايضا بأن تمتنع (اسرائيل) لن تنفذ اعتقالات في المنطقة الا اذا كان الحديث يدور عن "قنبلة موقوتة" وهو مصطلح تطلقه (اسرائيل) على مقاوم يعتزم تنفيذ هجوم وشيك. وفي حالات اخرى، تنقل (اسرائيل) إلى اجهزة الامن الفلسطينية اسماء المطلوبين الذين يتوجب اعتقالهم واذا لم تفعل الاجهزة ذلك، فسيكون بوسع الجيش الاسرائيلي العمل ضدهم"، حسب ما جاء في الصحيفة الاسرائيلية. وأشارت إلى ان القوة الفلسطينية التي ستعمل شمال الضفة ستضم اكثر من الف شرطي، معظمهم تدرب في الاردن على يد خبراء اميركيين، حيث من المقرر ان يصل في تموز نحو 600شرطي ينضمون إلى 500بدأوا العمل مؤخرا في جنين ومحيطها. وحسب (هارتس) وافقت (اسرائيل) ان تبني السلطة سجنا جديدا في جنين بدلا عن الذي دمره جيش الاحتلال في حملة السور الواقي في العام 2002.كما وصادقت على انشاء 4مراكز شرطة جديدة في المنطقة. كما ستفتح السلطة قريبا محكمة جديدة في جنين. ووافقت (اسرائيل) ايضا على رفع سواتر ترابية على طرق في شمال الضفة والتسهيل على حركة المركبات الفلسطينية إلى جنين ومنها إلى نابلس وغور الاردن، تبعا للاعتبارات الامنية. وعلى الصعيد الاقتصادي، سيبدأ حتى نهاية السنة بناء منطقة صناعية في قرية الجلمة شمال جنين، بتمويل من الحكومة الالمانية. كما ستمنح تصاريح دخول لألف عامل آخرين و 300تاجر من منطقة جنين. وأشارت هارتس إلى ان بلير هو من قدم هذا الاقتراح قبل بضعة اشهر معللا ذلك بضرورة "ان يرى سكان الضفة تغييرا ذا مغزى على الارض، يعزز دعم المسيرة السياسية وحكم رئيس السلطة محمود عباس". وحسب المصدر ايضا فقد طلب بلير بداية ان يطبق هذا الاقتراح في الخليل، ولكن (اسرائيل) رفضت بسبب الوضع الحساس في المدينة، حيث يتواجد المستوطنون في قلب المدينة، وتم استبدالها بمنطقة جنين. ويعتقد بلير بأنه اذا ما نجحت هذه "التسوية" فسيكون ممكنا تطبيقها في مناطق اخرى في الضفة. وقد بحثت التسوية في لقاءات عقدها بلير والجنرالان الاميركيان جيمز جونس وكيت دايتون مع رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض ووزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك. وطلب بلير والوسطاء الاميركيون للفلسطينيين من الاجهزة الامنية الفلسطينية العمل ضد الناشطين الفلسطينيين من مختلف الفصائل بما في ذلك الذراع العسكري لفتح.