جاش.. قرية تاريخية تقع على ضفاف وادي جاش المشهور الذي يعتبر من أهم الأودية في المنطقة الجنوبية، ويعد من الأودية الواسعة حيث يبلغ طوله حوالي 25كم، وأرضه خصبة، وتكثر به النخيل متعددة الأصناف التي تزيد من جمال الوادي وتمتع نظر عين من يشاهده، فهي تعد قرية زراعية فمناخها معتدل، وجوها لطيف، وهي تابعة المحافظة تثليث بمنطقة الجنوب، وتبعد مسافة 22كم تقريباً من الجهة الجنوبية الغربية. وعلى امتداد وادي جاش من الجهة الشرقية تقع سلسلة من الجبال الشاهقة التي تحتضن الوادي، وبالجانب الآخر من ضفة الوادي وعلى امتداده من الجهة الجنوبية تشاهد بيوت سكان القرية التي تحمل نفس اسم الوادي (جاش)، وأهل القرية يرتوون من ماء الوادي عند نزول الأمطار، وكذلك تقع على نفس امتداد الوادي بعض الآثار القديمة وهي عبارة عن بيوت طينية وحجرية مهجورة منذ زمن بعيد ومساجد أثرية وآبار قديمة العهد.. ووادي جاش من الأودية القديمة جداً وقد عرف بهذا الاسم من قديم الزمان ولا يزال حتى الآن. وفي الوقت الحاضر يوجد في قرية جاش بعض المرافق والخدمات الحكومية التي تخدم الأهالي فقد بدأت تخطو إلى النور والتطور بخطوات واثقة وذلك بوجود الطرق الحديثة التي توصل القرية بجميع المناطق الأخرى، ويوجد أيضاً الدوائر الحكومية والمدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية للبنين والبنات. كما تشتمل قرية جاش على أبنية أثرية تدل على قدم القرية وتاريخها العريق فهذه الآثار لاتزال موجودة حتى وقتنا الحاضر وأهمها: الكثير من النقوش والكتابات الحميرية التي كتبت على جبال القنه منذ ماضي العصور القديمة وبيوت الطين والحجارة الواقعة على امتداد وادي جاش والمسجد الأثري الذي يزيد عمره عن أكثر من مئة عام. ويشاهد في قرية جاش الكثير من الجبال الشاهقة الجميلة التي ترتفع في أطرافها على بعد أميال وهي: إحيا جمل وصلفيح وطبب والقظي وأبو طلحان والقنه والحمرة وخشم الهفاف وغيرها الكثير. وقد ورد اسم جاش في الشعر العربي على لسان الشاعر العربي ابن معدي يكرب: مررت جاش والحمام واقعُ وماء جاشٍ جارياً وناقعُ وفي الشعر الشعبي ذكراسم جاش في الكثير من الأشعار الشعبية خاصة من أبناء القرية الذين عشقوا روابيها واستظلوا بنخيلها وارتووا من واديها كقول الشاعر الشيخ جعفر بن جمل بن شري: عسى رايحات المزن تسقي ضواحي جاش وعلى عطفة الوادي تهشّم مخاييله غزيراً مطرها ما يجي عجةٍ ورشاش تملى حوابيط النخل من مساييله تشاف بروقه بين رنيه وقرن خباش على مرتع البل والسهل دارج سيله وكذلك قول الشاعر رجاء بن عسل المسردي على طرق الهجيني: ياجعل جاشٍ غزير السيل يامال وبل المخايلي احب من شاطيٍ بالنيل داراً لربعي مداهيلي ويقول الشاعر الشعبي حمد بن هادي المسردي رحمه الله: في جاش تلقى لابةٍ لاجيتهم لقيت حيل في صحون كبار