تشرفت بمطالعة مقال الكاتب والشاعر الكبير الاديب معيض البخيتان في عدد جريدة الندوة الغراء 15959 بتاريخ 8/6/1432ه ص 11 حول كتاب (جاش عبق الماضي وانجاز الحاضر) تحت عنوان (جاش المكان والزمان) وقد عنّ لي بعض الملاحظات التي اختلف معه فيها ورأيت ان ابدي وجهة نظري تجاهها ولا اجزم ابداً ان كل ما سأقوله هو الصحيح وانما هي وجهة نظر ورأي اراه لا أكثر وهذه الملاحظات اوجزها بما يلي: 1 النخيلات التي اشار اليها الكاتب انها في أعلى (جبل لحي جمل) هي نخيلات وادي العرج وهو وادٍ صغير كان فرعه (أعلاه) ماء عذب جارٍ وعدد من اشجار النخيل ويقع جنوباً من الجبل المذكور على بعد حوالي سبعة كيلات تقريبا وليس للعرج ونخيلاته علاقة بجبل لحي جمل. 2 نفى كاتب المقال أو كاد ان يكون البيت الذي يقول: يا جاش لجاك الحيا فرفع الصوت واجعل لنا في رأس مشرف منادي صحيحا وانه ربما يكون منحولاً أو مسروقاً لا لشيء سوى أنه سمع او قرأ أبياتاً مشابهة لشعار آخرين: ولذا أتساءل وأقول لماذا يرجح الكاتب ان ما قاله أولئك هو الصحيح وان البيت الذي ورد ذكره في الكتاب خطأ!.. الا يجوز ان يكون البيت المذكور الذي يتداوله الكثير من أهل جاش منذ القدم هو الأصل وان الابيات التي ذكرها الكاتب مقتبسة منه. 3 أشار كاتبنا الفاضل في تعليقه على ما ورد في الكتاب ان سكان جاش هم من بقايا قضاعة ولعله توهم ذلك بسبب قراءته لبعض كتب التراث ومنها صفة جزيرة العرب للهمداني التي تشير ان سكان جاش في الأزمنة الغابرة هم اخلاط من قبيلة نهد القضاعية وهذا صحيح اذ كان جل سكان جاش القدماء من قبيلة نهد وكانوا يسكنون معظم مناطق محافظة تثليث بما في ذلك وادي تثليث ووادي طريب وأعالي وادي الثفن ووادي هرجاب أحد روافد وادي بيشة وغير ذلك من الأراضي المجاورة وليس وادي جاش وحده واذا كان الامر كذلك فهل نجزم بأن كل سكان تلك المناطق قضاعيون؟ لقد كان بنو نهد وغيرهم من فروع قضاعة يسكنون هذه المناطق في الجاهلية وصدر الاسلام الى جانب قبيلة مذحج ولكنهم بعد ذلك نزحوا الى اليمن والى صحارى شرق اليمن وجنوب المملكة ولازالوا في تلك الجهات وأكاد أجزم انه لم يتبق لهم بقية في أماكنهم السابقة الممتدة بين وادي بيشة ووادي تثليث، وأؤكد لأخي الكاتب الكريم ان سكان جاش المساردة حالياً هم من قبيلة الوهابة بسراة عبيدة من آل الصلت بن الحارث عبيدة نزح جدهم الأعلى من بلاد الوهابة بسراة عبيدة اواخر القرن التاسع الهجري وصاهر كبير قبيلة بني عناق من أكلب الذين كانوا يسكنون جاش وسلسلة جبال القنة وما حولهما ثم نزحوا الى اسفل وادي بيشة ولا يزالون هناك وتكاثر نسل مسرد الذين اصبحوا الآن هم سكان وادي جاش ولا يزال لعدد من فروع المساردة اثار أملاك زراعية وسكنية في بلاد الوهابة بسراة عبيدة التي تعرف قديما بسراة جنب.. وابناء وهاب بن الصلت بن حارث عبيدة اربعة ابناء هم: مسرد وسلمان ومحاصل ومهروي وكل واحد من هؤلاء تنسب قبيلته باسمه الى يوم الناس هذا ولذلك أؤكد للأخ معيض البخيتان ان قبيلة المساردة هم ابناء مسرد بن وهاب بن الصلت بن الحارث عبيدة جنب وأنهم جنبيون مذحجيون ولا علاقة لهم بقضاعة. 4 علق الكاتب الكريم على مقولة (ان لعمرو بن معد يكرب حصناً ونخلاً في جاش) بقوله: ان هذا محض افتراء ولا ادري عن سبب عصبية استاذنا الكريم وتكذيبه (الا يعني الافتراء الكذب الصريح المتعمد لمن قال أو زعم بوجود حصن ونخل لعمرو في جاش؟). وكان يكفي لنفي الكاتب ان يقول (أعتقد ان هذا الزعم غير صحيح) بدلا من وصم من قال ذلك بالافتراء وأود ان اقول لاستاذنا الفاضل ان جاش احد روافد تثليث وبلدة جاش لا تبعد عن وسط وادي تثليث بأكثر من سبعة أكيال وان هناك عدداً من قرى جاش وتثليث متداخلة ثم ان جاشاً بلد حضارة واستقرار منذ القدم بسبب خصوبته وكثرة مياهه وليس هناك سبب واحد يمنع ان يكون نخل وحصن الفارس الشاعر الصحابي الجليل عمرو بن معد يكرب الزبيدي في جاش أو ناحية جاش كما جاء في بعض المصادر. هذه بعض الملاحظات التي اردت ايضاحها وارجو أن يتقبلها الشاعر والاديب الكبير الاستاذ معيض البخيتان بواقعية وبصدر رحب.