اعلنت في الكويت النتائج النهائية لانتحابات مجلس الامة للفصل التشريعي الثاني عشر في تاريخ الديمقراطية الكويتية،وهي الانتخابات التي تنافس فيها 275مرشحا بينهم 27امرأة، وشهدت نسبة اقبال بلغت 60% وهي ادنى نسبة مشاركة لن تسجل سوى في انتخابات عام 1975.واتضح من خلال النتائج المعلنة ان التيار السلفي قد عزز من تواجده في البرلمان الجديد عبر نجاح 12ممثلا له، فيما كان " الاخوان المسلمون " الخاسر الاكبر بعد المرأة التي لم يحالفها الحظ، حيث فقد الاخوان ثلاثة مقاعد من اصل ستة في المجلس السابق. وحافظ الشيعة على مقاعدهم البرلمانية بعد فوز خمسة منهم، فيما خطف مرشحو القبائل مقعدا اضافيا له بعد ان تمكنوا من حصد اربعة وعشرين مقعدا. وبلغة الارقام فان الكتلة الاسلامية بمختلف توجهاتها (سلف - اخوان - اسلاميون مستقلون وقبليون) قد تمكنت من حصد 20مقعدا مقابل 18في المجلس المنحل، منها 12مقعدا للسلف. في المقابل فشلت المرأة في الحصول على اي مقعد رغم المنافسة التي ابدتها مرشحة الدائرة الثالثة اسيل العوضي التي حققت المركز الرابع عشر. ولم تخرج نتائج الانتخابات البرلمانية عن توقعات المراقبين السياسيين ، ويمكن ربط اسباب هذه النتائج بثلاثة امور، هي عدم استعداد بعض الكتل والشخصيات المستقلة للانتخابات، معتقدين ان المجلس سيكمل عمره التشريعي. ويكمن الأمر الثاني في ان التيارات السياسية عجزت عن تحقيق اتفاقات فيما بينها، خصوصا فيما بين الحركة الدستورية الاسلامية (الاخوان) والتجمع الاسلامي السلفي، باعتبارهما الاقرب إلى بعضهما من بقية التيارات السياسية، لتعزيز مواقعهما، مما جعل الساحة مفتوحة امام تسرب مرشحين آخرين لملء الفراغ. ويتمحور الامر الثالث في نجاح الكتل القبلية الكبيرة في تنظيم انتخابات فرعية في الدائرتين الرابعة والخامسة، مما جعلها تحافظ على مقاعدها السابقة، او تعزز من مواقعها في البرلمان. وكان اللافت سقوط جميع مرشحي الحركة الدستورية في الدائرة الرابعة، وهم النائبان السابقان د. محمد البصيري وخضير العنزي، بالاضافة إلى د. محمد دهيم الظفيري، فيما عجز مرشحها في الدائرة الثانية دعيج الشمري عن استعادة موقعه. وباعلان النتائج فان نصوص الدستور تقضي بان تقدم الحكومة استقالتها خلال يومين لامير الكويت الذي بدوره سيكلف رئيس الوزارء - وهو الشيخ ناصر المحمد الذي سيحتفظ بمنصبه - على ان يشكل حكومته الجديدة في غضون اسبوعين فقط حسب نص الدستور. وأبرق أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مهنئاً أمس الأحد إلى جميع الأعضاء الفائزين بانتخابات مجلس الأمة متمنياً لهم المشاركة في تطوير البلاد. وأوردت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن الشيخ صباح الأحمد "بعث ببرقيات تهان للسادة الذين فازوا بالانتخابات لعضوية مجلس الأمة". وأوضحت أن الأمير عبر في هذه البرقيات عن "خالص تهانيه بهذه الثقة الكبيرة التي أولاهم إياها المواطنون الكرام متمنياً لهم كل التوفيق والسداد للقيام بالمسؤوليات الملقاة على عواتقهم لخدمة الوطن والمواطنين والإسهام في تطوير الوطن ورقيه ورفع رايته". من جهة أخرى، أبرق كل من ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح ببرقيات تهنئة مماثلة إلى الأعضاء الخمسين لمجلس الأمة.