عندما يحضر الكبار تحضر معهم المتعة والإثارة والقوة والمتابعة الجماهيرية والاعلامية ويكون للمنافسة الرياضية الشريفة نكهة خاصة وطعم مختلف ولون مميز وقيمة اضافية، وعندما يبدعون في تجاوز العقبات فإنهم يجبرون الجميع على احترامهم والتصفيق لهم ولاشك أن نادي الرائد بإدارته وأعضاء شرفه ونجومه وجماهيره وتاريخه ومكانته أحد الأندية التي كانت ولاتزال لها بصمة واضحة في رفع مستوى الرياضة في منطقة القصيم، وعندما تشارك في دوري الأضواء لا يمكن لأي متابع للشأن الرياضي أن يغفل المكانة المهمة لهذا النادي العريق، وهي مكانة لم تأت من فراغ، ولكنها جاءت بكفاح رجاله، واخلاصهم، حتى أصبح من الأندية المشهورة في إرجاء الوطن. وعلى هذا الأساس فإنه لا غرابة عندما أعلن (أمس الأول) انضمامه لأندية الأضواء بكل جدارة بعد عطاء وكفاح وترقب لأنصاره، طوال 26مباراة خاضها رائد التحدي في دوري الأولى وكان من خلاله هو الأبرز والطرف الرئيس في الابداع والاثارة وهذا ما جعله يقلب الموازين لمصلحته ورغم ثقة كثير من العارفين بأسرار هذا الفريق العملاق بتأهله لدوري الأندية الممتازة إلا أنه فضل أن يكون الإعلان في الأسبوع الأخير حتى تعيش جماهيره الغفيرة أجمل اللحظات وأسعدها والاحتفاء معه بطريقته الخاصة، التي يفضلها دائماً ويرى فيها تميزاً عن المنافسين الذين أنهكم بمواجهته لهم وأغاظتهم بتفوقه عليهم وانتزاع الفوز من أمامهم بكل جدارة واستحقاق.. @ الرائد بشموخه وحضوره وحضرته ليس التعاطف معه حكراً على جماهيره التي تعلقت به وتعلق بها وأصبح يمنحها تحية الانتصار في كل وقت تشعر من خلاله بحاجتها إلى للفوز، إنما التعاطف معه والاعجاب به حق مشاع لكل من يقدر الأندية العريقة التي تثري المنافسة وترفع من مستوى الرياضة أداءً وخلقاً وادراكاً لمعاني ذلك، ولولا حضور الرائد مع بقية أقرانه ومكانته الجماهيرية وفكر رجاله وفهمهم لما يجب أن يكون عليه التنافس لما أصبحت رياضة منطقة القصيم مطمعاً لوسائل الإعلام المختلفة التي رأت في تغطيتها البطولات التي تكون فيها الأندية أمثال الرائد أرضاً خصبة للفائدة والاستفادة واتساع رقعة المتابعة وتنامي القاعدة الجماهيرية، والاهتمام بمتابعة المباريات التي يكون طرفها أحد أندية القصيم وخصوصاً اذا كان الرائد لذلك جاء صعوده ليس بالأمر الغريب بل هو انصاف له ومثلما أنصاره سعدوا بإنجاز الصعود الجديد فإن دوري الأضواء هو الآخر سعيد باستقبال ناد جماهيري لديه القدرة على اشعال المنافسة وسحب الجماهير الى المدرجات لكي تتابع عن كثب وتصوروا عندما تبدأ منافسات الموسم المقبل ويلعب الرائد المعروف بجماهيرته الطاغية أمام الأندية الكبيرة والجماهيرية الأخرى أمثال الهلال والاتحاد والأهلي والنصر كيف ستكون المدرجات وقيمة الاهتمام والصخب الإعلامي ودرجة المتابعة.. بكل تأكيد ستكون مختلفة عن السابق ويضاف إلى ذلك حرص الكثير من الشركات في المنطقة وخارجها على توقيع العقود الاستثمارية مع الأندية الجماهيرية أمثال الرائد وفي ذلك فائدة كبيرة للرياضة والأندية والمستثمر معاً.. ميزة الرائد أنه ولد مميزاً وأسس على احترام الجميع له وتعلق الجماهير به الأمر الذي جعله أشهر من نار على علم ورغم تعاقب الأجيال إلا أنه ظل في الواجهة وحديث كل الرياضيين حتى وهو يتعرض للكثير من الهزات التي لم تسقطه ولكنها كشفت تمسك جماهيره به والتفاف رجاله حوله ودعم أعضاء الشرف له وتخطيط إدارته وتحملها لتبعات كل هزة تعترض طريقه بل انه بقي النادي الذي يتوارى المنافسون أمامه بينما هو لا يتوارى إلا بسبب الظروف واختلال معايير المنافسة وشروطها فنبارك لأنصاره الكثر هذا الانجاز ولإدارته التي وقفت بكل شجاعة لمختلف الظروف رغم الانتقادات الحادة التي تعرضت من (المتربصين) تارة ومن بعض أنصار الرائد نتيجة العاطفة والحماس عندما يخفق الفريق تارة أخرى، وللأمانة فإن أي رئيس ناد يواجه ما واجهه رئيس الرائد عبدالعزيز التويجري لن يصمد ما لم يكن متسلحاً بالثقة في نفسه وبرجالات ناديه ولهذا جاء الانتصار بحجم التحديات الكبيرة. أما ضيف الأضواء والعائد لها بعد غياب ليس بالطويل فريق أبها فهو الآخر جدير بأن ترفع له قبعة الاحترام لأنه حاول ولم ييأس كما أن إدارته وقفت أمام (مدفع) الهجوم والانتقاد بكل شجاعة، وكانت تدير الأمور بحكمة وتعامل مميز مع مختلف الظروف لذلك تحقق الانجاز الكبير الذي جسد إصرار أبناء الجنوب وقدرتهم على أن يكون لناديهم موضع قدم وسط الأندية الكبيرة.