وصل الوفد العربي ظهر الاربعاء الى مطار بيروت للسعي على المساعدة في حل الازمة بين الموالاة والمعارضة التي تفجرت مؤخرا في اشتباكات اسفرت عن مقتل 65شخصا. وقد وصل الوفد برئاسة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى مطار رفيق الحريري الدولي حيث الحركة متوقفة منذ اسبوع ثم انتقل الى بيروت عبر الطريق الرئيسية التي وافق حزب الله ابرز اطراف المعارضة على فتح احد مساريها لمرور الموكب. وكان في استقباله على ارض المطار وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ وسفراء الدول المشاركة في الوفد. وغادر الموكب على الفور المطار حيث كان وفد امني قطري كبير وصل الى العاصمة اللبنانية مساء الثلاثاء بانتظاره. وافاد مراسل فرانس برس ان الساتر الترابي ازيح عن جهة واحدة من الطريق بشكل يسمح بمرور سيارة واحدة بدون ان تتوفر معلومات عما اذا كانت الطريق ستغلق مجددا بعد مرور الموكب. وضم الوفد العربي الى رئيس الوزراء القطري الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اضافة الى وزراء خارجية ثماني دول اخرى هي الاردن والامارات والبحرين والجزائر وجيبوتي وسلطنة عمان والمغرب واليمن. وتوجه الوفد فورا الى دارة رئيس مجلس النواب نبيه بري، احد قادة المعارضة. واجتمع الوفد لاحقا مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس التيار الوطني الحر المعارض ميشال عون والزعيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري وقائد الجيش العماد ميشال سليمان. ولم تتوفر معلومات عن الفترة التي سيقضيها الوفد في بيروت او عن جدول اعماله باستثناء ما ورد حين الاعلان عن تشكله بان عمله يستند الى المبادرة العربية السابقة لحل الازمة. واكد البيت الابيض الثلاثاء ان الولاياتالمتحدة تتوقع ان يتولى مجلس الامن الدولي الاسبوع المقبل معالجة الازمة التي شهدها لبنان. من جهة اخرى، قال مسؤول كبير في مجلس الامن القومي الاميركي ان واشنطن تعتزم تكثيف ضغوطها على سورية وايران لدعمهما المفترض لتحرك حزب الله ضد الحكومة اللبنانية. وقال نائب رئيس مجلس الامن القومي في البيت الابيض اليوت ابرامز "سنقوم ببعض الخطوات خلال الاسبوع الجاري وقد نبدأ بمجلس الامن الدولي". من جهته، صرح ستيفن هادلي مستشار الرئيس الاميركي جورج بوش لشؤون الامن القومي ان واشنطن تحاول اقناع دول اخرى في الشرق الاوسط بممارسة ضغوط دبلوماسية على حزب الله ومؤيديه لوقف العنف. وقال هادلي ان "هذه الدبلوماسية ترونها في بيان الجامعة العربية واعتقد اننا سنشهدها على الارجح في مجلس الامن الدولي في نيويورك". ويشير هادلي بذلك الى الى بيان وزراء الخارجية العرب عقب اجتماعهم الاحد الذي اكد رفض استخدام العنف المسلح لتحقيق اهداف سياسية خارج اطار الشرعية الدستورية ودعا الى سحب كافة الاسلحة من الشوارع. من جهة اخرى حثت موسكو الاطراف اللبنانية على وقف العنف والعودة الى الحوار لحل الأزمة في البلاد. جاء ذلك في اتصال هاتفي اجراه رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة مع وزير الخارجية سيرغي لافروف. وأبدى السنيورة تخوفه خلال الاتصال الهاتفي من خطر اندلاع حرب أهلية في لبنان، قائلا إن بلاده بحاجة لمساعدة روسيا. هذا وقد أكد لافروف ثبات الموقف الروسي الداعم للسلطات الدستورية اللبنانية. كما أعربت تركيا امس الأربعاء عن دعمها لجهود الوفد الوزاري العربي الذي يزور بيروت من أجل حل الأزمة اللبنانية، مؤيدة التوصل إلى أي تسوية من ضمن الأطر الدستورية.ونقلت صحيفة "حريات" على موقعها الإلكتروني امس الأربعاء عن وزارة الخارجية في بيان أن "تركيا ترحب بقرار الجامعة العربية بإرسال لجنة من الوزراء إلى لبنان من أجل عقد محادثات مع الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى حل للأزمة عبر الحوار وإيجاد تسوية".ولفت البيان إلى أن أنقرة تدعم "الجهود الإقليمية والدولية" الهادفة إلى إعادة السلام والنظام إلى لبنان.وشددت تركيا على أنها "تدعم أي حل للأزمة من خلال الحوار وفي إطار شرعية القانون".وأضافت الخارجية في بيانها "تشعر تركيا بالأسف العميق والقلق بشأن الصدامات المستمرة وخسارة الأرواح في لبنان".