اطلعت على خبر نشر في جريدة "الرياض" الغراء بالعدد رقم 10893وتاريخ 1418/12/14ه ومصدر هذا الخبر هو السيد إسماعيل إبراهيم، حول تأسيس صندوق لتمويل بناء المساجد للمسلمين في العالم يقول هذا الخبر "وجه مجلس الغرف التجارية السعودية دعواه إلى رجال الأعمال والتجار للإسهام في مشروع بناء مساجد في عواصم الدول التي لا يوجد بها مساجد والتي تضم ممثليات وجاليات إسلامية ويفد إليها المسلمون طلاب علم وعمالا ولا يوجد لديهم مساجد يقيمون صلاتهم فيها جماعة، وأشار مصدر الخبر إلى توصية المجلس الأعلى للمساجد بالرابطة إلى أهمية تنفيذ هذا المشروع من خلال تأسيس صندوق يعمل على تمويله بدعوة الهيئات والمؤسسات الإسلامية ورجال الأعمال وعامة المسلمين تعميماً للأجر وتحقيقاً للفائدة إن شاء الله "انتهى هذا الخبر". وفي الحقيقة ان هذا الخبر له أهمية كبيرة، إذ ان تحقيقه سوف يحل مشكلة كبيرة لهؤلاء المسلمين الذين يعيشون في أصقاع العالم وهم بحاجة شديدة إلى مساجد أو مسجد على الأقل يجمع وحدتهم ويقيمون فيه عباداتهم ويمارسونها امام الملأ، ان اهمية وجود المسجد لهؤلاء وأمثالهم أهمية كبيرة، فالمسجد لا يقتصر دوره على إقامة العبادات فقد، فهو الملتقى لهم، وهو الجامعة والمدرسة، ففي الدول الاجنبية التي يوجد بها أقلية مسلمة يعد المسجد الملتقى للمسلمين سواء كانوا طلاباً أو مواطنين أو غيرهم والمدينة التي لا يوجد بها مسجد نرى هؤلاء الفئات يبحثون لهم عن مقراً في أي مكان لأداء شعائرهم. وعادة يكون متواضعاً يخجلون من وجودهم فيه كمركز لهم وكبيت من بيوت الله، فلقد زرت الكثير من المدن الأميركية والأوروبية وجنوب أمريكا التي تضم أعداداً من المسلمين في مهمات رسمية وما أن يعلم المسلمون بوجود وفد من المملكة العربية السعودية حتى يهرع هؤلاء أو ممثلوهم للقاء هذا الوفد وشرح حالتهم ومدى حاجتهم الى مسجد يقيمون فيه عباداتهم ويفاخرون به أمام الطوائف الأخرى، ولنأخذ مثالاً على ذلك وجود المسلمين في جامايكا لقد زرت مدينة كنجستون عاصمة جامايكا عدة مرات في مهمات رسمية. وفي إحدى المرات اتصل بي العديد من المسلمين الذين يمثلون جمعية إسلامية وشرحوا لي وضعهم وأفادوا أنهم بحاجة إلى مسجد يقيمون فيه صلواتهم ويكون ملتقى للمسلمين نعم يكون مقراً لعباداتهم ومدرسة، وجامعة. ولقد استفسرت عما إذا كان يوجد مسجد في العاصمة كنجستون وأفادوني انه كان في الماضي لا يوجد مسجد، ولكن بعض الوفود العربية ومنهم اعضاء من الوفد السعودي الذين حضروا هنا لمهمة رسمية عملوا ما في وسعهم لشراء منزل قديم حول إلى مسجد بدون أي تغيير وهو على كل حال مقر متواضع وطلبوا مني ومن فيه أعضاء الوفد السعودي زيارة هذا المسجد، وبالفعل فقد انتهزنا حلول صلاة يوم جمعة وحضرنا الصلاة هناك. وفي الحقيقة فقد صدمنا عندما رأينا هذا المسجد، فهو بناء متواضع والفرش الموجود أكثر من متواضع فلا يوجد به مكيفات بالرغم من حر مدينة كنجستون الشديد، وليس به فرش بالمعنى لهذه الكلمة فالموجود عبارة عن فرش قديم بال، والمسجد يوجد به قسم للنساء وهو في الحقيقة في وضع لا يسر وفي أثناء الخطبة تحدث الإمام عن وجود وفد سعودي في المسجد وحيا هذا الوفد وقال الإمام أن إخواننا السعوديين هم معنا، وإنما حضروا لأجل أن يتفقدوا أحوالنا، وبعد انتهاء الصلاة قمت بالتفاهم مع الزملاء الذين حضروا معي الصلاة، وألقيت كلمة في المصلين ومما ذكرته أن خادم الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية حريص على راحة المسلمين أينما كانوا وهو يسعى دائماً لفعل الخير وقد أمر ببناء المساجد في مختلف بلاد العالم. وتكلمت عن أهمية المسلمين في هذه البقعة من العالم. هذا وانني متأكد ان احوال المسلمين في أماكن اخرى من العالم لا تختلف عن أحوال هؤلاء المسلمين في جامايكا، ولهذا فإنني أساند هذه الفكرة في إقامة صندوق يتم تمويله من أهل الخير لبناء مساجد تحت إشراف هيئة رسمية تشارك المملكة فيه. إن قيام خادم الحرمين الشريفين للعالم الإسلامي ومركز المملكة العربية السعودية الدولي يجعلها مؤهلة لهذا الغرض وهي بالفعل لم تقصر وما نسمعه من بناء المساجد في مختلف انحاء العالم لهو أمر يرفع الرأس. إن مسلمي جاميكا ومدينة كنجستون بحاجة ماسة إلى مسجد (جامع) يبنى على الطراز الحديث ليليق بالمسلمين ولأجل ينافس دور العبادات الأخرى الشاهقة وأهيب بكافة محبي الخير ان يمدوا أيديهم لهذا المشروع الخير. ويوجد عنوان الجمعية الإسلامية الموجودة هناك ويمكن لأهل الخير التحقق بأنفسهم عند الرغبة في فعل الخير. وهذا الوضع لا يقتصر على دولة جامايكا بل يشمل كافة بلاد العالم الفقيرة والغنية فهل هذه الفكرة ترى النور ونقوم بواجبها. قال تعالى "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين". @ محام ومستشار قانوني