شن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله امس الخميس هجوماً لاذعاً على الحكومة اللبنانية قائلا إن "الفريق الحاكم أدخل البلاد في مرحلة جديدة بعد قراراته الأخيرة نظرا إلى خطورتها وخلفياتها وأبعادها". وأضاف نصر الله خلال مؤتمر صحافي عقده في الضاحية الجنوبية لبيروت عبر الشبكات التليفزيونية المغلقة "إننا لن نقبل بعد الآن أي تآمر على سلاحنا والمس بوجودنا". وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية أعلنت الحرب ضد جماعته باستهداف شبكتها للاتصالات وتعهد "بقطع اليد" التي تحاول تفكيكها. وأضاف أن "شبكة الاتصالات هي ما يعرف بسلاح الإشارة في كل جيوش العالم وهو العنصر الأهم وجزء أساسي وجوهري في إدارة أي معركة مع العدو". وكان نصر الله يشير إلى القرار الذي اتخذته الحكومة الثلاثاء ببدء تحقيق في شبكة الهاتف الخاصة بحزب الله والاتهامات التي وجهتها له بنشر كاميرات مراقبة حول مطار رفيق الحريري بالعاصمة بيروت لمراقبة السياسيين القادمين إلى لبنان والمغادرين منه. وأكد أن "شبكة الاتصالات محدودة بالمقاومة وليست للاستخدام العام ولا للاتصالات الدولية"، وأشار إلى أن "فريق السلطة طلب من المقاومة فك الاعتصام وسط بيروت في مقابل ترك شبكة الاتصالات كما هي"، واصفا الدولة بأنها "عصابة". وشدد الأمين العام لحزب الله على أن "قرار الحكومة في شأن الاتصالات هو إعلان حرب من حكومة وليد جنبلاط على المقاومة وسلاحها لمصلحة إسرائيل". وأضاف نصر الله أن القرار كشف "حقيقة هذا الفريق، وهدف القرار الإيقاع بين الجيش والمقاومة والشعب، ودفع الجيش إلى مواجهة مباشرة مع المقاومة. ومن يعلن علينا حربا، لو كان أبا أو أخا، من حقنا أن نواجهه، لأن شبكة السلكي هي الجزء الأهم من سلاح المقاومة". وأكد الأمين العام لحزب الله أنه "مالك شبكة الاتصالات وصاحبها وممولها ويستطيع القضاء أن يرسل أي قاض لمعالجة الموضوع على رغم أن هذه الحكومة غير شرعية". وأضاف: "أما من ساعدوا المقاومة فممنوع المس بهم، لان هذا مس بسلاحنا. ومن يمد يده على احدهم سوف نقطعها". وقال إن "النائب وليد جنبلاط كذاب وقاتل باعترافه ولص، ولولا المقاومون لكان لبنان مازال إسرائيليا.. هذه الدولة متسلطة على رقاب العباد". وشدد نصر الله على أن حزب الله لن يستخدم "السلاح إلا للدفاع عن سلاحنا في وجه أي كان... لقد تجاوزوا الخطوط الحمر ونحن لم يعد لدينا خطوط حمر، ولسنا قلقين من فتنة سنية - شيعية لأنها لن تحصل... وسبق لهم أن انفقوا مليارات الدولارات لتشويه صورة المقاومة، لكنها كالشمس الساطعة". وقال: "هناك يد ممدودة للحوار على قاعدة إلغاء القرارات الظالمة، ويد أخرى تحمل السلاح... لن نعتدي على أحد ولن ننفذ انقلابا، ولو نوينا مع حلفائنا على الانقلاب لأفقتم صباح اليوم التالي في السجون... نحن ندافع عن أنفسنا".من جانب آخر، دعا زعيم تيار المستقبل في لبنان سعد الحريري الخميس حسن نصرالله الى "فك الحصار عن بيروت وفتح طريق المطار" بعد ساعات على المؤتمر الصحافي الذي عقده نصرالله في بيروت. وقال في كلمة متلفزة "الفلتان المسلح في بيروت جريمة يجب ان تتوقف فورا. لن اتحدث في ذلك مع اي شخص اخر داخل لبنان او خارجه. حديثي معك وادعوك الى فك الحصار عن بيروت وفك طريق المطار وسحب المسلحين". واضاف "هذه وقفة تاريخية مسؤولة تنقذ لبنان من الجحيم وتنقذ وحدة المسلمين من مصير اسود". وقال الحريري وهو من ابرز قادة قوى 14اذار التي تمثلها الاكثرية النيابية، "اتوجه الى الاخ نصر الله مباشرة لأقول له ان ساعة التخلي عن وحدة المسلمين هي ساعة التخلي عن وحدة لبنان. ما يجري في شوارع بيروت لا يعد ضرب جنون فحسب بل الفتنة بعينها". واضاف "للاسف اعلان صريح عن افلاس المقاومة ما تقوم به جماعات مسلحة بلباس المقاومة". واقترح الحريري الخميس على حسن نصرالله حلا يقضي بوضع قرارين حكوميين مختلف عليهما "في عهدة قيادة الجيش" في اشارة الى قرار اعتبار شبكة اتصالات خاصة بحزب الله "غير شرعية" واقالة رئيس جهاز امن المطار. وقال الحريري "ادعو الى وضع القرارين موضوع سوء الفهم في عهدة قيادة الجيش اللبناني انطلاقا من المهمة المنوطة بالجيش لتوطيد سلطة الدولة وحماية لبنان من كل المخاطر الخارجية". كما اعتبر النائب في الاكثرية الياس عطاالله ان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله وضع معادلة جديدة في مؤتمره الصحافي الخميس هي "اما استسلام الحكومة اللبنانية او استلام السلطة بالقوة". وقال عطاالله في تصريح لوكالة فرانس برس ان نصرالله "وضع معادلة لاستكمال المعركة في الداخل اللبناني تقوم اما على التسوية اي اجبار الحكومة على الاستسلام والغاء قراراتها، او على استلام السلطة بالقوة". من جانبه دعا زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى وضع موضوع شبكة الاتصالات بعهدة قائد الجيش العماد ميشال سليمان مؤيداً اقتراح سعد الحريري بهذا الصدد. وأكد جنبلاط انه إذا قرر سليمان أن شبكة حزب الله أمنية فسيتم قبولها.. واتهم جنبلاط نصر الله بتلقي أموال من إيران على حساب الشعب الإيراني. وذكر جنبلاط انه أجرى اتصالاً برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لبحث التطورات الأخيرة.