أكد الدكتور سعيد مسفر الوادعي منسق لجن المناصحة بالمملكة بأن الأخطاء التي أوقعت الشباب سواء كانت فكرية أو عقائدية سببها الشاب نفسه أو البيت أو المدرسة أو يعود ذلك للمسجد والخطيب أو بسبب داعية أو محاضرة أو شريط.. كما حمل د. جبريل البصيلي عضو لجنة المناصحة بعض الدعاة والخطباء المسؤولية فيما حصل بسبب المحاضرات والإصدارات والبيانات والأشرطة غير المتوازنة.. جاء ذلك خلال (لقاء الشباب) الذي أقيم مساء أمس الأول في صالة نادي الزلفيالرياضي الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية بالتعاون مع لجنة المناصحة التابعة لوزارة الداخلية وترعاه إعلامياً جريدة "الرياض" بحضور أكثر من 1200شاب من شباب محافظة الزلفي حيث شارك في اللقاء د. سعيد الوادعي منسق لجان المناصحة والمشرف على برنامج الزلفي التوعوي ود. جبريل البصيلي أستاذ الشريعة بجامعة الملك خالد ود. محمد بازمول الأستاذ بجامعة أم القرى ود. رشيد الألمعي الأستاذ بجامعة الملك خالد والأستاذ خالد المطرفي الأستاذ بجامعة القصيم. وقد بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية لمدير إدارة الأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ عبدالله عبدالعزيز الناصر الذي أثنى على جهود المحاضرين والمشاركين في البرنامج على مدار الأيام الماضية وكذلك عبر عن عظيم شكره لمدير فرع الوزارة بمنطقة الرياض الشيخ عبدالله آل حامد. بعد ذلك أوضح الناصر أهمية لقاء الليلة للشباب ولماذا الاهتمام بالشباب.. بعد ذلك تحدث الدكتور الوادعي منسق لجان المناصحة بالمملكة والمدير التنفيذي للبرنامج التوعوي قائلاً: الحقيقة لا أدري من أين أبدأ فأمامي مسؤولين وأمامي أولياء أمور وكذلك المربين والمعلمين أمامي فرس الرهان لهذه الليلة وهم فلذات الأكباد، عماد الأمة، ورجال المستقبل.. لقد تعمدنا أن يكون للشباب لقاء خاص بهم لأنهم العمود الفقري للبرنامج هذا.. من أجلهم أتينا ومن أجلهم نسأل الله أن يحفظهم ويرعاهم.. اخواني أن هذا البرنامج الذي كلفت بالتنسيق له من ولاة الأمر حفظهم الله حرصا منهم على أنائهم كان لابد أن يكون متنوع الجوانب وهو يهدف فيما يهدف إليه إلى توعية الشباب وتحصينهم من الأخطاء الفكرية والعقائدية والأساليب غير المنضبطة والتي وقع فيها من وقع من الشباب والأخطاء التي أوصلت بعض شبابنا إلى ما وقعوا فيه. أخطاء فكرية، أخطاء عقائدية، أخطاء اجتماعية وعلمية، منها ما يعود للشباب نفسه ومنها ما يعود للبيت والمدرسة أو يعود للمسجد أو الخطيب أو الداعية أو بسبب محاضرة أو شريط.. أتينا للتذكير والتحاور مع أصحاب المسؤولية من خطباء ومدرسين وكنا معهم صادقين لأننا نسعى إلى هدف نبيل هدف سامٍ.. ونحذر من أخطاء وقع بها مع الأسف شبابنا قدرهم وقاية خير من قنطار علاج. وقد أثنى الدكتور الوداعي على جهود الأعضاء ولاكادر العلمي للبرنامج الذين لهم اليد الطولى وقصب السبق في تفعيل لجان المناصحة. بعد ذلك تحدث الدكتور رشيد بن حسين الألمعي عن الأساليب التي يستدرج بها الشباب وهي أساليب في بدايتها طيبة ومشروعة ولكن ظاهرها حق وباطنها باطل. وذكر الدكتور الألمعي ثلاثةمن أهم الأساليب التي يستدرج به الشباب منها استجاشة عواطف الشباب نحو قضايا هي محل اهتمام مشترك بين عامة الناس وخاصتهم ولكن الشباب ليسوا علي قدر كبير من الوعي والفهم لما ينبغي عليهم من التعاطي معها. ولإيضاح الرؤيا لهذا الجانب انه ليس منا ما لا يهتم بأمر المسلمين ولا ليس فينا عاقل وفيه أدنى مجرد احساس لا يكون لديه الشعور بما يعانيه المسلمون في بقاع العالم ولكن كيف يمكن التعاطي مع هذه القضايا ذات الاهتمام المشترك.. فلولي الأمر رؤية وللعلماء رؤية وكذلك الآباء والناصحين رؤية وللشباب رؤية ولأصحاب الفكر رؤية.. ولما كان الشباب على قدر كبير من الاندفاع والعاطفة وظفت هذه العواطف في تنفيذ أمور خطيرة داخل البلاد وخارجها واستغلت من باب توظيف الحدث.. وفيها الاغراء عن طريق التلبيس فيما يتعلق بأمور نفسية خاصة بالشباب خاصة وأن الشباب يمر بمنعطفات خطيرة في حياته وتطلعه الدائم لتحقيق ذاته وتكون أقوى إذا كانت بدايات حياته الفشل والانحراف ومنها كذلك الإيقاع في الشرك ويوقعه فيها بعض المستدرجين حتى يصبح أسيراً ومطيعاً ومغلوباً على أمره. بعد ذلك تحدث الدكتور محمد بازموال عن الأخطاء المنهجية التي وقع فيها الشباب سواء عقائدية أو فكرية. فيقول الدكتور بازموال:إن الكلام في هذا يطول لكن أذكر من خلال جلسات عديدة في المناصحة مع الاخوة الذين رجعوا عن كثير مما كانوا عليه، وكنت أسألهم سؤالاً: الآن بعد ما رجعتم وعرفتم الخطأ الذي وقعتم فيه ..واتفقت آراؤهم كلها في جلسات متعددة ومختلفة على ثلاثة أسباب وهي: أننا نثق بأنفسنا ثقة عمياء وكان عندنا الاعتداد الكبير بالنفس وكنا نرى أننا نستطيع التمييز بين الحق والباطل واستنباط ما هو صحيح وغير ذلك دون الرجوع لأحد وكذلك سوء الظن وكنا نسيء الظن بأي أحد من المشايخ والعلماء وكنا نرى هؤلاء عملاء لديهم أشياء لا يريدون بها لا الخير ولا الصلاح. حتى أنتم في بدايات جلسات المناصحة كنا نسيء الظن بكم. وكذلك من الأخطاء ضعف الصلة بالله وبعد أن هدانا الله أحسسنا بالسكينة وأخذنا بالمراجعة والتفكير بأفعالنا وأقوالنا بهدوء وتبصر. ومن الأخطاء المنهجية التي وقعوا فيها الجهل بأمور عقائدية كبيرة والخوض فيها مثل مسائل الولاء والبراء وفقه الجهاد وعدم الرجوع للعلماء الراسخين. ويعلق الدكتور جبريل البصيلي على أخطاء وقع فيها بعض الدعاة والخطباء سواء كان هذا عبر المحاضرات أو الإصدارات والبيانات والأشرطة وغيرها، فيقول: ولا شك أيها الاخوة أن للقول سواء أكان مشاهفة أو كتابة تأثيره على النفس وعلى الضمير وعلى التصور وعلى الإدراك، فقد حصل خلال فترات ماضية تمتد لحوالي عشرين سنة أن حصل في الخطاب التوعوي وبإجماع المراقبين المنصفين وكذلك في بعض الإصدارات معالجات غير متوازنة في الجملة ربما يُحمل البعض منها على الغيرة الدينية والعاطفة وليس بسوء قصد، وقد يحصل منها انفعال وردة فعل لأن حياة الناس متحركة وفيها الخطأ والصواب وما يوافق الشرع وما يخالفه وهي من سنن الله الماضية. ولكن كيف يعالج وكيف يصحح بأن بعض الخطب والدعوات وأساليب تهييج المشاعر وإثارة العواطف في الحقيقة أثرت في كثير من الشباب وقد سمعنا في جلسات المناصحة من الموقوفين وأحياناً بدون أن نسألهم من يقول: قرأت الكتاب الفلاني، استمعت للمحاضرة الفلانية والشريط الفلاني، بل ذكروا أسماء لنا لأخوان وزملاء لنا تولوا في فترات سابقة أمور التوجيه والدعوة. ورب ضارة نافعة، فقد حصلت الآن المراجعة والاعتراف بالخطأ، فالخطب والإصدارات الآن في اتزان. بعد ذلك ألقى الأستاذ خالد بن سعد المطرفي الضوء على بعض الأخطاء التي وقع فيها بعض المدرسين والمربين فقال: أخطاء المدرسين والمدربين في التربية أو حلقات التحفيظ أو شتى المجالات وكذلك الأب في بيته ومع أولاده لا بد من ملاحظتهم، وعند أي خلل لا بد من تقييمه من البداية. بعد ذلك استمع المحاضرون لأسئلة الحضور من الشباب وغيرهم والذين اكتظت بهم صالة نادي الزلفي، والتي منها: ما هي العلامات التي يستدل على صاحبها بأنه يحمل مثل هذه الأفكار المنحرفة؟ فأجاب الدكتور محمد بازموال قائلاً: من ذلك كثرة الانعزال وغياب الابن عن البيت لفترات طويلة وكذلك القلق الظاهر والحيرة التي تظهر على صاحب الفكر ومنها أيضاً الحذر وسوء الظن بأي أحد كان. الكتمان وعدم الافصاح والصحبة السيئة وقد تظهر علامات أخرى وهي ملاحظة كثيراً مثل رفض الأسرة والمجتمع بكلام أو تصرفات تدل على ذلك وعند ظهور هذه العلامات وجب على من حوله نصحه وإرشاده أو تبليغ المسؤولين عنه.وسؤال آخر مضمونه أن بعض الشباب ينفعل ويندفع أثناء الخوض في مسائل التكفير وسأضرب لكم مثلاً لو سألت شاباً معتنق هذه الأفكار ما حكم الصلاة صليت كذا وكذا يقول الله أعلم وعندما تقول له إن فلاناً كافر أو لا قال نعم تكلم فهو لا يتورع في الأحكام الفقهية ويتورع في أحكام التكفير لذا حذر ابن تيمية لما تكلم عن تكفير طائفة من طوائف الإسلام قال كل من لازمني وعرفني وعرف أني لا أكفر أحداً ولا أقول بتكفير أحد من المسلمين إلا إذا استوجب ذلك.. وهذا مرجعه للعلماء وولاة الأمر فقط. ويضيف الدكتور محمد بازموال: ان هناك سلوكيات نفسية موجودة للموقوفين ولجنة المناصحة تتشكل من عضو شرعي وعضو نفسي وضابط اتصال والعضو النفسي هو الذي ينظر في حالة الموقوف نفسياً ويقيّمها ويصف له دواء إن تطلب الأمر ذلك أو يرشده لبعض الإرشادات، بل إن اللجنة تقوم بعمل آخر وتقدم دورات علمية للموقوفين يدرس فيها عشرة مواد علمية وضمنها مادة أصول علم النفس يقوِّم بها سلوكه ويعطى المهارات التي تعينه عاى التواصل وتعلمه مهارة التفكير والنظر في الأمور. وقد سئل الدكتور خالد المطرفي ما موقف المسلم من البيانات التي تصدر من حين لآخر عبر الإنترنت وشتى وسائل الإعلام المختلفة مجهولة المصدر؟ فيقول الدكتور المطرفي: لا شك أن هذه البيانات قد مرت معنا مع الموقوفين أمنياً وأنها من أسباب انحرافهم وهي لا تخلو من الفتاوى المشبوهة والدعوة الباطلة أما موقف المسلم منها فهوتجاهلها وعدم الالتفات إليها والبيانات أو الكتابات هذه تقود للعصيان والخروج على ولي الأمر والجماعة وهي سبب لاستدراج الشباب للخروج فلا بد من الحذر منها. أما عن الطرق السليمة في التعامل مع الموقوفين أمنياً بعد خروجهم يقول الدكتور البصيلي عن هذا :إن الموقوف بعد أن ينهي فترة توقيفه لا بد هناك من طرق مثلى للتعامل مع هؤلاء والمسؤولون وفقهم الله معنيون بهذا الأمر ومحل اهتمامهم وهناك دراسات بهذا الخصوص وعلى المجتمع أن يقوم بدوره في تقبل الشخص وتأهيله من جديد ودمجه في المجتمع وإحساسه بالثقة حتى يعود للحياة من جديد ولا يعود للانحراف والانعزال مرة أخرى لا قدر الله. في نهاية اللقاء تفضل المحاضرون بتسليم جوائز السحب للجمهور بعد ذلك شرفوا حفل العشاء المقام بهذه المناسبة.