قبل حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف في فرنسا بإدراج إسم ماريون لوماريشال لوبين" في المرتبة الثانية على إحدى لوائح مرشحيه للانتخابات الإقليمية التي ستجرى في شهر مارس المقبل. وستخوض ماريون حفيدة جان ماري لوبين زعيم الحزب الحملة الانتخابية في إقليم "ليزيفلين" الواقع غرب العاصمة الفرنسية.وتبلغ المرشحة من العمر التاسعة عشرة .وهي طالبة في كلية الحقوق التابعة لجامعة باريس الثانية ومقربة جدا من عمتها مارين التي تتولى حاليا مهام نائب رئيس الحزب في انتظار تسلم زعامته في عام 2011. ويعول الحزب كثيرا على ماريون في عملية انتداب منخرطين جدد فيه من صفوف الطلبة لاسيما وأن حفيدة لوبين بارعة في التواصل مع رفاقها في الجامعة أيا تكن انتماءاتهم السياسية والعقائدية. بل إنها تؤكد أن لديها أصدقاء كثيرين متعاطفين مع اليسار وبالتحديد مع الحزب الشيوعي . وتحلم ماريون بالترشح يوما ما إلى الانتخابات الرئاسية لتكون أول امرأة فرنسية قادرة على الإقامة في قصر الإيليزيه . وثمة اليوم قناعة لدى المحللين السياسيين الفرنسيين بأن انخراط حفيدة لوبين في العمل السياسي داخل الحزب اليميني المتطرف الذي أنشأه جدها من شأنه إعادة الحيوية إلى هذا الحزب في الظروف الحالية لعدة اعتبارات وأسباب منها أسلوبها في التعاطي مع العمل السياسي والظروف الحالية التي تتعلق بعلاقة فرنسا والبلدان الأوروبية الأخرى بالمواضيع التي غذت ولاتزال تغذي أطروحات الحركات اليمينية المتطرفة.فماريون ترغب من جهة على غرار عمتها مارين في التعامل مع الناخب الفرنسي بأسلوب هادئ يقوم على الإغراء ومغاير تماما للأسلوب الذي ينتهجه جدها.وهي مقتنعة من جهة أخرى بأن الحملة القوية الشرسة اليوم على الإسلام والمسلمين في دول أوروبا الغربية بطرق متعددة من شأنها مساعدتها على إعادة الحيوية إلى حزب " الجبهة الوطنية".وتتجلى هذه الحملة بوضوح في فرنسا اليوم عبر النقاش الذي فتحته الحكومة حول مفهوم الهوية الوطنية والذي تحول في نهاية المطاف إلى هجوم على المهاجرين وبخاصة المسلمين وتقديمهم كما لو كانوا يشكلون خطرا على هذه الهوية.