خلال قراءتي للنشرة البريدية للأخبار التقنية (technews) من منظمة الحوسبة المتقدمة (ACM) ، لفت نظري مقالة تتحدث عن قرب استبدال الأجهزة الشخصية بأجهزة الجوال الذكية، كون هذه الأخيرة تتطور باستمرار حتى أضحت تشابه في أدائها بعض إمكانيات أجهزة الحاسب الحديثة. وقد أورد المقال إحصائية عن سرعة انتشار أجهزة الجوال الذكية، ففي العام الماضي بيع أكثر من 115مليون هاتف جوال ذكي في الولاياتالمتحدة وحدها، مما جعل المحللون يتنبأون بمستقبل مثل هذه الأجهزة الصغيرة والذكية وقدرتها على التحول كبديل لأجهزة الحاسب الآلي . وقد أرجع المحللون سبب استخدام الهواتف النقالة كأجهزة حاسب إلى ثلاثة أسباب، هي: 1) كثرة انتشار مواقع التشبيك الاجتماعي وارتباط الناس واهتمامهم بها. 2) في عصر السرعة لم يعد لدى البشر الوقت الكافي للانتظار للعودة لمنازلهم أو مكاتبهم حتى يطلعوا على بريدهم أو يتابعوا مواقعهم المفضلة. 3) الشكل المغري والإمكانيات الهائلة في أجهزة الجوال الذكية أغرت الكثير لاقتنائها. وبصرف النظر عن الأسباب المذكورة آنفا أو غيرها، نجد أن ثقافة استخدام أجهزة الهاتف النقال كأجهزة حاسب متنقلة لم تنتشر بكثرة في بلدان الغرب، ناهيك عنها في البلدان العربية. ويمكن نسبة السبب في ذلك لعوامل كثيرة قد تكون من أهمها أسعار خدمة الإنترنت المتنقلة. ومهما تكن الأسباب فإن الاستثمار القادم سيكون في عمل تطبيقات مخصصة للهواتف الجوالة واستغلال إمكانيتها المدمجة للوصول إلى حلول تقدم الرفاهية التقنية المنشودة. فشركات الألعاب وكذا الشركات المهتمة بالتجارة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني وغيرها باتت تدرس هذا السوق وتقدم حلول تقنية تتوافق وتطلعات مستخدميها. والأكيد أن معظمكم قد سمع عن تقنيات الدفع عن طريق الهواتف الجوالة، والتعليم المتنقل والألعاب الجماعية عن طريق البلوتوث وغيرها، مما يعني خط إنتاج جديداً للبرمجيات المتخصصة بالهواتف الجوالة. فهل حان الأوان لطرح مقرر دراسي متخصص بدراسة وبرمجة تطبيقات الهواتف الجوالة؟!