علقت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها تحت عنوان "أوباما والقس رايت" على قرار السيناتور أوباما الذي تأخر للتنصل من راعي كنيسته السابق وتعليقاته العنصرية، معلناً أن القس رايت لا يمثله ولا يمثل سياساته ولا حملته الانتخابية. وكان أوباما قد مر بأوقات عصيبة منذ إذاعة خطب للقس رايت يلعن فيها أمريكا من فوق منبره، فما كان من أوباما إلا أن صرَّح بأنه يستنكر تلك الأقوال ولا يتفق معها لكنه لا ينكر أثر القس رايت في حياته الروحانية. وتوضح الافتتاحية أن أهمية خطاب أوباما في فيلادلفيا كانت في أنه قدم تعليقاً قوياً على العلاقات العنصرية في البلاد، وهو ما كان سيؤدي إلى فتح باب النقاش الصحي والجاد لقضايا العنصرية. لكن القس رايت لم يسمح بحدوث ذلك، وصرَّح في عدة تصريحات نارية أن الحكومة الأمريكية تنشر فيروس الإيدز للتخلص من السود وأنها مارست الإرهاب فاستحقت بذلك هجمات 11سبتمبر. ولذا فلم يكن من الممكن الرد على تلك التعليقات بمزيد من الخطب الرنانة وإنما بالتنصل التام من القس رايت، وهذا ما فعله أوباما بقوله إن تلك التعليقات مزعجة وأنها "أهانتني كما أهانت جميع الأمريكيين. وهي تستحق الشجب والاستنكار، وهذا ما افعله اليوم أمامكم بكل وضوح". كما علق أوباما بقوله إن انتقاد القس له ينم عن عدم معرفة تامة بشخصيته، بل إن أوباما نفسه يرى أنه لم يفهم القس رايت كما ينبغي طيلة مدة تعارفهما، وإنه إذا واصل رايت حديثه عنه بنفس اللهجة فلن يكون ممثلاً لحملة أوباما الانتخابية. وترى الافتتاحية أنه من غير العدل أن تُسأل الرموز السوداء البارزة عن موقفها مما يقوله أي أسود، بينما يعفى الساسة البيض من نفس الإجراء. فالسيناتور الجمهوري جون ماكين لم يتنصل من أحد أهم مؤيديه القس جون هاغي رغم أن تعصبه يوازي تعصب رايت إن لم يتفوق عليه؛ بل إن ماكين لم يحاول منع إعلان دعائي يهاجم أوباما ويقوم أساساً على تسجيل مرئي للقس رايت. والخوف من أن تتكرر مثل تلك الإعلانات إذا أصبح أوباما هو مرشح الحزب الديمقراطي، وهو ما سيضطره كل مرة إلى التنصل من القس رايت. ثم تختتم الافتتاحية بقولها إن البلاد بحاجة إلى مناقشة صحية ومفتوحة للعنصرية، وتنصل السيناتور أوباما من القس رايت جزء من تلك المناقشة. كما أن هناك مسؤولية مماثلة على عاتق خصوم أوباما في نبذ الترويج للعنصرية وجعله يتوقف. (خدمة ACT، خاص ب "الرياض")