قال مسئولون في النسما إن الاب الذي اعترف باحتجاز ابنته 24عاما والاعتداء عليها جنسيا طيلة هذه السنوات لن يخضع للمزيد من عمليات الاستجواب في الوقت الراهن. وأعلن الادعاء العام في مدينة سانت بولتن النمساوية يوم الاربعاء أن من المقرر استكمال عمليات استجواب جوزيف فريتزل ( 73عاما) الذي انجب من ابنته المحتجزة سبعة أبناء، اعتبارا من الاسبوع المقبل. وصرح محامي فريتزل الذي أثار حالة من الصدمة الشديدة في النمسا ومختلف أنحاء العالم بأن موكله لن يدلي بالمزيد من الاقوال في الوقت الراهن. ويواجه الاب تهمة احتجاز ابنته إليزابيث ( 42عاما) طوال 24عاما في قبو أسفل منزله والاعتداء الجنسي المتكرر عليها. من ناحية أخرى خرج مئات من النمساويين حاملين الشموع مساء يوم الثلاثاء إلى الشوارع في مدينة امشتيتن ليعبروا عن تضمامنهم مع ضحايا الجريمة التي هزت الرأي العام بشدة. وشارك في المظاهرة أكثر من 200شخص على الرغم من سوء الاحوال الجوية وهطول الامطار مساء أمس الأول. ولم تتوقف وسائل الاعلام العالمية عن الحديث عن هذه الواقعة. وذكر تقرير نشرته صحيفة "بيلد" الالمانية في موقعها الالكتروني امس أن الاطفال الذين أنجبهم الاب من ابنته وحبسهم معها في القبو لا يجيدون الكلام بشكل سليم. واستندت الصحيفة في الوقت نفسه إلى أقوال المحققين في محاولة لايجاد جواب حول عدد من الاسئلة والتي من أهمها سبب عدم محاولة الابنة الهرب طيلة هذه السنوات. وقالت الصحيفة الالمانية إن وجود أقفال الكترونية حال دون إمكانية الهرب علاوة على أن الاب قال لابنته: "إذا حدث أي شيء هنا فلن نخرج كلنا من هذا المكان أبدا". ووفقا لتقارير المحققين فقد كانت الابنة تتراجع عن فكرة الهرب خوفا على أطفالها. وكان محامي الاب قد قال أمس الأول إن موكله "محطم عاطفيا" بسبب الأحداث الأخيرة التي مر بها. وقد تصل أقصى عقوبة قد يحكم بها على الاب إلى السجن لمدة 25عاما. وكان فريتزل مهندس الكهرباء قد أقر يوم الاثنين بأنه حبس ابنته داخل قبو منزله ببلدة أمشتيتن بشرق النمسا منذ آب/أغسطس عام 1984.ونقلت وكالة الأنباء النمساوية عن مسئول بالشرطة قوله إن جوزيف أقر بالجرائم لكنه حاول التخفيف من حدة التفاصيل. وذكرت الشرطة في بيان أن إليزابيث قالت إنها تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل والدها منذ أن كانت في الحادية عشرة من عمرها. وخلال فترة احتجازها أنجبت الابنة سبعة أطفال نتيجة الاعتداء المتكرر عليها من قبل أبيها. وتوفي أحد الأطفال بعد ميلاده بوقت قصير. وعقب القبض على جوزيف يوم الاحد الماضي فتشت الشرطة القبو الذي كانت إليزابيث وثلاثة من أبنائها الستة الذين لا يزالون على قيد الحياة محتجزين فيه. وذكرت الشرطة أن مساحة الغرف تتراوح بين 50و 60مترا مربعا ولم يزد ارتفاعها عن 7ر 1متر وكانت مجهزة بأسرة للنوم بجانب أجهزة طهي وغسيل. وقدم الاب للشرطة شفرات الأقفال الالكترونية للقبو يوم الأحد الماضي. وعاش ثلاثة من الأبناء تتراوح أعمارهم بين 5و 19عاما مع والدتهم في الحبس طوال سنوات عمرهم في حين عاش الثلاثة الآخرون مع "جدهم وجدتهم" وكانوا يذهبون للمدارس. وكان فريتزل قد ضلل السلطات بالقول إن ابنته التي أبلغ عن غيابها بعد "اختفائها" وضعت الأطفال أمام باب منزله خلال عدة سنوات. وأكدت السلطات المحلية أنها لا تتحمل مسؤولية تلك المأساة مضيفة أن جوزيف فريتزل "عاش حياة مزدوجة بشكل مثالي وكذب على الجميع". ونقل عن مسئول الشرطة هانز هاينز لينز قوله: "لو كانت أمامنا فرصة لفعل أي شيء لكنا قد فعلناه".