حين نتأمل قراءة هذا البيت نجده شيقا وممتعا ومما يزيد جماله أن قائله من الشعراء المقتدرين والمتمكنين من الشعر ويتمتع بالثقافة العالية وسعة الأفق، أٍقول هذا الكلام بعد متابعتي لشاعرنا الرائع ناصر الفراعنة وحقيقة لقد أدهشنا برحابة صدره وحرصه الشديد على إرضاء جمهوره الكبير من المعجبين والمحبين للشعر الشعبي، وكذلك بجمال أشعاره الجزلة والمتميزة ومنها هذا البيت الذي أصبح يردد كثيراً بين الناس. لقد سعدت كثيراً وأنا أتابع هذا النجم اللامع في عالم الشِّعر والشعراء، فقد استطاع - بعد توفيق الله - أن يجعل لنفسه مكانة متقدمة في الساحة الشعبية، فهو لم يكن ذلك الشاعر الذي يكتفي بكتابة الشعر لنفسه بل حرّك مشاعره، وكل قدراته الشعرية في جميع ميادين الشعر ومواقعه، ليصبح بعد ذلك واحداً من أهم شعراء الوطن المبدعين الذين نظموا أجمل وأعذب القوافي.. نعم إنه شاعر يجيد ترجمة التعبير الصادق الذي يختلج في نفسه بمشاعر طيبة وصادقة، وعاطفة جياشة، وأحاسيس مرهفة، وينتج في النهاية أشعاراً جميلة يطرب لها السامعون وتصفّق لها الأيادي. ناقتي.. يا ناقتي ما عليك من الهروج صيحتين في قفا الذيب يقفاه العجاج وعندما وصل الفراعنة للقمة والشهرة تفجّر في داخله الشِّعر فأصبح شاعراً يغرف من بحر وينحت في الصخر، حيث تطرّق في شعره إلى كافة أغراض الشعر الشعبي وأنواعه، فنظم أروع القصائد باسلوب مختلف لا يجيده سواه، عكس بعض الشعراء الذين بدأ الغرور يسيطر على نفوسهم وتصرفاتهم ليتهم يجعلون الفراعنة قدوة لهم في تواضعه ونبل أخلاقه. نتمنى أن يجني هذا الشاعر الرائع المزيد من ثماره الإبداعية الجميلة وأن يذوق طعم النجاح في المكان الذي يرسم فيه حلمه، ويحتضنه بالأشواق، ويدرك ألمه وحرقته بتفاصيله الدقيقة.