أجزم بأن راعي الإبل بمحافظة الخرمة لم يسمع بالعالِم الروسي إيفان بافلوف (1849-1936) الحاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1904م حسب موسوعة (ويكيبيديا) ولنبدأ أولاً من حكاية العمّ بافلوف الذي اكتشف نظرية الاستجابة الشَرطيّة (بفتح الشين) ويُطلق عليها أحياناً نظريّة التعلّم الترابطي واستنتج العالِم الروسي هذه النظريّة بعد أن أجرى عدّة تجارب على عمليّة الهضم عند الكلاب حيث لاحظ أن الكلب يسيل لعابه بمجرّد رؤيته للشخص الذي دائماً ما يُقدّم له الطعام ثم أجرى تجربة جاء فيها بكلب وضع على لسانه مقداراً من اللحم ثم قرع جرساً يسمعه الكلب وكرر التجربة بحيث يقرع الجرس قبل تقديم اللحم فلاحظ أن لعاب الكلب يسيل لمجرّد سماع صوت الجرس ومن هنا وضع نظريّة الارتباط الشرطي. أعود لراعي الإبل بالخُرمة الذي نشرت حكايته هذه الجريدة يوم الثلاثاء 22ابريل 2008م وفي صفحتها الأخيرة تحت عنوان (نغمة جوّال تجلب الإبل من الصحراء بدون راعٍ) كتبها الزميل فالح الشراخ تقول الحكاية إن أحد أصحاب الإبل هناك استخدم تقنية الهاتف الجوّال في جلب إبله من المرعى إلى موقعها بأحد المزارع دون وجود راع، وذلك بعد أن قام بتدريب إحدى النياق التي تقود القطيع على سماع صوته والذي يتضمن أبياتاً شعريّة يُؤديها بصوت مُعين تعرفه الناقة جيّداً وربط ذلك الصوت بإعطائها (الطعام) وعندما أنهى عمليّة تدريب الناقة وجلبها بهذا الصوت قام بتسجيل صوته على الهاتف الجوّال ووضعه في جنب الناقة بحيث لايُمكن رؤيته وبعد أن ذهبت الناقة والقطيع الى المرعى قام بالاتصال على جواله المعلّق في الناقة وإذا بالناقة تعود وهي تقود القطيع إلى مكانها بالمزرعة..! وهذه تماماً نظرية الاستجابة الشرطيّة ولو لم يكتشفها العالِم الروسي بافلوف قبل أكثر من قرن لاستحق الراعي جائزة عالمية على تجربته المُثيرة. هذه الحكاية تقودني إلى فتح ملف سبق وأن أشرت إليه مراراً وهو أهميّة وجود دراسات تتعلّق بسلوك الإبل قد تساهم في حل كثير من القضايا منها حوادث صدم الإبل على الطرق خارج المدن والتي أدت لإزهاق أرواح كثير من الأبرياء فمن يُبادر ؟؟