واصل منتدى الإعلام العربي السابع المنعقد في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في ثاني أيامه مناقشة تأثيرات التكنولوجيا على وجه العمل الإعلامي في المنطقة، حيث ناقش المتحدثون ضمن الجلسة السابعة من جلسات المنتدى والتي حملت عنوان "التحديات والفرص المتاحة أمام الإعلام العربي في عصر التقنيات الجديدة" جملة من الموضوعات المهمة مثل إقبال جمهور الشباب على تطبيقات الوسائط المتعددة والتقنيات الجديدة في مجال الاتصال النقال والانترنت الهامش الكبير الذي لا تزال حلول تكنولوجيا المعلومات تتيحه لوسائط الإعلام. وتحدث خلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية شدا عمر المذيعة في المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBC) كل من الدكتورة نجاة رشدي، المنسق الإقليمي ، البرنامج الإنمائي التابع لمنظمة الأممالمتحدة (UNDP)، والإعلامي الهندي البارز إم. جيه أكبر وهو رئيس تحرير مجلة (كوفرت)، وخلدون طبازة، رئيس شركة ريادة فنتشرز، والدكتور حمد بن إبراهيم آل عمران، رئيس تحرير مجلة (المعلوماتية). وخلال مداخلتها، أكدت الدكتورة نجاة رشدي أن التحول إلى التقنية المتقدمة في مجال العمل الإعلامي لا يعد "موضة" ولا ترفاً ولكنه تحول تستوجبه التغيرات المتلاحقة من حولنا خاصة مع ظهور سوق عالمية ضخمة للتطبيقات التقنية المتطورة، حيث قدمت المتحدثة مجموعة من الأرقام المهمة التي تدلل على ذلك التحول. وقالت الدكتورة نجاة إن عدد مستخدمي الإنترنت في العالم وصل إلى 750مليون مستخدم، في حين بلغ عدد مستخدمي الهاتف النقال 3مليارات و 25مليون مستخدم. وأشارت المتحدثة إلى أن سوق الإعلانات التقليدية العالمي في العام 2007سجل 450مليون دولار، متقدما على عائدات القطاع نفسه في العام 2006بحوالي 5.2بالمائة. وقالت إن الإعلانات على شبكة الإنترنت في العام 2006مثلت واحدا بالمائة من إجمالي الإعلان العالمي، في حين قفزت عمليات الإعلان على شبكة الإنترنت في العام 2007مقارنة بالعام 2006بمقدار 75بالمائة. وعن حجم الاشتراكات في شبكة الإنترنت ذات السرعة الفائقة (Broadband Internet) قالت المسؤولة الدولية إن عدد المشتركين في هذه الخدمة وصل إلى 310ملايين مشترك في العام 2007، في حين من المتوقع أن يصل عدد المشتركين في خدمة التلفزيون التفاعلي في العام 2010إلى 380مليون مشترك. وقالت الدكتورة نجاة رشدي ان تلك التحولات كان لها انعكاساتها الاقتصادية الواضحة مستشهدة بعرض شركة مايكروسوفت العالمية لمبلغ 45مليار دولار للاستحواذ على شركة ياهو، مؤكدة أن التغيرات المتلاحقة في هذا المجال أسفرت عن صفقات تتجاوز قيمتها مئات المليارات. وأكدت الدكتورة رشدي أن التحول إلى التطبيقات التكنولوجية يحمل في طياته العديد من الإشكاليات القانونية والثقافية والاجتماعية وأيضا الاقتصادية، وقالت إن ظاهرة إقبال الشباب على المدونات في العالم من أجل الإفصاح عن تطلعاتهم وطموحاتهم وأفكارهم أكبر من أي جزء آخر من العالم مشيرة إلى أن هذا الإقبال ناجم عن الافتقار إلى المساحة الكفيلة بضمان حرية التعبير على الرأي في العالم العربي، إضافة إلى ما تتيحه هذه البيئة الإلكترونية من إمكانية نقاش موضوعات قد تصطدم بموانع اجتماعية قد تحول دون إمكانية مناقشتها في المحيط العائلي أو مع الأصدقاء. وطالبت نجاة رشدي المنسق الإقليمي للبرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة، بضرورة إيجاد الأطر التنظيمية التي تحكم وسائل الإعلام الجديد محذرة من مخاطر سوء استخدام تلك الوسائل من قبل بعض العناصر المتطرفة في الترويج لأفكار هدامة أو محتوى ينافي الأخلاق والقيم أو استخدامها في تتبع المعلومات الشخصية للأفراد، مشددة على أهمية دور التربية والتوعية في هذا الخصوص. من جانبه، رأى خلدون طبازة أن وسائل الإعلام العربي التقليدية لن تكون قادرة على مواكبة التطورات التقنية المتلاحقة وربما تحقق خسائر مادية كبيرة ستكون سببا مباشرا في العديد من الاندماجات لتفادي تلك الخسائر. وقال إنه وربما تحقق مؤسسات الإعلام العربي التقليدية إفلاسا ماديا وفكريا إذا ما استمرت في النظر إلى التكنولوجيا على أنها مجرد وسيلة لنقل المحتوى الإعلامي التقليدي إلى جماهيرها، مشددا على ضرورة الاهتمام بعنصر الإبداع والابتكار من أجل تقديم محتوى جديد يتواكب واحتياجات الأجيال الجديدة في العالم العربي، مشددا على أن العناية بعناصر ومقومات الإبداع تمثل التحدي الأكبر أمام وسائل الإعلام العربية التقليدية. وأكد الدكتور حمد آل عمران أن التحول التكنولوجي الكبير في العالم كان له انعكاساته التي طالت معظم ملامح الحياة مع تحول أكثر من 90من العمالة العالمية إلى مجالات الخدمات والمعلومات، مشيرا إلى اختلاف جمهور المتلقين ومتطلباتهم التي لا تتفق مع جمهور وسائل الإعلام التقليدية من الأجيال الأكبر سنا. وأشار الدكتور حمد إلى تعاظم دور وسائل الإعلام الجديدة والتي منحت جيل الشباب القدرة على المشاركة في صنع الأخبار من خلال تلك الوسائل ، مستشهدا في ذلك بمقاطع الهاتف النقال التي أسفرت عن العديد من التأثيرات الاجتماعية والثقافية وأيضا السياسية.