أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان المملكة تقوم بدور أساسي في انجاح مساعي تحقيق السلام في المنطقة. وأشار ميليباند في تصريح خاص ل "الرياض" إلى أن المملكة تمثل قلب الشرق الأوسط سياسياً واقتصادياً، مؤكداً الدور السعودي المهم في القضايا الاقليمية. وأكد وزير الخارجية البريطاني ان مبادرة خادم الحرمين الشريفين للسلام تقدم اطاراً مهماً لتحقيق السلام العادل والدائم. وفيما يلي نص الحوار: @ كيف تقوم دور المملكة العربية السعودية في حل الأزمة الفلسطينية؟ - المملكة شريك وحليف مهم لبريطانيا في منطقة الشرق الأوسط، وازدادت علاقاتنا مع المملكة تطوراً ومتانة خلال السنوات الأخيرة. وبذلت المملكة في عدة مناسبات جهوداً جبارة للتوصل إلى تقدم ملحوظ في الحل السلمي لقضية الشرق الأوسط. وقدمت جهوداً كبيرة لتحقيق الوفاق السياسي بين الفلسطينيين، ونحن نرى أن للمملكة العربية السعودية دوراً أساسياً في المساعدة على إنجاح هذه المساعي. وكان وعد المملكة في مؤتمر المانحين بباريس بتقديم دعم مالي للشعب الفلسطيني خلال السنوات الثلاث القادمة أكبر دعم يحصل عليه الفلسطينيون من دولة مانحة. وفي عام 2008وحده تعهدت المملكة بتقديم أكثر من 250مليون دولار لدعم مشروع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض للاصلاح والتنمية، وتلعب هذه المساهمة دوراً حيوياً في تحسين حياة كل الفلسطينيين. وتتقاسم بريطانيا والمملكة العربية السعودية نفس الأهداف: فكلا الدولتين ترغب في تحقيق السلام والأمن والازدهار في منطقة الشرق الأوسط. ونتفق على أن هذا يعني أن حل الدولتين الذي ينتهي بقيام دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل. ومبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العربية للسلام، تقدم إطاراً مهماً لتحقيق السلام العادل والدائم، ومساهمة حيوية تثبت ان الدول العربية ودول المجموعة الرباعية قادرة ويجب أن تعمل معاً. @ زيارتك للمملكة تمثل نقطة مهمة في العلاقات السعودية البريطانية، هل يستطيع سعادتكم توضيح ذلك؟ - تعد المملكة العربية السعودية بمنزلة القلب للشرق الأوسط في المجالين السياسي والاقتصادي. وعلاقاتنا الوثيقة مع المملكة بدأت قبل مائة عام. وأتاحت لي هذه الزيارة الفرصة لمناقشة التعامل الخلاق مع التحديات التي تواجهنا اليوم؛ والمتمثلة في دعم التجارة العالمية، ومحاربة الإرهاب، وانتشار الأسلحة النووية، وحل النزاعات، والتغييرات المناخية. وتظل هذه القضايا أولويات بالنسبة للسياسة الخارجية البريطانية، واستفدنا كثيراً من وجهات النظر والمبادرات السعودية في هذه القضايا. وقد تكون الشهور القادمة حاسمة بالنسبة للتحرك الإيجابي نحو الحل السلمي لمشكلة الشرق الأوسط، وتطورات قضية أسلحة إيران النووية، ودورنا في تغيير الوضع في العراق. ونحن نرى أن العلاقات الوثيقة مع المملكة العربية السعودية في هذه المجالات أساسية جداً، والامكانات المتاحة للعمل معاً أقوى مما كانت عليه في الماضي. وكذلك تربط بين بلدينا صلات اقتصادية قوية، والروابط التجارية والاستثمارية البريطانية مع المملكة صلبة وتقدم امكانات لمصلحة البلدين. وبلغت الصادرات البريطانية من السلع والخدمات للمملكة 6بلايين دولار في عام 2006م، كذلك كانت الصادرات السعودية للمملكة المتحدة تعادل 2.6بليون دولار في عام 2006.ويجب ألا ننسى ان المملكة المتحدة مستثمر رئيس في المملكة العربية السعودية حيث يوجد أكثر من 200شركة بريطانية سعودية مشتركة، وتبلغ جملة الاستثمارات البريطانية في المملكة 14.5بليون دولار. وهناك المزيد من الفرص الجديدة أمام المصدرين والمستثمرين البريطانيين في المملكة في قطاعات أساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والمواصلات. وركزت خلال زيارتي على مواصلة الجهود لتوضيح الفرص الكبيرة للتبادل التجاري بين البلدين. @ ما القضايا الرئيسة التي ناقشتها مع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل خلال زيارتك للرياض؟ - بما أن المملكة العربية السعودية تؤدي دوراً مهماً في القضايا الاقليمية، ركزنا في لقائنا على عملية السلام في الشرق الأوسط وإيران والعراق ولبنان. وتعكس هذه القضايا أهدافنا المشتركة، التي تلتزم إيجاد حلول لها. وسوف نستمر في العمل معاً لحل هذه القضايا. وتطرقنا أيضاً للعلاقات الثنائية والقضايا العالمية الأخرى.